استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم "لي تشيانج" رئيس مجلس الدولة الصيني، بحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين من الجانبين. صرح السفير محمد الشناوى، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن رئيس مجلس الدولة الصيني نقل تحيات الرئيس الصيني إلى الرئيس السيسي، مؤكداً أن الرئيس السيسي يُعدّ صديقاً عزيزاً للصين، ويحظى دائماً بترحيب بالغ في بكين. كما عبّر عن اعتزاز الصين بالعلاقات الوثيقة مع مصر، المستندة إلى تاريخ ممتد من الشراكة الاستراتيجية، وقيم الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. وأشاد بالتطور المتسارع في العلاقات الثنائية، وبالتنسيق الوثيق بين البلدين على الصعيدين الإقليمي والدولي، مثمناً الدور المصري المحوري بوصفه ركيزةً للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
تطلع مصري لجذب استثمارات صينية في الطاقة الجديدة والسيارات الكهربائية
ومن جانبه، أكد الرئيس السيسي حرص مصر على تعزيز التعاون مع الصين في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، والعمل على تفعيل الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، لاسيما مع اقتراب الاحتفال بالذكرى السبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين عام ٢٠٢٦. وأضاف المتحدث الرسمي، أن الرئيس السيسي أشاد بمساهمات الشركات الصينية في تنفيذ المشروعات التنموية داخل مصر، معرباً عن تطلع الدولة إلى جذب المزيد من الاستثمارات الصينية، خاصة في قطاعات الطاقة الجديدة والمتجددة، وصناعة السيارات الكهربائية، إلى جانب تنشيط حركة السياحة الصينية، وتعزيز التعاون في مجالات التصنيع والتنمية بشكل عام. كما أبدى الرئيس اهتمام مصر بمواصلة التنسيق مع الصين بشأن ملف مبادلة الديون وتنفيذ الاتفاقيات ذات الصلة بكفاءة وفعالية.
تبادل الرؤى حول الأوضاع الإقليمية والدولية
ذكر المتحدث الرسمي، أن اللقاء شهد تبادل الرؤى حول تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية، حيث شدد الجانبان على أهمية تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، واستئناف المسار الدبلوماسي لحل الأزمة بالطرق السلمية. كما أكد الطرفان ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، وأهمية التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية. يمثل هذا اللقاء تأكيدًا على عمق العلاقات المصرية الصينية، والتي تشهد تطورًا مستمرًا في مختلف المجالات، ويعكس حرص البلدين على تعزيز التعاون والتنسيق في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
العلاقات المصرية الصينية: شراكة استراتيجية متنامية
تعتبر العلاقات المصرية الصينية نموذجًا للشراكة الاستراتيجية الناجحة، حيث تشهد تعاونًا وثيقًا في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. وتولي مصر أهمية كبيرة لتطوير هذه العلاقات، وتسعى إلى الاستفادة من الخبرات الصينية في تحقيق التنمية الشاملة. ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة مزيدًا من التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، بما يخدم مصالح الشعبين الصديقين. إن تركيز الرئيس السيسي على جذب الاستثمارات الصينية في قطاعات الطاقة الجديدة والمتجددة وصناعة السيارات الكهربائية يعكس رؤية مصر الطموحة نحو تحقيق التنمية المستدامة وتنويع مصادر الطاقة.
مصر والصين: تنسيق مستمر لحل الأزمات الإقليمية
إن التنسيق المصري الصيني بشأن القضايا الإقليمية والدولية يعكس الدور المحوري الذي يلعبه البلدان في تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة والعالم. ويؤكد حرص الجانبين على العمل المشترك لحل الأزمات بالطرق السلمية، ودعم الجهود الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة. إن تأكيد الطرفين على ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية يعكس التزامهما بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني ودعم قضيته العادلة. كما أن دعوتهما إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية تؤكد على أهمية تحقيق السلام الدائم والشامل في المنطقة.