بمزيد من الرضا بقضاء الله وقدره، نعى فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الدكتور علي حامد الغتيت، المحامي المخضرم وأستاذ القانون الدولي والفقيه القانوني الكبير، الذي وافته المنية صباح اليوم الخميس. رحل قامة قانونية أفنت عمرها في خدمة قضايا الوطن والأمة، وستظل بصماتها خالدة في سجلات القانون والفكر.
شيخ الأزهر يعدد مناقب الفقيد
أعرب شيخ الأزهر عن بالغ حزنه لرحيل الدكتور الغتيت، مستذكرًا مناقبه الرفيعة ومساهماته القيمة. وذكر فضيلته أن الفقيد الراحل كان محبًا للأزهر ودائم الاهتمام بشؤونه العامة والخاصة، حريصًا على دعم رسالته السامية في نشر العلم والمعرفة والقيم الإسلامية السمحة. كما أشاد فضيلته بتفاني الفقيد في خدمة قضايا وطنه من خلال عمله في عدة مهام طوال تاريخه المهني الحافل بالإنجازات.
مساهمات الفقيد في المجال القانوني
لقد كان الدكتور علي الغتيت قامة شامخة في عالم القانون، فقد شغل منصب مستشار خاص للبرلمان المصري، وشارك بفعالية في إعداد عددٍ من القوانين والتشريعات المصرية التي ساهمت في تطوير المنظومة القانونية وتعزيز العدالة. كما كانت مؤلفاته، وستظل، في مجال القانون الدولي والنزاعات الدولية، مرجعًا مهمًا لطلاب العلم والباحثين القانونيين، يستنيرون بها في دراساتهم وأبحاثهم. لقد ترك الفقيد إرثًا علميًا ثريًا سيظل نبراسًا للأجيال القادمة من القانونيين.
دفاعه عن الفيلسوف روجيه جارودي
من أبرز المحطات في مسيرة الفقيد الراحل، مشاركته كأحد أعضاء هيئة الدفاع عن الفيلسوف الفرنسي روجيه جارودي في المحاكم الفرنسية. وقد جسدت هذه المشاركة التزامه بالدفاع عن حرية الفكر والتعبير، وإيمانه الراسخ بقيم العدالة والحق. لقد دافع الفقيد عن جارودي بشجاعة وإصرار، وقدم حججًا قانونية قوية أسهمت في إبراز الحقائق وتفنيد الادعاءات الباطلة.
خالص العزاء وصادق المواساة
وختم شيخ الأزهر بيانه بتقديم خالص العزاء وصادق المواساة إلى أسرة الفقيد وتلامذته وأصدقائه، داعيًا المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته، وأن يُسكِنه فسيح جناته، وأن يرزق أهله وذويه الصبر والسلوان. واختتم فضيلته بيانه بالدعاء المأثور: "إنا لله وإنا إليه راجعون"، مؤكدًا أن الفقيد الراحل سيظل حيًا في قلوب محبيه وتقديرهم، وأن ذكراه ستظل ملهمة للأجيال القادمة.