يشهد هذا الإصدار تطورًا ملحوظًا في حجم المجلة وإخراجها الفني، حيث تضاعف عدد صفحاتها، وظهرت في قالب صحفي حديث يجمع بين الجاذبية والبساطة، مع الحفاظ على أبوابها الثابتة التي لطالما أغنت المجلة بموضوعات عصرية. هذا التطور يمثل قفزة نوعية في مسيرة المجلة، ويعكس التزامها بتقديم محتوى ذي جودة عالية للقراء، مع الاهتمام بالشكل الجذاب الذي يواكب التطورات في عالم الصحافة والنشر. إن مضاعفة عدد الصفحات تتيح للمجلة استيعاب المزيد من المقالات والموضوعات المتنوعة، وتعميق التحليل للقضايا المطروحة، مما يثري تجربة القارئ ويقدم له قيمة مضافة. كما أن القالب الصحفي الحديث يساهم في تسهيل عملية القراءة والتصفح، ويجعل المجلة أكثر جاذبية للجيل الجديد من القراء الذين يبحثون عن المعلومة السريعة والموثوقة في قالب عصري.
ويأتي تزامن هذا التطوير مع حلول العام الهجري الجديد ليمثّل انطلاقة رمزية ومعنوية، حيث تصدّر العدد ملف مميز عن الهجرة النبوية، تناول الحدث من زوايا متعددة. إن اختيار موضوع الهجرة النبوية للاحتفاء بالعام الهجري الجديد يعكس إيمان المجلة بأهمية هذا الحدث التاريخي في تشكيل الحضارة الإسلامية، واستلهام الدروس والعبر منه في مواجهة التحديات المعاصرة. لقد كانت الهجرة النبوية نقطة تحول حاسمة في تاريخ الإسلام، حيث انتقل المسلمون من مرحلة الاضطهاد والضعف إلى مرحلة القوة والتمكين، وتمكنوا من بناء دولة إسلامية قوية ومزدهرة. ومن خلال تناول هذا الحدث من زوايا متعددة، تسعى المجلة إلى تسليط الضوء على جوانب مختلفة من الهجرة النبوية، مثل البعد الإيماني والبعد الاجتماعي والبعد السياسي، وتقديم فهم شامل ومتكامل لهذا الحدث التاريخي.
تصدّر هذا الملف مقال معالي الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، تحت عنوان "علّمتنا الهجرة"، مستلهمًا الدروس والعبر من تلك اللحظة المفصلية في تاريخ الأمة، كما ضم العدد مقالًا مهمًّا للأستاذ الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بعنوان "وثيقة المدينة.. فجر حقوق الإنسان في قلب التاريخ". إن مشاركة كبار العلماء والمفكرين في هذا العدد تعكس مكانة المجلة المرموقة في الأوساط الفكرية والثقافية، وتؤكد التزامها بتقديم محتوى ذي قيمة علمية وفكرية عالية. فمقال معالي الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري يسلط الضوء على الدروس والعبر المستفادة من الهجرة النبوية، وكيف يمكن تطبيقها في حياتنا المعاصرة لمواجهة التحديات وتحقيق التقدم والازدهار.
أما مقال الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي فيتناول أهمية وثيقة المدينة في تأسيس دولة القانون والمؤسسات، وحماية حقوق الإنسان، ويؤكد أن الإسلام كان سباقًا في هذا المجال.
واستضافت المجلة نخبة من كبار الكتّاب والمتخصصين ممّن أسهموا بمقالات ثرية تناولت قضايا الفكر والدين والإنسان، في إطار يؤكد روح الوسطية التي تميز منهج المجلة منذ انطلاقها. إن استضافة نخبة من الكتاب والمتخصصين في مختلف المجالات يعكس حرص المجلة على تقديم محتوى متنوع وشامل يلبي احتياجات القراء المختلفة. فالمقالات التي تتناول قضايا الفكر والدين تساهم في إثراء الحوار الفكري والثقافي، وتقديم رؤى جديدة ومبتكرة للقضايا المطروحة. أما المقالات التي تتناول قضايا الإنسان فتسلط الضوء على التحديات التي تواجه البشرية في العصر الحديث، وتقدم حلولًا عملية ومبتكرة للتغلب عليها. إن روح الوسطية التي تميز منهج المجلة تجعلها منبرًا للحوار والتسامح والتعايش السلمي بين مختلف الثقافات والحضارات.
ويجعل منها نافذة واعية تسهم في بناء الإنسان وخدمة الإنسانية.
إن المجلة تسعى إلى أن تكون نافذة واعية تطل على العالم من حولنا، وتنقل للقراء صورة حقيقية وواقعية للأحداث والتطورات الجارية. كما تسعى إلى المساهمة في بناء الإنسان فكريًا وثقافيًا وروحيًا، من خلال تقديم محتوى ذي قيمة عالية يساهم في تنمية الوعي والمعرفة والقدرات. إن خدمة الإنسانية هي الهدف الأسمى الذي تسعى المجلة إلى تحقيقه، من خلال المساهمة في حل المشكلات التي تواجه البشرية، وتعزيز قيم السلام والعدل والمساواة والتسامح. إن المجلة تؤمن بأن الإعلام هو سلاح ذو حدين، ويمكن استخدامه في الخير أو الشر، ولذلك فإنها تسعى إلى استخدامه في الخير ونشر الوعي والمعرفة والقيم الإيجابية.