أعلنت شركة إي آند مصر عن عودة خدماتها الصوتية وخدمات نقل البيانات إلى معدلاتها الطبيعية، وذلك بعد أن تأثرت هذه الخدمات بشكل كبير نتيجة الحريق الذي اندلع في سنترال رمسيس. وقد تسبب الحريق في انقطاع الخدمة عن عدد كبير من المستخدمين في مناطق مختلفة من الجمهورية. بالإضافة إلى ذلك، عادت خدمات إي آند كاش وخدمات التكنولوجيا المالية للعمل بشكل طبيعي منذ الأمس، كما أن تطبيق "ماي إي آند" يعمل بكامل طاقته. وعادت محافظ الكاش الخاصة بشركات المحمول إلى الانتظام في العمل مرة أخرى صباح اليوم، بعد أن تأثرت خدمات محافظ الكاش أمس نتيجة الحريق. هذا التعافي السريع يعكس الجهود الكبيرة التي بذلتها الشركة لإعادة الخدمات إلى وضعها الطبيعي في أقصر وقت ممكن، والتخفيف من الأثر السلبي على المستخدمين.

 

جهود وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات

 

أكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن كافة خدمات الاتصالات ستعود بشكل تدريجي خلال 24 ساعة من وقوع الحادث. وأوضح أنه تم نقل كافة الخدمات إلى أكثر من سنترال لتعمل كشبكة بديلة، نافياً أن تكون مصر معتمدة على سنترال رمسيس فقط كمركز رئيسي لخدمات الاتصالات. وأضاف الوزير أنه لا يوجد سنترال واحد فقط تعتمد عليه مصر، وأن سنترال رمسيس سيظل خارج الخدمة لأيام، ومع ذلك ستعود الخدمات بشكل تدريجي بعد نقل كافة الخدمات التي توجد في سنترال رمسيس إلى أكثر من سنترال. وأشار إلى أن معظم الخدمات الحيوية تعمل بشكل طبيعي في أغلب المحافظات مثل النجدة والمطافئ والإسعاف ومنظومة تقديم الخبز والمطارات والموانئ والمرافق الحيوية، وأن بعض الخدمات في عدد من المحافظات المحدودة ظهرت بها أعطال يتم التعامل معها لاستعادتها خلال صباح اليوم. هذه التصريحات طمأنت المواطنين وأكدت على وجود خطط بديلة لضمان استمرار تقديم الخدمات الأساسية في جميع أنحاء البلاد.

 

متابعة الموقف وتعويض المتضررين

 

شدد الدكتور طلعت على أنه يتم متابعة الموقف أولاً بأول، موجهاً بسرعة الانتهاء من أعمال الإصلاح واستعادة خدمات الاتصالات المتأثرة في أقرب وقت، وحصر المستخدمين المتضررين واتخاذ الإجراءات اللازمة لتعويضهم. وقد تفقد الوزير فجر اليوم مبنى سنترال رمسيس بوسط القاهرة لمتابعة تداعيات الحادث وعمليات السيطرة على الحريق، واطلع على الجهود المبذولة لاستعادة خدمات الاتصالات التي تأثرت جراء الحريق الذي اندلع عصر أمس داخل السنترال التابع للشركة المصرية للاتصالات. ورافق الوزير كل من المهندس رأفت هندي نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتطوير البنية التحتية التكنولوجية والتحول الرقمي، والمهندس محمد نصر العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للشركة المصرية للاتصالات، وعدد من قيادات كل من الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، والشركة المصرية للاتصالات. هذه المتابعة الحثيثة تعكس اهتمام الحكومة بضمان استعادة الخدمات في أسرع وقت ممكن وتعويض المتضررين عن أي خسائر لحقت بهم.

 

زيارة الوزير للمصابين وتقديم التعازي

 

قطع الدكتور طلعت زيارته الرسمية إلى الخارج والعودة إلى القاهرة لمتابعة تطورات الحادث، والوقوف على حجم الأضرار الناجمة عنه، والاطلاع على التدابير الفنية المتخذة لضمان استمرار تقديم خدمات الاتصالات للمواطنين، والحد من تداعيات الحريق، وكذلك الاطمئنان على سلامة المصابين. وقدم الوزير خالص التعازي والمواساة لأسر ضحايا الحريق، ولقيادات الشركة المصرية للاتصالات والعاملين بها، في شهداء الواجب الذين فقدوا أرواحهم أثناء تأدية مهام عملهم داخل مبنى السنترال. كما وجه وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الشكر لقوات الحماية المدنية ورجال الإطفاء على الجهود المكثفة المبذولة على مدار ساعات لإخماد النيران التي اندلعت داخل المبنى. هذه اللفتة الإنسانية تعكس التقدير العميق للجهود التي بذلها رجال الإطفاء والعاملين في الشركة المصرية للاتصالات، والتضامن مع أسر الضحايا والمصابين.

 

ملابسات الحادث والجهود المبذولة لإخماد الحريق

 

خلال تفقده لمبنى سنترال رمسيس، استمع الدكتور طلعت إلى شرح من المهندس محمد نصر حول ملابسات الحادث، حيث أوضح أن الحريق اندلع داخل إحدى صالات الطابق المخصص لاستضافة مشغلي الاتصالات، والذي يضم صالات منفصلة لكل مشغل، وقد امتد الحريق إلى الأدوار الأخرى نتيجة لشدته، وأن جميع صالات الأجهزة الخاصة بالشركة المصرية للاتصالات مؤمنة بإجراءات أمنية وأنظمة إطفاء ذاتية، مشيراً إلى أن قوة واشتداد الحريق حالت دون تمكن أجهزة الإطفاء من إخماد الحريق. وعقب ذلك، أجرى وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات زيارة إلى عدد من المستشفيات التي تم نقل المصابين في الحادث إليها وهي المنيرة، ودار الفؤاد، وصيدناوى، والقبطى، للاطمئنان على الحالة الصحية للمصابين ووجه بسرعة توفير كل سبل الدعم والرعاية اللازمة لهم. هذا الاهتمام البالغ من الوزارة والشركة المصرية للاتصالات يعكس حرصهم على سلامة العاملين وتقديم الدعم اللازم للمصابين وأسرهم في هذه الظروف الصعبة.