أعلنت مصادر طبية فلسطينية عن استشهاد 14 فلسطينياً، بينهم أطفال ونساء، جراء سلسلة غارات جوية وقصف مدفعي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي على مناطق متفرقة في قطاع غزة، وتحديداً في رفح وخان يونس والشجاعية. يأتي هذا التصعيد في ظل توترات متزايدة وتصاعد في العمليات العسكرية، مما يزيد من معاناة المدنيين الفلسطينيين في القطاع المحاصر. القصف، الذي استهدف منازل سكنية ومناطق مكتظة بالسكان، أدى أيضاً إلى إصابة العشرات بجروح متفاوتة الخطورة، بالإضافة إلى دمار واسع في البنية التحتية والممتلكات.
تركزت الغارات الجوية بشكل خاص على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، حيث استهدفت عدة منازل ومبانٍ سكنية، مما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا. وفي خان يونس، تعرضت مناطق زراعية ومنازل على أطراف المدينة لقصف مدفعي مكثف، مما أدى إلى ترويع السكان وإلحاق أضرار جسيمة بالممتلكات. أما في حي الشجاعية، الذي سبق وأن شهد دماراً واسعاً خلال الحروب السابقة، فقد تجدد القصف الجوي والمدفعي، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية المتردية أصلاً في المنطقة. فرق الإنقاذ والإسعاف تواجه صعوبات كبيرة في الوصول إلى المناطق المتضررة بسبب استمرار القصف وصعوبة الحركة في ظل الدمار الهائل.
أدانت السلطة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية المختلفة بشدة هذه الاعتداءات الإسرائيلية، واعتبرتها جرائم حرب وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني. وطالبت المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف هذا العدوان وحماية المدنيين الفلسطينيين. كما دعت إلى فتح تحقيق دولي مستقل في هذه الجرائم وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة. وأكدت الفصائل الفلسطينية على حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه ومقاومة الاحتلال بكل الوسائل المشروعة، محذرة من أن استمرار هذه الاعتداءات سيؤدي إلى مزيد من التصعيد وعدم الاستقرار في المنطقة. الوضع الإنساني في قطاع غزة يزداد تدهوراً يوماً بعد يوم، مع نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية والمياه النظيفة، بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة.
تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيداً ملحوظاً في التوتر، مع استمرار الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وتصاعد وتيرة الاقتحامات للمسجد الأقصى، بالإضافة إلى استمرار الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة. هذه العوامل مجتمعة تزيد من الاحتقان والغضب لدى الفلسطينيين، وتدفع نحو مزيد من المواجهات والعنف. المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته والضغط على إسرائيل لوقف هذه الانتهاكات والالتزام بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة. إن استمرار الصمت الدولي على هذه الجرائم يشجع إسرائيل على المضي قدماً في سياساتها العدوانية، ويقوض فرص تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة. يجب على المجتمع الدولي أن يدرك أن السلام والأمن في المنطقة لا يمكن تحقيقهما إلا من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه المشروعة، بما في ذلك حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
في ظل هذه الظروف الصعبة، يواصل الشعب الفلسطيني صموده وثباته على أرضه، ويؤكد على تمسكه بحقوقه الوطنية المشروعة. ورغم الألم والمعاناة، فإن الأمل في مستقبل أفضل لا يزال يراود الفلسطينيين. إن الوحدة الوطنية الفلسطينية هي السبيل الأمثل لمواجهة التحديات والتغلب على الصعاب، وتحقيق الأهداف الوطنية. يجب على جميع الفصائل الفلسطينية أن تتحد وتتوحد صفوفها من أجل مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق الاستقلال والحرية. كما يجب على المجتمع الدولي أن يدعم الشعب الفلسطيني في نضاله العادل من أجل الحرية والكرامة، وأن يقف إلى جانبه في مواجهة الظلم والعدوان. إن تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة هو مصلحة للجميع، ويتطلب تضافر جهود جميع الأطراف المعنية.