في واقعة استثنائية قد تحدث على فترات متباعدة، قد يُفاجأ طاقم قطار أو الركاب بوفاة قائد القطار (السائق) أثناء الرحلة، وهو ما يطرح تساؤلات حول الإجراءات الفورية التي تتبعها هيئة السكة الحديد لضمان سلامة الركاب واستمرار الرحلة بأقل خسائر ممكنة. تضع هيئة السكك الحديدية المصرية مجموعة من الإجراءات الاحترازية والخطوات العملية لضمان التعامل الفعال مع مثل هذه الحالات الطارئة، حفاظاً على سلامة الركاب وانتظام حركة القطارات. هذه الإجراءات تبدأ من وجود مساعد سائق مؤهل، مروراً بالتواصل الفوري مع غرفة التحكم المركزية، وصولاً إلى تأمين الركاب واستئناف الرحلة.
وجود مساعد قائد القطار: خط الدفاع الأول
بحسب لوائح هيئة السكك الحديدية المصرية، لا يسمح بسير أي قطار إلا بوجود مساعد قائد قطار مؤهل. مهمة المساعد الأساسية هي مراقبة تشغيل القطار ومساندة السائق، بالإضافة إلى تولي القيادة فورًا في حال تعرض القائد لأي طارئ صحي أو وفاة. هذا الإجراء يمثل خط الدفاع الأول في حالات الطوارئ، حيث يضمن وجود شخص مؤهل ومدرب على الفور لتولي مسؤولية قيادة القطار. وفي حال وفاة السائق أثناء التشغيل، يتولى المساعد القيادة بشكل فوري بعد الإبلاغ اللاسلكي عن الحالة إلى غرفة التحكم المركزية. هذا الإبلاغ الفوري يسمح لغرفة التحكم باتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين مسار القطار وتوفير الدعم اللازم للمساعد.
التواصل مع برج المراقبة والتحكم المركزي
يقوم مساعد القائد بالتواصل فورًا مع برج الإشارات أو مركز التحكم (CCTV أو TMS)، ويُبلغهم بالحالة الطارئة وسبب توليه القيادة. يتم التنسيق معه لتأمين مسار القطار حتى الوصول إلى أقرب محطة مناسبة للتوقف. هذا التواصل الفوري والفعال ضروري لضمان سلامة الركاب والقطار. برج المراقبة والتحكم المركزي يلعب دوراً حيوياً في توجيه المساعد وتقديم الدعم اللازم له، بالإضافة إلى تنسيق حركة القطارات الأخرى لتجنب أي حوادث أو تأخيرات. استخدام التكنولوجيا الحديثة مثل CCTV و TMS يساعد في مراقبة القطار وتحديد موقعه بدقة، مما يسهل عملية التنسيق والتأمين.
إيقاف القطار في أقرب محطة واتخاذ التدابير الطبية
يُفضل إيقاف القطار في أول محطة قريبة مزوّدة بوحدة إسعاف أو نقطة شرطة، حيث يتم استدعاء فريق طبي أو سيارة إسعاف لنقل جثمان قائد القطار، وتحرير محضر رسمي بالواقعة، مع إخطار النيابة حال وجود شبهة جنائية أو الحاجة للتشريح. هذا الإجراء يهدف إلى التعامل مع الوضع الإنساني بشكل لائق، بالإضافة إلى ضمان إجراء التحقيقات اللازمة لتحديد سبب الوفاة. وجود فريق طبي في المحطة يساعد في التأكد من الوفاة واتخاذ الإجراءات اللازمة لنقل الجثمان، بينما يساعد وجود نقطة شرطة في تحرير محضر رسمي بالواقعة وإخطار الجهات المختصة.
تأمين سلامة الركاب واستئناف الرحلة
بعد تأمين موقع الحادث ونقل الجثمان، يُسمح باستئناف الرحلة بقيادة مساعد السائق حال استيفائه الشروط، أو يتم إرسال قائد بديل عبر أقرب محطة في خط السير. هذا الإجراء يهدف إلى تقليل التأثير على الركاب واستئناف الرحلة في أقرب وقت ممكن. إذا كان مساعد السائق مؤهلاً وقادراً على قيادة القطار، يتم السماح له باستئناف الرحلة بعد التأكد من سلامة القطار والمسار. أما إذا لم يكن المساعد مؤهلاً أو كان هناك حاجة إلى سائق آخر، يتم إرسال قائد بديل من أقرب محطة لاستئناف الرحلة. هذه الإجراءات تضمن استمرار الرحلة بأقل قدر من التأخير والإزعاج للركاب.
إجراءات داخلية وإدارية لاحقة
تشمل الإجراءات الإدارية تحرير تقرير إداري من مشرف القطار، وتقديم شهادة وفاة معتمدة، ومتابعة إجراءات التعويض أو المستحقات لأسرة الفقيد، كما قد تُجرى مراجعة لتاريخ السائق الطبي إذا كانت الوفاة بسبب وعكة صحية مفاجئة. هذه الإجراءات تهدف إلى توثيق الواقعة وإجراء التحقيقات اللازمة لتحديد سبب الوفاة، بالإضافة إلى تقديم الدعم اللازم لأسرة الفقيد. تحرير تقرير إداري من مشرف القطار يساعد في توثيق تفاصيل الواقعة والإجراءات التي تم اتخاذها، بينما يساعد تقديم شهادة وفاة معتمدة في إتمام الإجراءات القانونية والإدارية. متابعة إجراءات التعويض أو المستحقات لأسرة الفقيد يعتبر واجباً إنسانياً وقانونياً، بينما قد تساعد مراجعة تاريخ السائق الطبي في تحديد ما إذا كانت الوفاة ناتجة عن وعكة صحية مفاجئة.
تعتمد هيئة السكة الحديد على وجود أنظمة بديلة وتدريبات طارئة، تضمن التعامل مع حالات الوفاة أو الإغماء أثناء القيادة، لحماية أرواح الركاب والحفاظ على انضباط حركة القطارات في آنٍ واحد. هذه الإجراءات الاحترافية تضمن السلامة والاستمرارية في مثل هذه الظروف الطارئة.