في عملية نوعية ومحكمة، نفذت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، كمينًا مركبًا ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة. العملية، التي وقعت الأربعاء الماضي، تضمنت تفجير حقل ألغام استهدف رتلًا من الآليات الإسرائيلية، واستهداف قمرة قيادة دبابة بقذيفة مضادة للدروع، بالإضافة إلى استهداف منازل تحصن بداخلها جنود الاحتلال بقذائف مضادة للتحصينات. لم يقتصر الأمر على ذلك، بل امتد ليشمل اشتباكات مباشرة من المسافة صفر مع قوات إسرائيلية خاصة، مما استدعى تدخل طيران مروحي لإجلاء القتلى والجرحى. هذا الكمين يعكس تطورًا ملحوظًا في تكتيكات المقاومة الفلسطينية، وقدرتها على إلحاق خسائر كبيرة بقوات الاحتلال، كما يظهر إصرارها على الدفاع عن الأراضي الفلسطينية بكل الوسائل المتاحة. إن اختيار حي الشجاعية، المعروف بصموده ومقاومته للاحتلال، يحمل دلالة رمزية تؤكد على أن هذا الحي سيظل عصيًا على الانكسار. العملية النوعية التي نفذتها سرايا القدس، تعتبر رسالة واضحة للاحتلال الإسرائيلي، مفادها أن المقاومة الفلسطينية حاضرة وقادرة على الرد، وأن أي توغل أو اعتداء على الأراضي الفلسطينية سيواجه بمقاومة شرسة وبكمائن محكمة. إن هذا الكمين، بما يحمله من تفاصيل دقيقة وتخطيط محكم، يمثل تحولًا نوعيًا في أداء المقاومة الفلسطينية، وقدرتها على مواجهة التحديات المفروضة عليها.

 

توثيق العملية ونشر المشاهد المصورة

وسائل الإعلام العربية قامت بنشر مشاهد مصورة توثق مراحل تنفيذ الكمين بدقة، بدءًا من تجهيز وإعداد حقل الألغام المكون من ست عبوات مضادة للدروع، مرورًا برصد تقدم الآليات الإسرائيلية المتوغلة وتوثيق لحظة الانفجار فيها، وصولًا إلى تدخل جيش الاحتلال بـ "مظلة نارية وتغطية دخانية بعد عملية التفجير". كما أظهرت المشاهد إنشاء وصلة نفق أرضية خلال ثلاثة أيام، قبل خروج مقاتلي السرايا منها لاستهداف قمرة دبابة بقذيفة "آر بي جي". لم تقتصر المشاهد على ذلك، بل وثقت أيضًا لحظات فرار جنود الاحتلال داخل منازل قريبة من مقاتلي السرايا، حيث استُهدف أحد المنازل الذي كان بداخله عشرة جنود بصاروخ موجه من طراز "107"، مما أدى إلى اشتعال النيران فيه. وبالمثل، استهدف مقاتلو السرايا منزلًا آخر يتحصن بداخله نحو عشرين جنديًا وضابطًا إسرائيليًا بقذيفة "تي بي جي"، أعقب ذلك اشتباكات بالأسلحة الرشاشة، وتم توثيق اشتعال النيران في المنزل أيضًا. هذه المشاهد المصورة، التي انتشرت على نطاق واسع، أظهرت للعالم أجمع حجم الخسائر التي تكبدها الاحتلال الإسرائيلي، وقوة وصلابة المقاومة الفلسطينية. إن توثيق هذه العمليات ونشرها، يهدف إلى إبراز حقيقة ما يجري على الأرض، وفضح ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، وتأكيد حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه وأرضه. كما أن هذه المشاهد، تعتبر بمثابة رسالة دعم وإسناد للمقاومين في الميدان، وتعزيز لثقة الشعب الفلسطيني في قدرة المقاومة على تحقيق النصر.

 

اعترافات إسرائيلية بالخسائر الفادحة

الأربعاء الماضي، صرح قائد ميداني في سرايا القدس بأن مقاتلي التنظيم نفذوا عملية مركبة نوعية استهدفت عشرات الجنود ورتلًا لآليات الاحتلال في مربع الهدى شرقي حي الشجاعية بغزة. وكشف هذا القائد الميداني، عبر حساب سرايا القدس على تليجرام، أن العملية المركبة بدأت بتفجير حقل ألغام بالآليات الإسرائيلية المتوغلة، مما اضطر الجنود والضباط إلى دخول المنازل المجاورة "بشكل هستيري". وعقب ذلك، استهدف مقاتلو السرايا القوات الإسرائيلية التي تحصنت داخل المنازل بصاروخ موجه، ثم قذيفة "تي بي جي" مضادة للتحصينات. ووفقًا للقائد الميداني، فقد باغت عناصر السرايا القوات المستهدفة واشتبكوا معها من مسافة قريبة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، مؤكدًا أنهم أوقعوا طاقم الآليات والضباط والجنود المستهدفين بين قتيل وجريح. هذه الاعترافات، التي جاءت على لسان قائد ميداني في سرايا القدس، تؤكد حجم الخسائر التي تكبدها الاحتلال الإسرائيلي، وتفضح محاولاته للتعتيم على هذه الخسائر. كما أن هذه الاعترافات، تعتبر بمثابة دليل قاطع على نجاح المقاومة الفلسطينية في تحقيق أهدافها، وإلحاق الهزيمة بقوات الاحتلال. إن هذه الاعترافات، تزيد من ثقة الشعب الفلسطيني في قدرة المقاومة على تحقيق النصر، وتؤكد على أن الاحتلال الإسرائيلي، مهما بلغت قوته، لن يستطيع كسر إرادة الشعب الفلسطيني.

 

تصاعد عمليات المقاومة وتكثيف نشر الفيديوهات

كثفت سرايا القدس خلال الأسابيع الأخيرة نشر فيديوهات عملياتها ضد القوات والآليات الإسرائيلية في شمالي القطاع وجنوبه. وقبل أيام، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن ثلاثين ضابطًا وجنديًا قتلوا في قطاع غزة، بينهم واحد وعشرون قتلوا بعبوات ناسفة، منذ استئناف إسرائيل الحرب في الثامن عشر من مارس الماضي. وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة هآرتس أن عشرين جنديًا إسرائيليًا قتلوا في القطاع خلال يونيو الماضي، في حين أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية مقتل ثلاثة جنود اليوم الجمعة في معارك شمالي القطاع وجنوبه. هذا التصعيد في عمليات المقاومة، وتكثيف نشر الفيديوهات، يعكس إصرار المقاومة الفلسطينية على مواصلة القتال، وإلحاق المزيد من الخسائر بقوات الاحتلال. كما أن هذا التصعيد، يهدف إلى إرسال رسالة واضحة للاحتلال الإسرائيلي، مفادها أن المقاومة الفلسطينية لن تستسلم، وأنها ستواصل القتال حتى تحقيق النصر. إن هذا التصعيد، يمثل تحديًا كبيرًا للاحتلال الإسرائيلي، الذي يواجه صعوبة متزايدة في السيطرة على الأوضاع في قطاع غزة، وفي مواجهة المقاومة الفلسطينية.

 

اعتراف وزير الدفاع الإسرائيلي باليوم الصعب

وزير الدفاع الإسرائيلي اعترف بأن اليوم هو "يوم صعب سقط فيه يائير إلياهو وآساف زمير في قطاع غزة"، مؤكدًا : "يوم صعب سقط فيه يائير إلياهو المقاتل في سلاح الهندسة القتالية بالفرقة الشمالية". هذا الاعتراف، الذي جاء على لسان أعلى مسؤول عسكري في إسرائيل، يعكس حجم الصدمة التي تلقتها المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، جراء الخسائر الفادحة التي تكبدتها في قطاع غزة. كما أن هذا الاعتراف، يمثل دليلًا قاطعًا على فشل السياسات الإسرائيلية في التعامل مع المقاومة الفلسطينية، وعلى أن الحل العسكري ليس هو الحل الأمثل لإنهاء الصراع. إن هذا الاعتراف، يجب أن يدفع المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يضمن للشعب الفلسطيني حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.