كثيرًا ما نشعر بوخز مفاجئ في الجسم، وهو إحساس مزعج يشبه وخز الإبر، ولكنه ليس ألمًا حقيقيًا. هذا الشعور، الذي قد يكون مؤقتًا وغير ضار، قد يشير في بعض الحالات إلى وجود مشكلة صحية كامنة تستدعي استشارة الطبيب. بحسب تقرير موقع "تايمز أوف انديا"، فإن فهم أسباب هذا الوخز وأنواعه المختلفة يساعد في تحديد متى يجب علينا القلق والبحث عن علاج.

 

ما هو الإحساس بالدبابيس والإبر (التنميل)؟

المصطلح الطبي للوخز هو "التنميل"، وهو يصف مجموعة من الأحاسيس غير العادية التي لم نعتد عليها، مثل الوخز، التنميل، أو الشعور بوخز خفيف على الجلد. جميعنا تقريبًا اختبرنا هذا الشعور عندما "تنمل" ذراعنا أو ساقنا بعد الجلوس أو الاستلقاء في وضعية ثابتة لفترة طويلة. يحدث هذا نتيجة للضغط على الأعصاب أو الأوعية الدموية، مما يعيق مؤقتًا وصول الإشارات بين الدماغ والجسم. عندما يُخفف الضغط فجأة، تستيقظ الأعصاب، وترسل إشارات سريعة تسبب ذلك الشعور المألوف بالوخز. في معظم الحالات، يزول هذا الشعور بسرعة ولا يدعو للقلق.

 

الأسباب الشائعة لشعور الوخز أو التنميل في الجسم

على الرغم من أن الشعور المؤقت بالوخز والإبر أمر شائع وغير ضار، إلا أن الشعور به في جميع أنحاء الجسم أو لفترة طويلة قد يشير إلى وجود مشاكل كامنة. من بين الأسباب الشائعة:

  • الضغط على الأعصاب أو الأوعية الدموية: الجلوس متربعًا، أو النوم على الذراع، أو البقاء في وضع واحد لفترة طويلة يمكن أن يضغط على الأعصاب أو تدفق الدم ويسبب وخزًا مؤقتًا في المنطقة المصابة. عادةً ما يزول هذا الشعور بمجرد الحركة والمشي قليلًا.
  • تلف الأعصاب: أحيانًا تتهيج الأعصاب أو تتضرر نتيجة إصابة أو حالات طبية معينة، وقد يسبب هذا وخزًا مستمرًا أو واسع الانتشار، وقد يحدث بشكل عشوائي أو في أي منطقة من الجسم.
  • نقص الفيتامينات: يمكن أن يؤثر نقص الفيتامينات المهمة مثل فيتامين ب12 على صحة الأعصاب ويسبب وخزًا أو خدرًا في أجزاء مختلفة من الجسم.
  • الحالات الطبية: العديد من المشاكل الصحية يمكن أن تسبب وخزًا وإبرًا في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك مرض السكر، التصلب المتعدد، السكتة الدماغية أو النوبات الإقفارية، اضطرابات الغدة الدرقية، الحالات المناعية الذاتية مثل الذئبة أو التهاب المفاصل الروماتويدي، العدوى مثل مرض لايم أو فيروس نقص المناعة البشرية، مشاكل الدورة الدموية مثل متلازمة مخرج الصدر، ونوبات القلق أو الهلع.
  • الأدوية والمكملات الغذائية: بعض أدوية السرطان أو فيروس نقص المناعة البشرية، أو النوبات الصرعية قد تؤثر على الأعصاب وتُسبب وخزًا. بعض المكملات الغذائية، مثل جرعات عالية من فيتامين ب6 أو مكملات كمال الأجسام، قد تُسبب أيضًا وخزًا وإبرًا.

متى يجب أن تشعر بالقلق؟

معظم نوبات الوخز والإبر تكون مؤقتة وغير ضارة. ومع ذلك، يجب عليك رؤية الطبيب في الحالات التالية:

  • إذا استمر الإحساس بالوخز أو التنميل لفترة طويلة (أكثر من بضع دقائق) أو يستمر في العودة.
  • إذا انتشر إلى مناطق واسعة، أو أثر على جانبي الجسم.
  • إذا شعرت بأعراض أخرى مثل الضعف أو الألم أو فقدان التنسيق بالإضافة إلى الوخز.
  • إذا كان لديك صعوبة في المشي أو التحدث أو فرط في التبول.
  • إذا بدأ الإحساس بعد إصابة أو حادث.

كيفية إدارة هذه الأحاسيس؟

فيما يلي بعض الخطوات البسيطة التي يمكنك اتخاذها في المنزل لإدارة الوخز والتنميل:

  • غيّر وضعيتك باستمرار. تجنب الجلوس أو الاستلقاء في وضعية واحدة لفترة طويلة.
  • تمدّد وتحرك بانتظام. ممارسة التمارين الخفيفة تُحسن تدفق الدم وصحة الأعصاب.
  • تناول نظامًا غذائيًا متوازنًا. تناول أطعمة غنية بالفيتامينات، وخاصةً فيتامين ب12، لدعم الأعصاب.
  • سيطر على التوتر والقلق، من خلال تقنيات الاسترخاء كالتنفس العميق أو التأمل قد تُخفف من حدة الأعراض.
  • تجنب الملابس أو الإكسسوارات الضيقة، فقد تضغط على الأعصاب والأوعية الدموية.
  • تجنب التدخين، فهو يُلحق الضرر بالأعصاب مع مرور الوقت.