عقدت القوى والأحزاب السياسية المشاركة في "القائمة الوطنية من أجل مصر" اجتماعًا تنسيقيًا هامًا، أمس الخميس، بمقر الأمانة المركزية لحزب مستقبل وطن بالقاهرة. يأتي هذا الاجتماع في إطار الاستعدادات الجارية لخوض انتخابات مجلس الشيوخ المقبلة، وتأكيدًا على روح العمل المشترك والتوافق الوطني بين مختلف الأطياف السياسية. شهد الاجتماع مشاركة واسعة من ممثلي 13 حزبًا وكيانًا سياسيًا بارزًا، مما يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه هذه الأحزاب للاستحقاق الانتخابي القادم وأهمية توحيد الجهود لتحقيق أهداف مشتركة تخدم مصلحة الوطن. يهدف هذا التحرك إلى تقديم قائمة وطنية قوية ومتنوعة تمثل مختلف شرائح المجتمع وتعبر عن تطلعاته. من المتوقع أن تسهم هذه القائمة في إثراء الحياة النيابية وتقديم رؤى وبرامج عمل تساهم في دفع عجلة التنمية والتقدم في مصر. إن توحيد الصفوف والعمل بروح الفريق الواحد يمثل خطوة ضرورية لمواجهة التحديات التي تواجه البلاد وتحقيق الاستقرار والازدهار المنشود.

 

أجواء ودية وصريحة وتبادل للرؤى حول الملفات التنظيمية والسياسية

استمر الاجتماع قرابة ثلاث ساعات، وشهد نقاشات مستفيضة وتبادل للآراء حول أبرز الملفات التنظيمية والسياسية المرتبطة بالاستحقاق البرلمانى المرتقب. وقد شارك في الاجتماع ممثلون عن كل من: حزب مستقبل وطن، حزب حماة الوطن، حزب الجبهة الوطنية، حزب الشعب الجمهورى، الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، حزب المؤتمر، حزب الوفد، حزب الإصلاح والتنمية، حزب العدل، حزب التجمع، حزب الحرية المصرى، حزب إرادة جيل، وتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين. جرت المناقشات في أجواء اتسمت بالود والصراحة، مما ساهم في تعزيز الثقة والتفاهم بين المشاركين. تم خلال الاجتماع استعراض مختلف الجوانب المتعلقة بالعملية الانتخابية، بما في ذلك آليات اختيار المرشحين، ووضع البرامج الانتخابية، والتنسيق بين الأحزاب المختلفة لضمان تحقيق أفضل النتائج. كما تم التركيز على أهمية التواصل الفعال مع المواطنين وشرح أهداف القائمة الوطنية وبرامجها الانتخابية. إن هذا الحوار البناء يعكس حرص الأحزاب المشاركة على إنجاح هذه التجربة الوطنية وتقديم نموذج يحتذى به في العمل السياسي المشترك.

 

التوافق على مبادئ ومعايير حاكمة لمسار إعداد القائمة الوطنية

أسفر الاجتماع عن التوافق على مجموعة من المبادئ والمعايير الحاكمة لمسار إعداد القائمة الوطنية، تضمنت التأكيد على أهمية التمسك بوحدة الصف والعمل المشترك لخدمة الدولة المصرية وشعبها، مع الحفاظ على التباين الديمقراطى فى الآراء بين الأحزاب داخل الإطار المؤسسي. كما تم الاتفاق على وضع معايير موضوعية لاختيار المرشحين، تضمن تمثيلًا عادلاً لمختلف الفئات والشرائح الاجتماعية، وتراعي الكفاءة والخبرة والقدرة على خدمة المجتمع. بالإضافة إلى ذلك، تم تشكيل لجنة قانونية مشتركة لتولى الإجراءات اللازمة لتقديم القائمة، ومتابعة كافة الأمور القانونية والإجرائية المتعلقة بالعملية الانتخابية. وجه المشاركون دعوة صريحة إلى الشعب المصرى للمشاركة الإيجابية فى الانتخابات القادمة، والتعبير عن آرائهم واختيار ممثليهم في مجلس الشيوخ. إن هذه المبادئ والمعايير تعكس حرص القوى السياسية المشاركة على بناء قائمة وطنية قوية ومتماسكة قادرة على تحقيق تطلعات الشعب المصري والمساهمة في بناء مستقبل أفضل للوطن.

 

دعوة للمشاركة الإيجابية في الانتخابات القادمة وتشكيل لجنة قانونية مشتركة

من أهم مخرجات الاجتماع التوافق على وضع معايير موضوعية لاختيار المرشحين، وتشكيل لجنة قانونية مشتركة لتولى الإجراءات اللازمة لتقديم القائمة، فضلًا عن توجيه دعوة صريحة إلى الشعب المصرى للمشاركة الإيجابية فى الانتخابات القادمة. اللجنة القانونية المشتركة ستعمل على ضمان سلامة الإجراءات القانونية والإدارية المتعلقة بتقديم القائمة، والتأكد من استيفائها لكافة الشروط والمتطلبات القانونية. أما الدعوة الموجهة إلى الشعب المصري، فهي تعكس إيمان القوى السياسية المشاركة بأهمية المشاركة الشعبية في العملية الانتخابية، وضرورة أن يعبر المواطنون عن آرائهم واختياراتهم بحرية ومسؤولية. إن المشاركة الواسعة في الانتخابات تساهم في تعزيز الديمقراطية وترسيخ مبادئ الحكم الرشيد، وتضمن تمثيلًا حقيقيًا لإرادة الشعب في مجلس الشيوخ.

 

شكر لحزب مستقبل وطن وتأكيد على أن التحرك نموذج وطني جامع

وفي ختام الاجتماع، توجه المشاركون بالشكر لحزب مستقبل وطن على استضافة اللقاء وتوفير مقر مركزى لمتابعة كافة المهام التنظيمية والإدارية للقائمة الوطنية على مستوى الجمهورية، مؤكدين أن هذا التحرك المشترك يُعد نموذجًا وطنيًا جامعًا يعكس التعدد والتنوع السياسى، ويعزز مناخ المسؤولية الوطنية في هذه المرحلة الدقيقة من عمر الوطن. وأكد المشاركون على أهمية استمرار هذا التعاون والتنسيق بين مختلف القوى السياسية، من أجل تحقيق الأهداف المشتركة وخدمة مصلحة الوطن. إن هذا التحرك يمثل بارقة أمل في مستقبل أفضل لمصر، ويعكس قدرة المصريين على التوحد والعمل معًا من أجل بناء دولة قوية ومزدهرة. إن توفير حزب مستقبل وطن للمقر المركزي يعكس حرصه على تسهيل عمل القائمة الوطنية وتوفير كافة الإمكانيات اللازمة لإنجاحها.