أعلنت الفصائل الفلسطينية العاملة في قطاع غزة عن سلسلة عمليات نوعية استهدفت آليات وجنود الجيش الإسرائيلي المتمركزين داخل القطاع. وجاء في بيانات منفصلة صادرة عن مختلف الفصائل، بما في ذلك كتائب القسام وسرايا القدس وألوية الناصر صلاح الدين، تفاصيل حول تكتيكات جديدة تم استخدامها في المواجهات الأخيرة، والتي أدت، بحسب ادعائهم، إلى تدمير عدد من الدبابات والمركبات العسكرية وقتل وإصابة جنود إسرائيليين. تؤكد الفصائل أن هذه العمليات تأتي في سياق الرد على العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، وأنها تمثل جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى إلحاق أكبر قدر ممكن من الخسائر بالقوات الإسرائيلية وإجبارها على الانسحاب من القطاع. وتشدد الفصائل على أن المقاومة مستمرة وأنها لن تتوقف حتى تحقيق المطالب الفلسطينية العادلة، وعلى رأسها إنهاء الاحتلال ورفع الحصار عن غزة.

تكتيكات جديدة في المواجهة

تتضمن التكتيكات الجديدة التي كشفت عنها الفصائل استخدام عبوات ناسفة متطورة الصنع، بالإضافة إلى صواريخ مضادة للدروع ذات قدرة تدميرية عالية. ووفقًا لبيانات الفصائل، فقد تم زرع هذه العبوات الناسفة في مناطق استراتيجية داخل غزة، مثل الطرق التي تسلكها الدبابات الإسرائيلية ومداخل المخيمات. كما تم استخدام الطائرات المسيرة (الدرون) في عمليات استطلاع وتحديد الأهداف، مما ساهم في زيادة دقة الهجمات. تعتمد الفصائل أيضًا على الكمائن المحكمة، حيث يتم استدراج القوات الإسرائيلية إلى مناطق محددة ومن ثم يتم مهاجمتها من عدة اتجاهات. وتؤكد الفصائل أن هذه التكتيكات قد أثبتت فعاليتها في إلحاق خسائر فادحة بالقوات الإسرائيلية، وأنها ستواصل تطويرها وتحسينها في المستقبل. بالإضافة إلى ذلك، تشير الفصائل إلى أنها قامت بتدريب مقاتليها على استخدام أسلحة متطورة وتكتيكات قتالية حديثة، مما ساهم في رفع مستوى أدائهم في الميدان.

الخسائر في صفوف القوات الإسرائيلية

تتباين الأرقام التي تقدمها الفصائل الفلسطينية حول الخسائر التي تكبدتها القوات الإسرائيلية في غزة مع الأرقام الرسمية التي يعلنها الجيش الإسرائيلي. ففي حين تعلن الفصائل عن تدمير عدد كبير من الدبابات والمركبات العسكرية وقتل وإصابة العشرات من الجنود الإسرائيليين، يقلل الجيش الإسرائيلي من هذه الخسائر ويؤكد أنها محدودة. ومع ذلك، تشير تقارير إعلامية مستقلة إلى أن الخسائر الإسرائيلية قد تكون أكبر مما يعترف به الجيش الإسرائيلي. تؤكد الفصائل أن عملياتها مستمرة وأنها ستواصل استهداف القوات الإسرائيلية حتى تحقيق أهدافها. وتدعو الفصائل المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على غزة ورفع الحصار المفروض عليها. وتشدد الفصائل على أن الشعب الفلسطيني لن يستسلم وأنه سيواصل مقاومته حتى تحقيق حريته واستقلاله.

ردود الفعل الإسرائيلية

لم يصدر حتى الآن رد فعل رسمي من الجيش الإسرائيلي على البيانات التي نشرتها الفصائل الفلسطينية. ومع ذلك، من المتوقع أن يرد الجيش الإسرائيلي بتصعيد عملياته العسكرية في غزة، بهدف إضعاف قدرات الفصائل الفلسطينية ومنعها من تنفيذ المزيد من الهجمات. عادة ما يتجنب الجيش الإسرائيلي الإفصاح عن تفاصيل خسائره في العمليات العسكرية، وذلك لأسباب تتعلق بالأمن القومي والمعنويات. ومع ذلك، فإن استمرار العمليات الفلسطينية الناجحة قد يضع ضغوطًا متزايدة على الحكومة الإسرائيلية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة في غزة. يرى مراقبون أن التصعيد العسكري الحالي قد يؤدي إلى جولة جديدة من العنف بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وأن ذلك قد يكون له تداعيات خطيرة على المنطقة بأسرها.

الموقف الدولي

يدعو المجتمع الدولي إلى وقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة. وتدعو الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول العربية إلى حل سياسي للأزمة، يضمن أمن إسرائيل وحقوق الشعب الفلسطيني. تؤكد العديد من الدول على ضرورة رفع الحصار عن غزة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع. ومع ذلك، فإن الجهود الدبلوماسية المبذولة حتى الآن لم تسفر عن نتائج ملموسة، ولا يزال الوضع في غزة متوترًا للغاية. يرى محللون أن تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة يتطلب حلًا شاملاً وعادلاً للقضية الفلسطينية، يضمن حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.