فجعت الأوساط الرياضية، ومحبو نادي ليفربول الإنجليزي، بخبر وفاة النجم البرتغالي ديوجو جوتا، صباح اليوم الخميس، إثر حادث سير مروّع وقع في مقاطعة زامورا شمال غرب إسبانيا. الخبر نزل كالصاعقة على الجماهير، خاصةً مع الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها اللاعب البرتغالي، ومساهماته الفعالة في تحقيق الإنجازات مع الريدز خلال السنوات الأخيرة.
تفاصيل الحادث لا تزال قيد التحقيق، ولكن المعلومات الأولية تشير إلى أن سيارة اللاعب انحرفت عن مسارها في وقت مبكر من الصباح، مما أدى إلى اصطدام عنيف واشتعال النيران فيها. رحيل جوتا المفاجئ يمثل خسارة كبيرة لكرة القدم العالمية، وليس فقط لنادي ليفربول وجماهيره، فهو لاعب موهوب يتمتع بمهارات فردية عالية، وقدرة تهديفية ممتازة، وشخصية محبوبة داخل وخارج الملعب. الجميع يتذكر أهدافه الحاسمة، وتمريراته الذكية، وروحه القتالية التي كانت دائمًا حاضرة في كل مباراة يخوضها.
آخر ظهور علني للاعب ديوجو جوتا كان قبل أسبوعين فقط، حيث احتفل بزفافه بحضور زوجته روت كاردوسو وأبنائه الثلاثة. روت كاردوسو نشرت مقطع فيديو عبر صفحتها الرسمية على انستجرام يوثق تفاصيل حفل الزفاف، الذي بدا مليئًا بالفرح والسعادة. لم يتوقع أحد أن تكون تلك اللحظات السعيدة هي الأخيرة في حياة اللاعب البرتغالي. الصور ومقاطع الفيديو التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر جوتا وهو يحتفل مع عائلته وأصدقائه، ويبدو في قمة سعادته. الفراق صعب، والموت حق، ولكن رحيل شخص في قمة عطائه وشبابه يترك أثرًا عميقًا في نفوس محبيه وأصدقائه.
وبحسب ما أفادت به صحيفة “ماركا” الإسبانية، فإن الحادثة وقعت عند الكيلومتر 65 من الطريق السريع A-52، بالقرب من بلدية بالاسيوس دي سانابريا. الصحيفة ذكرت أن السيارة التي كان يستقلها جوتا، البالغ من العمر 28 عامًا، برفقة شقيقه أندريه (26 عامًا)، وهو لاعب كرة قدم أيضًا، انحرفت عن مسارها في ساعة مبكرة من صباح اليوم. الاصطدام العنيف أدى إلى اشتعال النيران في السيارة، مما زاد من صعوبة عملية الإنقاذ. لم تذكر الصحيفة تفاصيل حول حالة شقيق اللاعب، أندريه، وما إذا كان قد أصيب في الحادث أم لا. السلطات الإسبانية فتحت تحقيقًا عاجلًا لمعرفة أسباب وملابسات الحادث، والتأكد من عدم وجود أي عوامل أخرى ساهمت في وقوعه.
ديوجو جوتا يعتبر من أبرز اللاعبين البرتغاليين في الوقت الحالي، وقدّم مستويات مميزة مع نادي ليفربول منذ انضمامه إليه. سجل 65 هدفًا في مواسمه الخمسة مع الفريق، وشارك في 182 مباراة، وقدم 22 تمريرة حاسمة. كما فاز بالدوري الإنجليزي الممتاز وكأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الرابطة خلال فترة وجوده مع الريدز. إحصائياته وأرقامه تتحدث عن نفسها، وتؤكد على موهبته الفذة وقدرته على التأثير في نتائج المباريات. اللاعب كان يتمتع بشخصية قيادية داخل الملعب، وكان دائمًا ما يقدم الدعم والمساندة لزملائه. رحيله سيترك فراغًا كبيرًا في صفوف الفريق، وسيكون من الصعب تعويضه.
نادي ليفربول الإنجليزي، بقيادة المدرب يورجن كلوب، فقد ركيزة أساسية في تشكيلته، ولاعبًا كان يعتمد عليه في تحقيق الانتصارات. الفريق الذي توج الموسم الماضي بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الـ20 في تاريخه، معادلًا بذلك رقم مانشستر يونايتد كأكثر الأندية تتويجًا باللقب على مدار التاريخ، سيواجه صعوبات كبيرة في الموسم المقبل بعد رحيل جوتا. جماهير الفريق تعيش حالة من الحزن والصدمة، وتتذكر اللحظات الجميلة التي عاشتها مع اللاعب البرتغالي. رسائل التعزية والمواساة تنهال من جميع أنحاء العالم، تعبيرًا عن الحزن العميق لوفاة اللاعب، وتقديرًا لمسيرته الكروية الحافلة بالإنجازات.