أكد الأزهر الشريف في بيان هام على أن الفئة الضالة التي تدعي تمثيل الإسلام لا تمت بصلة للدين الإسلامي الحنيف ولا تعبر عن جموع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. وشدد الأزهر على أن هذه الفئة المنحرفة لا تمثل الرسالة السامية التي يحملها علماء الدين والدعاة والأئمة المخلصون، والذين يقفون صفًا واحدًا في التضامن مع المستضعفين والمظلومين في كل مكان. ويأتي هذا البيان في ظل تصاعد الأصوات المتطرفة التي تسعى إلى تزييف الحقائق ونشر الفتنة بين المسلمين، وهو ما يستدعي وقفة جادة من جميع العقلاء والمفكرين للتصدي لهذه الأفكار الهدامة.

 

تحذير من الانخداع بالمنافقين

حذر الأزهر الشريف جموع المسلمين في الشرق والغرب من الانخداع بهؤلاء المنافقين وأمثالهم من الآكلين على موائد الخزي والعار والمهانة، حتى وإن صلوا صلاة المسلمين، وزعموا أنهم أئمة ودعاة. وأكد الأزهر أن الأعمال الظاهرة لا تكفي للحكم على صلاح الأشخاص، بل يجب النظر إلى أفعالهم وأقوالهم ومواقفهم الحقيقية، والتي تكشف عن نواياهم الخبيثة وأهدافهم الدنيئة. ودعا الأزهر المسلمين إلى التمسك بتعاليم الإسلام السمحة والرجوع إلى العلماء الربانيين الذين يصدعون بالحق ولا يخشون في الله لومة لائم.

 

دور العلماء والدعاة في مواجهة التطرف

يشدد الأزهر الشريف على الدور المحوري الذي يلعبه العلماء والدعاة والأئمة في مواجهة التطرف والإرهاب، من خلال نشر الوعي الديني الصحيح وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي تستغلها الجماعات المتطرفة لتجنيد الشباب وتضليلهم. ويؤكد الأزهر على أهمية تضافر الجهود بين المؤسسات الدينية والتعليمية والإعلامية لتقديم خطاب ديني معتدل ومتسامح، يحترم التنوع والاختلاف ويدعو إلى الحوار والتفاهم بين جميع الأطراف. كما يدعو الأزهر إلى دعم المبادرات التي تهدف إلى تمكين الشباب وتنمية قدراتهم وتوفير فرص عمل لهم، وذلك لتحصينهم من الوقوع في براثن التطرف والإرهاب.

 

قيم الإسلام الحقيقية

يؤكد الأزهر الشريف أن الإسلام دين الرحمة والتسامح والعدل والإحسان، وأن قيمه الأساسية تقوم على احترام الآخرين ونبذ العنف والكراهية والدعوة إلى السلام والمحبة. ويشدد الأزهر على أن الإسلام يحرم قتل النفس بغير حق ويعتبره من أكبر الكبائر، وأن الإرهاب بجميع أشكاله وصوره يتنافى مع تعاليم الإسلام السمحة. ويدعو الأزهر المسلمين إلى التمسك بهذه القيم النبيلة والعمل على نشرها في العالم، وذلك لتقديم صورة حقيقية عن الإسلام كدين حضاري وإنساني يسعى إلى تحقيق الخير والسعادة للبشرية جمعاء.

 

التضامن مع المستضعفين والمظلومين

يجدد الأزهر الشريف التأكيد على وقوفه الدائم إلى جانب المستضعفين والمظلومين في كل مكان، ويدعو إلى نصرتهم ودعمهم بكل الوسائل المتاحة. ويؤكد الأزهر أن التضامن مع المستضعفين والمظلومين هو واجب ديني وإنساني، وأن المسلمين يجب أن يكونوا عونًا لهم في مواجهة الظلم والاضطهاد. ويدعو الأزهر المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في حماية حقوق الإنسان والدفاع عن المستضعفين والمظلومين، والعمل على تحقيق العدل والمساواة بين جميع الشعوب.