انعقدت قمة "بريكس" في ريو دي جانيرو بالبرازيل، وسط أجواء مشحونة بالتحديات العالمية، بدءًا من الحرب في غزة وصولًا إلى التوترات التجارية التي أثارتها سياسات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. شهدت القمة، التي ضمت أحد عشر عضوًا بعد توسيع المنتدى، مناقشات حادة حول سبل مواجهة هذه التحديات وتعزيز التعاون بين دول الجنوب العالمي. من أبرز القضايا التي تصدرت جدول الأعمال الدعوة إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة، الذي يعاني من حرب مستمرة منذ 22 شهرًا. وأكد قادة المجموعة على ضرورة انخراط جميع الأطراف بحسن نية في مفاوضات جادة لتحقيق هذا الهدف، بالإضافة إلى الدعوة إلى الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة وجميع الأجزاء الأخرى من الأراضي الفلسطينية المحتلة. هذا الموقف يعكس قلقًا متزايدًا لدى دول البريكس إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة وتأثيرها على الاستقرار الإقليمي.
مقترح عملة بديلة للدولار وتعزيز الاستقلال المالي
في خطوة جريئة نحو تعزيز الاستقلال المالي لدول البريكس، اقترح الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا مناقشة إنشاء عملة تجارية بديلة للدولار، بالإضافة إلى استراتيجيات تمويل جديدة لدول الجنوب العالمي. وشدد على أهمية هذه المبادرات لمنع تكرار أوجه عدم المساواة الهيكلية والاقتصادية التي ميزت القرن العشرين. كما حث بنك التنمية الجديد التابع للمجموعة على العمل كمنصة لتعزيز نموذج تنمية أكثر إنصافًا في مواجهة تصاعد الحمائية والأحادية وأزمة المناخ، التي تؤثر بشكل خاص على الاقتصادات الناشئة. وأكد وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف أن أولوية المجموعة تتمثل في بناء هيكل مالي مستقل يسمح لدول البريكس بالانفصال عن الهياكل الغربية، مقترحًا تعزيز استخدام العملات الوطنية والأصول الرقمية لتقليل الاعتماد على نظام سويفت. هذه المقترحات تعكس رغبة متزايدة لدى دول البريكس في تقليل اعتمادها على النظام المالي الغربي وتعزيز دورها في الاقتصاد العالمي.
رفض الحمائية التجارية وانتقادات للسياسات الأوروبية
على صعيد التجارة الدولية، رفض قادة مجموعة بريكس الحمائية التجارية، لكنهم تجنبوا الصدام المباشر مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي كانت سياساته الحمائية حاضرة بقوة في المناقشات. واختُتم الاجتماع الأول من القمة ببيان ختامي من 126 مادة تناول الحرب التجارية التي يشنها ترامب، وتصاعد العنف في الشرق الأوسط، والإصلاح "العاجل" للأمم المتحدة والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي. وفي المناقشات الاقتصادية، كان هناك دعم قوي للتعددية ورفض للتدابير الحمائية، بما في ذلك التعريفات الجمركية "العشوائية" والتدابير غير الجمركية. وعلى الرغم من عدم الإشارة المباشرة إلى ترامب أو الولايات المتحدة في البيان، إلا أن القادة أعربوا عن قلقهم البالغ إزاء تزايد الإجراءات الجمركية وغير الجمركية أحادية الجانب التي تُشوه التجارة. بالإضافة إلى ذلك، وُجهت انتقادات مُبطنة للسياسات البيئية للاتحاد الأوروبي، والتي قد تُقيد تجارة المنتجات الغذائية والزراعية من المناطق التي شهدت إزالة الغابات. هذه الانتقادات تعكس مخاوف دول البريكس من أن تستخدم الدول المتقدمة القضايا البيئية كذريعة لفرض قيود تجارية.
الذكاء الاصطناعي والعدالة الضريبية
أكد الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يكون حكرًا على فئة قليلة، ولا أداة للتلاعب في أيدي أصحاب المليارات. وسرد إنجازات المجموعة في إعلان ريو دي جانيرو، مثل آليات زيادة حصص صندوق النقد الدولي للدول النامية، وتمهيد الطريق لإدماج العدالة الضريبية في الأمم المتحدة. وأضاف أن مجموعة البريكس تُرسل رسالة "واضحة لا لبس فيها" مفادها أن التقنيات الجديدة يجب أن تعمل ضمن نموذج حوكمة "عادل وشامل ومنصف". وفي هذا الصدد، أيّد المبادرة التي تسعى إلى تحقيق العدالة الضريبية ومكافحة التهرب الضريبي، واصفًا إياها بأنها "أساسية" لتعزيز النمو الشامل والمستدام، بما يتناسب مع القرن الحادي والعشرين. هذه التصريحات تعكس وعيًا متزايدًا لدى دول البريكس بأهمية ضمان أن تكون التكنولوجيا في خدمة الجميع، وليس فقط الأقلية الغنية.
التجارة بالعملات المحلية والتزام بالتعاون
جددت مجموعة البريكس تأكيد التزامها بتعزيز التجارة بالعملات المحلية بين دول المجموعة الإحدى عشرة، والتي تمثل 40% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و26% من الصادرات العالمية. هذا الالتزام يعكس رغبة دول البريكس في تعزيز التعاون الاقتصادي فيما بينها وتقليل اعتمادها على العملات الأجنبية. بشكل عام، عكست قمة اليوم السابعأكرم القصاص - علا الشافعي
النسخه الكاملة
الرئيسية تحقيقات وملفات
قمة بريكس.. دعوات لوقف إطلاق النار فى غزة ورفض حرب ترامب التجارية.. أبرز مناقشات قادة التجمع فى البرازيل.. تقييد تجارة المنتجات الغذائية والزراعية لأوروبا تثير الجدل.. ودا سيلفا يقترح إنشاء عملة بديلة للدولار.
من حرب غزة للحرب التجارية للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أبرز المناقشات على الطاولة فى قمة "بريكس" التى تنعقد فى ريو دى جانيرو ، فى البرازيل منذ توسيع المنتدى ليشمل أحد عشر عضوًا ، وسط توترات ناجمة عن الحرب التجارية لترامب، والصراعات فى الشرق الأوسط وأوكرانيا.
ودعا قادة دول مجموعة بريكس إلى التوصل إلى وقف إطلاق نار غير مشروط في قطاع غزة لإنهاء الحرب المتواصلة منذ 22 شهرا فيه، وقالت المجموعة في إعلان مشترك "نحث كل الأطراف إلى الانخراط بحسن نية في مفاوضات إضافية لتحقيق وقف إطلاق نار فوري ودائم وغير مشروط" في قطاع غزة. كما دعت أيضا إلى "الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة وجميع الأجزاء الأخرى من الأراضي الفلسطينية المحتلة".
من ناحية آخرى ، اقترح رئيس البرازيل لولا دا سيلفا ، خلال اجتماع مجموعة بريكس ، مناقشة إنشاء عملة تجارية بديلة للدولار ، واستراتيجيات تمويل جديدة لدول الجنوب العالمي، وشدد على ضرورة تعزيز هذه المبادرات لمنع تكرار أوجه عدم المساواة الهيكلية والاقتصادية التي ميزت القرن العشرين في القرن الحادي والعشرين.
وحث لولا البنك على العمل كمنصة لتعزيز نموذج تنمية أكثر إنصافا في مواجهة تصاعد الحمائية والأحادية وأزمة المناخ، التي تؤثر بشكل خاص على الاقتصادات الناشئة. وصرح قائلاً: "بنكنا ليس مجرد أداة مالية للدول النامية؛ بل هو دليل على إمكانية بناء هيكل مالي جديد".
نحو استقلال مالي لدول البريكس.
وفي السياق نفسه، أكد وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف أن أولوية المجموعة تتمثل في بناء هيكل مالي مستقل يسمح لدول البريكس بالانفصال عن الهياكل الغربية. واقترح على وجه الخصوص تعزيز استخدام العملات الوطنية
شهدت قمة "بريكس" التي انعقدت في ريو دي جانيرو بالبرازيل مناقشات حادة حول قضايا عالمية ملحة، بدءًا من الحرب في غزة وصولًا إلى التوترات التجارية التي أثارتها سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. القمة، التي جمعت قادة الدول الأعضاء بعد توسيع المنتدى ليشمل أحد عشر عضوًا، ركزت على إيجاد حلول للتحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه العالم، مع التركيز بشكل خاص على تعزيز التعاون بين دول الجنوب العالمي. أبرزت القمة دعوات متكررة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بالإضافة إلى مقترحات جريئة لإنشاء عملة بديلة للدولار، مما يعكس رغبة متزايدة في تحقيق استقلال مالي لدول البريكس.
دعوات لوقف إطلاق النار في غزة
أصدر قادة دول مجموعة بريكس إعلانًا مشتركًا يدعو إلى وقف إطلاق نار غير مشروط في قطاع غزة، الذي يشهد حربًا مستمرة منذ 22 شهرًا. أكد القادة على ضرورة انخراط جميع الأطراف في مفاوضات بحسن نية لتحقيق وقف إطلاق نار فوري ودائم، مطالبين أيضًا بالانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة وجميع الأجزاء الأخرى من الأراضي الفلسطينية المحتلة. يعكس هذا الموقف قلقًا عميقًا إزاء الأوضاع الإنسانية المتدهورة في غزة، ورغبة في المساهمة في إيجاد حل سلمي يضمن حقوق الشعب الفلسطيني.
مقترح عملة بديلة للدولار
في خطوة جريئة نحو تحقيق استقلال مالي لدول البريكس، اقترح الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا مناقشة إنشاء عملة تجارية بديلة للدولار. يهدف هذا المقترح إلى تقليل الاعتماد على العملة الأمريكية في التجارة الدولية، وتعزيز استخدام العملات الوطنية والأصول الرقمية بين دول المجموعة. شدد دا سيلفا على ضرورة تعزيز هذه المبادرات لمنع تكرار أوجه عدم المساواة الهيكلية والاقتصادية التي ميزت القرن العشرين، مؤكدًا على أهمية بناء هيكل مالي جديد أكثر إنصافًا. كما حث بنك التنمية الجديد التابع للبريكس على العمل كمنصة لتعزيز نموذج تنمية أكثر إنصافا في مواجهة تصاعد الحمائية والأحادية وأزمة المناخ.
رفض الحمائية التجارية
على الرغم من التوترات التجارية العالمية المتزايدة، رفض قادة مجموعة بريكس الحمائية التجارية، لكنهم تجنبوا الصدام المباشر مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. أكد القادة على دعمهم القوي للتعددية ورفضهم للتدابير الحمائية، بما في ذلك التعريفات الجمركية "العشوائية" والتدابير غير الجمركية. في بيان ختامي من 126 مادة، تناول القادة الحرب التجارية التي يشنها ترامب، وتصاعد العنف في الشرق الأوسط، والإصلاح "العاجل" للأمم المتحدة والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي. على الرغم من أن البيان لم يشر بشكل مباشر إلى ترامب أو الولايات المتحدة، إلا أنه أعرب عن قلق بالغ إزاء تزايد الإجراءات الجمركية وغير الجمركية أحادية الجانب التي تُشوه التجارة.
الذكاء الاصطناعي والعدالة الضريبية
أكد لولا دا سيلفا أيضًا على أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يكون حكرًا على فئة قليلة، ولا أداة للتلاعب في أيدي أصحاب المليارات. دعا إلى نموذج حوكمة "عادل وشامل ومنصف" للتقنيات الجديدة، مؤيدًا المبادرات التي تسعى إلى تحقيق العدالة الضريبية ومكافحة التهرب الضريبي. وصف دا سيلفا هذه المبادرات بأنها "أساسية" لتعزيز النمو الشامل والمستدام، بما يتناسب مع القرن الحادي والعشرين. بالإضافة إلى ذلك، وجهت انتقادات مُبطنة للسياسات البيئية للاتحاد الأوروبي، والتي قد تُقيد تجارة المنتجات الغذائية والزراعية من المناطق التي شهدت إزالة الغابات، مؤكدًا على التزام مجموعة البريكس بتعزيز التجارة بالعملات المحلية بين دول المجموعة.
% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و26% من الصادرات العالمية.بريكس في ريو دي جانيرو تصميم دول المجموعة على مواجهة التحديات العالمية وتعزيز التعاون فيما بينها، سواء في المجالات السياسية والاقتصادية والتكنولوجية. ومن خلال الدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة، والعمل على إنشاء عملة بديلة للدولار، ورفض الحمائية التجارية، والتركيز على العدالة الضريبية، تسعى دول البريكس إلى لعب دور أكثر فاعلية في تشكيل النظام العالمي.