أكد الكاتب والمحلل السياسي طارق البشبيشي أن بيان 3 يوليو 2013 يمثل نقطة تحول حاسمة في تاريخ مصر الحديث، حيث أنهى بشكل قاطع ما وصفه بـ "وهم الدولة الإخوانية". يرى البشبيشي أن صعود جماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة بعد ثورة 25 يناير 2011 كان تجربة مريرة كشفت عن عجز الجماعة عن إدارة الدولة وتحقيق تطلعات الشعب المصري. ويضيف أن الجماعة، التي حكمت البلاد لمدة عام واحد، ركزت بشكل أساسي على تمكين كوادرها وتوسيع نفوذها على حساب المصالح الوطنية، مما أدى إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

ويشير البشبيشي إلى أن فترة حكم الإخوان شهدت استقطابًا حادًا في المجتمع المصري، حيث اتهمت الجماعة بتهميش المعارضين وقمع الحريات وتجاهل مطالب القوى السياسية الأخرى. كما يرى أن الجماعة فشلت في بناء توافق وطني حول القضايا المصيرية، وفضلت بدلاً من ذلك فرض رؤيتها الأيديولوجية على المجتمع، مما أثار غضبًا واسعًا في الشارع المصري. ويؤكد البشبيشي أن بيان 3 يوليو جاء استجابة لمطالب شعبية عارمة، ويهدف إلى تصحيح مسار الثورة وحماية الدولة المصرية من الانهيار.

ويوضح البشبيشي أن بيان 3 يوليو لم يكن مجرد انقلاب عسكري، بل كا

طارق البشبيشي: بيان 3 يوليو أنهى وهم "الدولة الإخوانية" إلى الأبد

يعتبر بيان 3 يوليو 2013 نقطة تحول مفصلية في تاريخ مصر الحديث، حيث يرى المحللون، ومن بينهم طارق البشبيشي، أنه وضع حداً لما وصف بـ "وهم الدولة الإخوانية". فبعد عام واحد من حكم جماعة الإخوان المسلمين، شهدت البلاد حالة من الانقسام السياسي والاجتماعي الحاد، وتصاعدت المخاوف بشأن مستقبل الدولة المصرية. البيان، الذي ألقاه الفريق أول عبد الفتاح السيسي آنذاك، وبحضور قوى سياسية ودينية وشعبية، أعلن عن خارطة طريق جديدة للمرحلة الانتقالية، مع عزل الرئيس محمد مرسي وتعطيل العمل بالدستور. هذا الإجراء، الذي أثار جدلاً واسعاً على المستويين المحلي والدولي، اعتبره البشبيشي وغيره من المعارضين لحكم الإخوان ضرورة حتمية لإنقاذ البلاد من الانزلاق نحو الفوضى والتطرف. ويرى البشبيشي أن حكم الإخوان المسلمين كشف عن قصور فادح في رؤيتهم لإدارة الدولة، وعجزهم عن تلبية احتياجات الشعب المصري، وتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي.

تداعيات بيان 3 يوليو على المشهد السياسي المصري

لقد كان لبيان 3 يوليو تداعيات واسعة النطاق على المشهد السياسي المصري. فبالإضافة إلى عزل الرئيس مرسي، شهدت البلاد حملة أمنية واسعة ضد قيادات وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين، مما أدى إلى اعتقال الآلاف ومحاكمتهم بتهم مختلفة، من بينها التحريض على العنف والإرهاب. كما تم حظر الجماعة وإعلانها منظمة إرهابية، مما أدى إلى تراجع نفوذها وتأثيرها في الحياة السياسية المصرية. ويرى البعض أن هذه الإجراءات كانت ضرورية للحفاظ على الأمن القومي ومواجهة خطر التطرف والإرهاب، بينما يعتبرها آخرون انتهاكاً لحقوق الإنسان وتقويضاً للديمقراطية. وعلى الرغم من الجدل الدائر حول هذه الإجراءات، إلا أنه لا يمكن إنكار أنها أحدثت تغييراً جذرياً في موازين القوى السياسية في مصر، وأدت إلى صعود قوى جديدة إلى السلطة.

"وهم الدولة الإخوانية" من وجهة نظر طارق البشبيشي

يستخدم طارق البشبيشي مصطلح "وهم الدولة الإخوانية" للإشارة إلى الاعتقاد السائد لدى بعض قيادات وأعضاء الجماعة بإمكانية إقامة دولة إسلامية مثالية، تحكم بالشريعة الإسلامية وتطبق مبادئ العدالة والمساواة. ويرى البشبيشي أن هذا الاعتقاد يتجاهل الواقع المعقد للمجتمع المصري، وتنوعه الثقافي والاجتماعي، واختلاف مصالح فئاته المختلفة. ويؤكد البشبيشي أن حكم الإخوان المسلمين كشف عن أن الجماعة لم تكن تمتلك برنامجاً واضحاً ومفصلاً لإدارة الدولة، وأنها اعتمدت بشكل كبير على الشعارات الدينية والعاطفية في حشد التأييد الشعبي. كما يشير إلى أن الجماعة فشلت في التعامل مع التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها مصر، وأنها لم تتمكن من تحقيق أي تقدم ملموس في تحسين مستوى معيشة المواطنين.

مستقبل مصر بعد 3 يوليو: رؤية البشبيشي

يتطلع طارق البشبيشي إلى مستقبل مصر بعد 3 يوليو بتفاؤل حذر. فهو يرى أن البلاد قد تجاوزت مرحلة الخطر المباشر، وأنها تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي. ويؤكد البشبيشي على أهمية بناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة، تحترم حقوق الإنسان والحريات الأساسية، وتضمن المساواة بين جميع المواطنين. كما يدعو إلى تعزيز الوحدة الوطنية والتصالح بين جميع فئات الشعب المصري، ونبذ العنف والتطرف، والتركيز على بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة. ويرى البشبيشي أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب جهوداً مشتركة من جميع القوى السياسية والاجتماعية، ويتطلب أيضاً إصلاحاً شاملاً للمؤسسات الحكومية والقضائية والإعلامية.

الدروس المستفادة من تجربة حكم الإخوان المسلمين

تعتبر تجربة حكم الإخوان المسلمين في مصر درساً قاسياً للجميع، سواء للمؤيدين أو المعارضين. فقد أظهرت هذه التجربة أن الحكم بالشعارات الدينية والعاطفية لا يكفي لتحقيق التقدم والازدهار، وأن إدارة الدولة تتطلب كفاءة وخبرة وتخطيطاً استراتيجياً. كما أظهرت هذه التجربة أن الانقسام السياسي والاجتماعي يضعف الدولة ويقوض استقرارها، وأن الوحدة الوطنية والتصالح هما السبيل الوحيد لبناء مستقبل أفضل للجميع. ويرى البشبيشي أن مصر بحاجة إلى استخلاص الدروس المستفادة من هذه التجربة، والعمل على بناء دولة قوية ومزدهرة، تحترم تاريخها وحضارتها، وتتطلع إلى المستقبل بتفاؤل وثقة.

ن تعبيرًا عن إرادة شعبية واسعة رفضت استمرار حكم الإخوان. ويشير إلى أن ملايين المصريين خرجوا إلى الشوارع في الأيام التي سبقت البيان للمطالبة برحيل الجماعة وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. ويرى أن الجيش المصري، بقيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسي آنذاك، استجاب لمطالب الشعب وقام بعزل الرئيس محمد مرسي وتشكيل حكومة مؤقتة لإدارة شؤون البلاد. ويؤكد البشبيشي أن هذه الخطوة أنقذت مصر من الفوضى والانزلاق إلى حرب أهلية.

ويرى البشبيشي أن "وهم الدولة الإخوانية" كان يرتكز على فكرة خاطئة مفادها أن الجماعة قادرة على حكم مصر وفقًا للشريعة الإسلامية. ويشير إلى أن الجماعة لم تكن تمتلك الخبرة والكفاءة اللازمة لإدارة الدولة، وأنها أساءت فهم طبيعة المجتمع المصري وتطلعاته. ويؤكد أن بيان 3 يوليو كشف عن زيف هذا الوهم، وأثبت أن الشعب المصري يرفض أي محاولة لفرض نظام ديني على الدولة. ويضيف أن مصر دولة مدنية حديثة تحترم حقوق جميع مواطنيها بغض النظر عن دينهم أو معتقداتهم.

ويختتم البشبيشي بالقول إن مصر بعد 3 يوليو تسير في طريق الإصلاح والتنمية، وأنها تعمل على بناء دولة قوية ومزدهرة تحترم القانون وتحمي الحريات. ويؤكد أن الشعب المصري تعلم درسًا قاسيًا من تجربة حكم الإخوان، وأنه لن يسمح أبدًا بتكرار هذه التجربة المريرة. ويدعو جميع القوى السياسية إلى التعاون والتكاتف من أجل بناء مستقبل أفضل لمصر، مستقبل يقوم على الوحدة الوطنية والتنمية الشاملة والعدالة الاجتماعية.