شهدت مدينة تل أبيب، مساء اليوم السبت الموافق 12 يوليو 2025، مظاهرات حاشدة شارك فيها آلاف الإسرائيليين للمطالبة بوقف الحرب الدائرة في قطاع غزة وإنجاز صفقة تبادل أسرى تفضي إلى عودة الأسرى الإسرائيليين. وتأتي هذه المظاهرات في ظل تصاعد وتيرة الأحداث في القطاع وتزايد المخاوف بشأن مصير الأسرى المحتجزين لدى حركة حماس. وقد أفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن المتظاهرين احتشدوا في وسط تل أبيب، رافعين شعارات تدعو إلى السلام ووقف إطلاق النار، ومطالبين الحكومة الإسرائيلية بالتحرك العاجل لإنهاء الحرب وإبرام صفقة تبادل الأسرى. تعكس هذه المظاهرات تصاعد الضغط الشعبي على الحكومة الإسرائيلية لاتخاذ خطوات جادة نحو إنهاء الصراع وإيجاد حلول دبلوماسية تضمن الأمن والاستقرار للجميع في المنطقة. كما تأتي في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، الذي يعاني من أوضاع إنسانية كارثية.
مشاورات أمنية موسعة في إسرائيل
في سياق متصل، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو سيعقد، غدًا، مشاورات أمنية موسعة لتقييم سير المفاوضات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة، وسط تقارير عن تطورات حاسمة بشأن صفقة التبادل مع حركة حماس. وتأتي هذه المشاورات في ظل ضغوط داخلية وخارجية متزايدة على الحكومة الإسرائيلية للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب ويعيد الأسرى الإسرائيليين إلى ديارهم. ومن المتوقع أن يناقش نتنياهو مع كبار المسؤولين الأمنيين والعسكريين آخر التطورات في المفاوضات، والخيارات المتاحة للتعامل مع الوضع في قطاع غزة. كما من المرجح أن يتم استعراض التحديات الأمنية والإنسانية التي تواجهها إسرائيل، والجهود المبذولة لتقديم المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع. تعتبر هذه المشاورات حاسمة في تحديد مسار الأحداث خلال الأيام القادمة، وقد تسفر عن قرارات هامة بشأن مستقبل الصراع في المنطقة.
حماس تتهم إسرائيل بارتكاب مجزرة في مخيم الشاطئ
من جانبها، اتهمت حركة حماس قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب مجزرة في مخيم الشاطئ، أسفرت عن استشهاد عشرات المدنيين. وأفادت مصادر طبية فلسطينية باستشهاد 7 أشخاص على الأقل وإصابة 40 آخرين فى غارتين إسرائيليتين على مخيم الشاطئ بقطاع غزة. وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد وتيرة القصف الإسرائيلي على القطاع، وتزايد عدد الضحايا المدنيين. وقد نددت حركة حماس بما وصفته بـ "الجرائم الإسرائيلية" بحق المدنيين الفلسطينيين، ودعت المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف العدوان الإسرائيلي وحماية المدنيين. تعتبر هذه الاتهامات خطيرة، وقد تزيد من تعقيد الوضع المتوتر بالفعل في المنطقة. ومن المتوقع أن تثير هذه الأحداث المزيد من ردود الفعل الغاضبة على المستويين الإقليمي والدولي، وقد تدفع إلى مزيد من الضغوط على إسرائيل لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين.
تحذيرات أممية من كارثة إنسانية في غزة
في ظل هذه الأوضاع المأساوية، أكدت المديرة الإقليمية للصندوق الأممى للسكان، أنه لم يبق فى قطاع غزة سوى 4 مستشفيات ميدانية فقط، مضيفة "آن وقت تحرك الإنسانية، واستمرار الإبادة يعني أننا بلا أخلاق". وأشارت إلى أنه "ليس للنساء بغزة أي حظ للنجاة وقد نخسر جيلا كاملا من الأطفال"، مؤكدة "نحن بحاجة إلى قدرة كاملة على الوصول للقطاع لمنع الإبادة". تعتبر هذه التحذيرات الأممية بمثابة ناقوس خطر، وتؤكد على الحاجة الملحة للتحرك العاجل لإنقاذ حياة المدنيين في قطاع غزة. وتعكس هذه التصريحات مدى خطورة الوضع الإنساني في القطاع، وتؤكد على ضرورة توفير المساعدات الإنسانية العاجلة للمدنيين المحاصرين. كما تدعو إلى ضرورة محاسبة المسؤولين عن ارتكاب جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان في القطاع.
وأكدت المديرة الإقليمية للصندوق الأممى للسكان أن "ستكون مسيرة تعافي قطاع غزة طويلة وصعبة"، مشيرة إلى أن حدوث إبادة جماعية سنة 2025 أمر غير مقبول وغير مفهوم. وحذر مستشفى الحلو في مدينة غزة، اليوم السبت، من تداعيات كارثية على الوضع الصحي جراء نفاد الوقود وتفاقم أزمة الكهرباء، مشيرة إلى المأساة التي يتعرض لها الأطفال الخدج داخل أقسام الحضانات والتحديات الكبيرة التي تعصف بمصيرهم. تتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة يومًا بعد يوم، وتزداد المخاوف بشأن مستقبل القطاع وسكانه. ويتطلب الوضع الحالي تحركًا دوليًا عاجلًا لإنهاء الحرب وتوفير المساعدات الإنسانية اللازمة للمدنيين، وضمان محاسبة المسؤولين عن ارتكاب جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان.