يوافق يوم السبت 5 يوليو 2025 يوم عاشوراء، وهو اليوم العاشر من شهر المحرم. يكتسب هذا اليوم أهمية خاصة في التاريخ الإسلامي، حيث يعود إلى زمن النبي موسى عليه السلام وبني إسرائيل. فقد ورد في الحديث الشريف عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: «ما هذا؟» قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجّى الله بني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى. قال: «فأنا أحق بموسى منكم»، فصامه، وأمر بصيامه. [رواه البخاري في "صحيحه"]. هذا الحديث يدل على أن صيام يوم عاشوراء كان معروفًا قبل الإسلام، وأن النبي صلى الله عليه وسلم أقره وأمر المسلمين بصيامه، مؤكدًا بذلك على أهمية هذا اليوم وفضله.
فضل صيام يوم عاشوراء
يعتبر صيام يوم عاشوراء سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وله فضل عظيم. فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "صيام يوم عاشوراء، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله" (رواه مسلم). هذا الحديث يبين بوضوح فضل صيام هذا اليوم، حيث يكفر الله تعالى به ذنوب السنة الماضية. ولذلك، يحرص المسلمون على صيام هذا اليوم اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم، ورغبة في الحصول على هذا الأجر العظيم. بالإضافة إلى ذلك، يستحب صيام يوم قبله أو يوم بعده مخالفةً لليهود، كما ورد في بعض الأحاديث الأخرى.
أهمية عاشوراء في التاريخ الإسلامي
لا تقتصر أهمية يوم عاشوراء على كونه يومًا للصيام والتعبد، بل يحمل أيضًا دلالات تاريخية عميقة. فبالإضافة إلى قصة نجاة بني إسرائيل من فرعون، يذكر التاريخ الإسلامي أحداثًا أخرى وقعت في هذا اليوم، مما يزيد من أهميته. ورغم اختلاف الروايات حول هذه الأحداث، إلا أن يوم عاشوراء يبقى يومًا مميزًا في الذاكرة الإسلامية، يستذكر فيه المسلمون نعم الله عليهم، ويتوجهون إليه بالدعاء والتضرع. ومن الأهمية بمكان التأكيد على أن الاحتفال بيوم عاشوراء يجب أن يكون في إطار شرعي، بعيدًا عن البدع والخرافات التي قد تشوبه.
كيف نستقبل يوم عاشوراء؟
يستقبل المسلمون يوم عاشوراء بالصيام والدعاء والاستغفار. فمن المستحب صيام يوم عاشوراء ويوم قبله أو يوم بعده، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم. كما يستحب الإكثار من الدعاء والتضرع إلى الله تعالى، وسؤاله المغفرة والرحمة. ويمكن أيضًا قراءة القرآن الكريم، والتصدق على الفقراء والمساكين، وصلة الرحم. الأهم من ذلك هو استشعار عظمة هذا اليوم، والتفكر في نعم الله علينا، وشكره على فضله وإحسانه. يجب أن يكون يوم عاشوراء فرصة للتوبة والرجوع إلى الله، وتجديد العهد معه على الاستقامة والطاعة.
خلاصة حول يوم عاشوراء
في الختام، يوم عاشوراء هو يوم عظيم القدر، عظيم الأجر، يستحب للمسلمين صيامه، والإكثار من الأعمال الصالحة فيه. يوافق هذا اليوم في عام 2025 يوم السبت 5 يوليو، وهو فرصة عظيمة للمسلمين للتقرب إلى الله تعالى، وكسب الأجر والثواب. فلنحرص على استقبال هذا اليوم بالصيام والذكر والدعاء، ولنجعله يومًا للتوبة والاستغفار، وتجديد العهد مع الله على الاستقامة والطاعة. نسأل الله تعالى أن يوفقنا لصيام هذا اليوم، وأن يتقبل منا صالح الأعمال، وأن يجعلنا من عتقائه من النار.