أدى طلاب القسم الأدبي بالشهادة الثانوية الأزهرية اليوم الأحد امتحان مادة الجغرافيا، وسط تباين في الآراء حول مستوى صعوبة الأسئلة. بينما اعتبره البعض متوسطًا، وصفه آخرون بالصعب الذي يتطلب تركيزًا شديدًا وفهمًا عميقًا للمنهج. هذا التباين في وجهات النظر يثير تساؤلات حول طبيعة الامتحانات ومدى ملاءمتها لمستوى الطلاب، فضلاً عن الضغوط النفسية التي يتعرضون لها خلال هذه الفترة الحاسمة من حياتهم الدراسية. الامتحان، الذي يُعدّ جزءًا أساسيًا من عملية تقييم الطلاب، يجب أن يكون عادلاً ومنصفًا، ويقيس قدراتهم الحقيقية دون إثقالهم بأسئلة تعجيزية أو غير مباشرة.
أحد الطلاب، من أمام لجنة معهد حلمية الزيتون بالقاهرة، صرح بأن الامتحان جاء في المستوى المتوسط، إلا أنه أشار إلى وجود بعض النقاط غير المباشرة التي تتطلب فهمًا عميقًا للمنهج. وأضاف: "الأسئلة دي مهمة علشان تفرّق بين الطالب اللي ذاكر كويس واللي مش مذاكر". هذا التصريح يعكس وجهة نظر ترى أن الامتحانات يجب أن تكون قادرة على التمييز بين الطلاب المجتهدين وغير المجتهدين، وأن الأسئلة غير المباشرة تلعب دورًا هامًا في تحقيق هذا الهدف. ومع ذلك، يجب أن يكون هذا التمييز قائمًا على أسس علمية وتربوية سليمة، بحيث لا يؤدي إلى إحباط الطلاب أو تقليل ثقتهم بأنفسهم.
أوضح أن الامتحان تضمن أسئلة مقالية واختيار من متعدد، وأن جميع الأسئلة كانت من داخل المنهج وشاملة لجميع فصول الكتاب. وأضاف: "وده خلّى الامتحان محتاج تركيز وتفصيل في المذاكرة". هذا التصريح يؤكد على أهمية التركيز والتفصيل في المذاكرة، وأن الطلاب يجب أن يكونوا على دراية بجميع جوانب المنهج الدراسي. ومع ذلك، يجب أن يكون المنهج الدراسي نفسه واضحًا ومنظمًا، بحيث يسهل على الطلاب فهمه واستيعابه. كما يجب أن يكون هناك توازن بين الأسئلة المقالية والاختيار من متعدد، بحيث تقيس كلا النوعين من القدرات المعرفية.
في المقابل، رأى طالب ثالث أن الامتحان جاء صعبًا على غير المتوقع، مؤكدًا: "كل اللي راجعناه مجاش منه حاجة، والامتحان أغلبه كان من بين السطور وعايز حد شارب المنهج حرفيا". هذا التصريح يعكس حالة من الإحباط لدى بعض الطلاب، الذين يشعرون بأن جهودهم في المذاكرة لم تثمر بالنتائج المرجوة. وقد يكون هذا الشعور ناتجًا عن عدة عوامل، مثل صعوبة المنهج الدراسي، أو عدم كفاية الوقت المتاح للمذاكرة، أو عدم ملاءمة طرق التدريس المستخدمة. وفي هذه الحالة، يجب على المسؤولين عن التعليم مراجعة المناهج الدراسية وطرق التدريس، والتأكد من أنها تلبي احتياجات الطلاب وتساعدهم على تحقيق النجاح.
يذكر أن عدد المتقدمين لامتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية هذا العام بلغ 173,808 طلاب وطالبات على مستوى الجمهورية، موزعين على 577 لجنة امتحانية. ويبلغ طلاب القسم العلمي 73094 طالبًا وطالبة، بينما يبلغ طلاب القسم الأدبي 100714. وتستمر امتحانات القسم العلمي حتى الأربعاء 9 يوليو، بينما تمتد امتحانات القسم الأدبي حتى الخميس 10 يوليو. هذه الأرقام تعكس الأهمية الكبيرة التي توليها الدولة للتعليم الأزهري، ودوره في تخريج جيل من الشباب المتعلمين القادرين على خدمة المجتمع والمساهمة في تنميته. ومع ذلك، يجب أن يكون هذا التعليم عالي الجودة، وأن يلبي احتياجات سوق العمل ومتطلبات العصر.