في ظل التغيرات التي يشهدها سوق العقارات المصري، يبرز قانون الإيجار القديم كأحد أبرز القضايا التي تثير اهتمام كل من الملاك والمستأجرين. يهدف القانون الجديد، الذي وافق عليه مجلس النواب، إلى وضع حد للقيم الإيجارية القديمة التي لا تتناسب مع الواقع الحالي للأسعار، مع مراعاة الظروف الاجتماعية والاقتصادية للمستأجرين. السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: كيف يمكن للمستأجر حساب قيمة الإيجار الجديد لشققهم وفقًا للقانون الجديد؟

 

آلية عمل اللجان المتخصصة

 

ينص القانون على تشكيل لجان متخصصة في كل محافظة، تتولى مهمة حصر وتصنيف المناطق السكنية الخاضعة لقانون الإيجارات القديمة. هذه اللجان، التي يرأسها المحافظ، تتكون من خبراء في مجال العقارات والقانون، وتهدف إلى تحديد القيمة الإيجارية الجديدة للوحدات السكنية بناءً على طبيعة كل منطقة. يتم تقسيم المناطق إلى ثلاثة مستويات: متميزة، متوسطة، واقتصادية. يعتمد التصنيف على خمسة معايير رئيسية، تشمل الموقع الجغرافي للمنطقة، ومستوى البناء، وتوافر المرافق العامة، والبنية التحتية، ومتوسط القيمة الإيجارية السنوية للعقارات وفقًا لقانون الضريبة العقارية رقم 196 لسنة 2008. تعتبر هذه المعايير أساسية لضمان تقييم عادل ومنصف لقيمة الإيجار، مع الأخذ في الاعتبار جميع العوامل المؤثرة في قيمة العقار.

 

المراحل الزمنية لتطبيق القانون

 

حدد القانون فترة زمنية قدرها ثلاثة أشهر للجان المتخصصة للانتهاء من أعمالها، مع إمكانية التمديد لمرة واحدة فقط بقرار من رئيس مجلس الوزراء. بعد الانتهاء من التصنيف، يصدر المحافظ المختص القرار النهائي بنتائج التصنيف، ويتم نشره في الوقائع المصرية وإعلانه في وحدات الإدارة المحلية. هذا الإعلان يمثل خطوة حاسمة لإعلام جميع الأطراف المعنية بنتائج التصنيف والقيم الإيجارية الجديدة. لحين انتهاء أعمال اللجان، يُلزم القانون المستأجر بسداد قيمة مؤقتة قدرها 250 جنيهًا شهريًا. هذه القيمة المؤقتة تهدف إلى تحقيق نوع من التوازن المالي خلال الفترة الانتقالية، ريثما يتم تحديد القيمة الإيجارية النهائية.

 

تحديد القيم الإيجارية الجديدة

 

بعد الانتهاء من تصنيف المناطق، يتم تحديد القيم الإيجارية الجديدة وفقًا للتصنيف على النحو التالي: المناطق المتميزة: 20 ضعف القيمة الحالية، وبحد أدنى 1000 جنيه شهريًا. المناطق المتوسطة: 10 أضعاف، وبحد أدنى 400 جنيه. المناطق الاقتصادية: 10 أضعاف، وبحد أدنى 250 جنيهًا. هذه الزيادات تهدف إلى تقريب القيم الإيجارية إلى الأسعار السوقية الحالية، مع مراعاة الظروف الاقتصادية للمستأجرين. كما ينص القانون على تحديد القيمة الإيجارية للأماكن المؤجرة لغير غرض السكنى للأشخاص الطبيعيين بـ5 أضعاف القيمة الحالية، مع تطبيق زيادة سنوية بنسبة 15% من القيمة المحددة للحفاظ على التوازن الإيجاري. هذا التوجه يهدف إلى تحقيق توازن بين حقوق الملاك والمستأجرين، مع الأخذ في الاعتبار التغيرات الاقتصادية والاجتماعية.

 

أهمية القانون وتأثيره المتوقع

 

يهدف قانون الإيجار القديم الجديد إلى تحقيق العدالة بين الملاك والمستأجرين، ووضع حد للقيم الإيجارية القديمة التي لا تتناسب مع الواقع الحالي للأسعار. من المتوقع أن يؤدي القانون إلى زيادة المعروض من الوحدات السكنية المتاحة للإيجار، مما يساهم في خفض الأسعار وتحسين جودة الوحدات المعروضة. كما يهدف القانون إلى تشجيع الاستثمار في قطاع العقارات، مما يعزز النمو الاقتصادي ويوفر فرص عمل جديدة. على الرغم من أن القانون قد يثير بعض المخاوف لدى بعض المستأجرين، إلا أنه يهدف إلى تحقيق مصلحة عامة، من خلال تنظيم سوق الإيجارات وتحقيق التوازن بين حقوق جميع الأطراف المعنية.