على الأرصفة المقابلة للبوابة الرئيسية بمدرسة جمال عبد الناصر الثانوية بشارع الثورة الدقي، وقفت الأمهات في ترقب وقلق شديدين، مع اقتراب نهاية امتحان اللغة الأجنبية الأولى لطلاب الثانوية العامة، اليوم الأحد 29 يونيو 2025. المشهد يعكس التوتر المصاحب لهذه المرحلة الحاسمة في حياة الطلاب وأسرهم. الانتظار الطويل تحت أشعة الشمس الحارقة لم يثنِ الأمهات عن البقاء، بل زادهن إصرارًا على دعم أبنائهن وبناتهن في هذه اللحظات المصيرية. يعتبر امتحان اللغة الأجنبية الأولى من أهم الامتحانات التي تحدد مسار الطلاب في المرحلة الثانوية، حيث يمثل جزءًا كبيرًا من مجموع الدرجات النهائية. لذلك، فإن قلق الأمهات يعكس مدى أهمية هذا الامتحان بالنسبة لمستقبل أبنائهن الأكاديمي والمهني. هذا الترقب والقلق لا يقتصر على الأمهات فقط، بل يشمل جميع أفراد الأسرة الذين يشاركون الطلاب هذه اللحظات العصيبة.

 

ورغم حرارة الطقس، لم يغادر أحد من أولياء الأمور المكان، بل توزعوا في ظلال الأشجار وعلى الأرصفة، يتبادلون الأحاديث المتقطعة والانتظار الثقيل، وسط دعوات صامتة بأن تكون الأسئلة سهلة، والإجابات موفقة. تلك الأحاديث المتقطعة تعكس حالة القلق المشتركة بين أولياء الأمور، حيث يتشاركون تجاربهم ونصائحهم ويتبادلون الدعوات بأن يكون الامتحان في مستوى الطلاب وأن تكون الأسئلة واضحة ومباشرة. الانتظار الثقيل يضيف إلى المشهد جوًا من التوتر والترقب، حيث يتطلع الجميع إلى اللحظة التي يخرج فيها الطلاب من الامتحان لكي يطمئنوا عليهم ويعرفوا انطباعاتهم الأولية عن الامتحان. الدعوات الصامتة تعبر عن الأمل في أن يكون التوفيق حليف الطلاب وأن يتمكنوا من تحقيق أفضل النتائج التي تؤهلهم لدخول الجامعات التي يطمحون إليها. هذا المشهد يتكرر في كل عام دراسي، ويؤكد على أهمية دور الأسرة في دعم الطلاب في هذه المرحلة الحاسمة.

 

وكان الطلاب قد بدأوا أداء امتحان اللغة الأجنبية الأولى في التاسعة صباحًا، وسط إجراءات تنظيمية مشددة، ويُنتظر بدء خروجهم خلال دقائق، على أن تتضح بعدها ملامح اليوم من خلال ردود الفعل الأولى. الإجراءات التنظيمية المشددة تهدف إلى ضمان سير الامتحانات في جو من الهدوء والنزاهة، ومنع أي محاولات للغش أو التسريب. الانتظار للدقائق القليلة المتبقية يمثل قمة التوتر بالنسبة لأولياء الأمور، حيث يتطلعون إلى رؤية أبنائهم وبناتهم بعد انتهاء الامتحان. ردود الفعل الأولى للطلاب ستكون مؤشرًا هامًا على مستوى صعوبة الامتحان ومدى استعداد الطلاب له. هذه الردود ستساعد أولياء الأمور على فهم الوضع بشكل أفضل وتقديم الدعم اللازم لأبنائهم في الأيام القادمة. الامتحانات تمثل تحديًا كبيرًا للطلاب وأسرهم، ولكنها أيضًا فرصة لإثبات الجدارة وتحقيق الأهداف.

 

وكان قد أدى طلاب الثانوية العامة بالنظام الجديد الأحد 15 يونيو الامتحان فى التربية الدينية والتربية الوطنية، والثلاثاء 17 يونيو 2025 في اللغة الأجنبية الثانية، والأحد 22 يونيو في اللغة العربية، واليوم الخميس 26 يونيو 2025 امتحان مادتي الفيزياء والتاريخ. هذه الامتحانات تمثل جزءًا من جدول الامتحانات المكثف الذي يخوضه طلاب الثانوية العامة في هذه الفترة. كل امتحان يمثل تحديًا جديدًا ويتطلب استعدادًا جيدًا ومراجعة شاملة للمادة الدراسية. الطلاب يبذلون قصارى جهدهم لتحقيق أفضل النتائج في جميع المواد، وذلك بهدف الحصول على أعلى الدرجات التي تؤهلهم لدخول الجامعات المرموقة. الدعم النفسي والمعنوي الذي يتلقاه الطلاب من أسرهم وأصدقائهم يلعب دورًا هامًا في تخفيف التوتر وتحسين الأداء في الامتحانات. النجاح في الامتحانات يتطلب تضافر جهود الطلاب وأسرهم والمدرسين.

 

ويؤدي الطلاب الأحد 29 يونيو اللغة الأجنبية الأولى، والخميس 3 يوليو 2025 الكيمياء والجغرافيا، والأحد 6 يوليو 2025 الرياضيات البحتة، والخميس 10 يوليو 2025 امتحان الرياضيات التطبيقية والإحصاء والأحياء. هذا الجدول الزمني المكثف يتطلب من الطلاب تنظيم وقتهم بشكل جيد وتحديد أولوياتهم. الراحة الكافية والتغذية السليمة تلعبان دورًا هامًا في الحفاظ على التركيز والطاقة خلال فترة الامتحانات. الطلاب يجب أن يتجنبوا الإرهاق والضغط النفسي الزائد، وأن يسعوا إلى تحقيق التوازن بين الدراسة والراحة. النجاح في الامتحانات ليس مجرد تحقيق درجات عالية، بل هو أيضًا اكتساب مهارات جديدة وتطوير القدرات الشخصية. الطلاب الذين يجتازون هذه المرحلة بنجاح يكونون مستعدين لمواجهة التحديات المستقبلية بثقة وإصرار. نتمنى التوفيق لجميع الطلاب.