أعربت لجنة المرأة بنقابة الصحفيين، برئاسة إيمان عوف، عن خالص تعازيها ومواساتها لأسر الضحايا اللاتي فقدن حياتهن في الحادث المأساوي الذي وقع على الطريق الإقليمي بمحافظة المنوفية. الحادث الأليم أسفر عن وفاة 19 فتاة في عمر الزهور، كن في طريقهن للعمل في جني المحاصيل بمنطقة السادات. تؤكد اللجنة أنها تشارك الأسر المنكوبة آلامها وأحزانها العميقة، وتقف بجانبهم في هذه المحنة الصعبة. وتشدد اللجنة على تبنيها الكامل لمطالب الأسر العادلة، وتطالب الدولة والجهات المعنية باتخاذ إجراءات فورية وحاسمة لضمان عدم تكرار مثل هذه المآسي. وتعتبر اللجنة هذا الحادث ليس مجرد حادث سير عادي، بل هو مأساة وطنية حقيقية تكشف عن واقع مرير تعيشه الفتيات في المناطق الريفية، حيث يضطررن إلى العمل في ظروف قاسية من أجل توفير لقمة العيش.

 

مطالب لجنة المرأة بنقابة الصحفيين

تطالب لجنة المرأة بنقابة الصحفيين الدولة والجهات المعنية بالآتي: أولاً، فتح تحقيق عاجل وشفاف في ملابسات الحادث، وتحديد المسؤوليات ومحاسبة المتسببين في هذه الكارثة. لا بد من الكشف عن جميع الحقائق المتعلقة بالحادث، وتقديم المتورطين إلى العدالة لينالوا جزاءهم العادل. ثانياً، توفير وسائل نقل آمنة وآدمية للعمالة الزراعية الموسمية، وخاصة الفتيات. يجب أن تكون هذه الوسائل مجهزة بكافة وسائل السلامة، وتخضع للصيانة الدورية لضمان سلامة الركاب.

 

ثالثاً، تطوير وتأمين الطرق الإقليمية والسريعة، وتكثيف الرقابة على وسائل النقل. يجب إصلاح الطرق المتضررة، ووضع علامات إرشادية واضحة، وتوفير الإضاءة الكافية، وزيادة عدد الدوريات الأمنية لمراقبة حركة المرور. رابعاً، التطبيق الصارم لقوانين العمل والسلامة المهنية، وتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية والتأمين الصحي للعمالة غير المنتظمة.

 

يجب على الجهات المختصة تفعيل الرقابة على أماكن العمل، والتأكد من التزام أصحاب العمل بتوفير بيئة عمل آمنة وصحية للعاملين. خامساً، تفعيل قوانين مكافحة عمالة الأطفال، وزيادة الاستثمارات في التعليم والبنية التحتية بالمناطق الريفية. يجب توفير فرص تعليم جيدة للأطفال، وتطوير المدارس والمرافق التعليمية في المناطق الريفية. سادساً، توفير حوافز للأسر لضمان بقاء أطفالهم في التعليم، وعدم دفعهم إلى سوق العمل. يجب تقديم مساعدات مالية للأسر المحتاجة، وتوفير برامج تدريب مهني للشباب.

 

وأكدت اللجنة أن ما حدث هو مأساة وطنية حقيقية تثقل ضمير المجتمع، وتكشف واقعًا صادمًا تدفع فيه فتياتنا حياتهنَّ ثمنًا للقمة العيش. وشددت على أن واجبنا أن ننتصر لهنَّ بعد الرحيل، بأن نمنع تكرار المصير. ففي كل وجهٍ من وجوه هؤلاء الفتيات، نرى أحلامًا لم تُكتَب، وحكاياتٍ لم تُروَ، وطفولةً سُرقت بالقهر والظروف. وإننا إذ نشدد على أن وجع ذويهن هو وجعنا جميعًا، وألمهم هو ألم مجتمعٍ بأكمله. لا يمكن أن نغلق أعيننا على هذه المآسي وكأنها أمورٌ طبيعية، فدماؤهنَّ التي سالت على أسفلت الطرقات هي نداء إنسانيةٍ صارخ يدعو كل واحدٍ منا أن يكون صوتًا للحق، وصانعًا للتغيير.

 

وقالت لجنة المرأة بنقابة الصحفيين إن حماية أرواح بنات وأبناء هذا الوطن واجبٌ لا يُمكن التهاون فيه، فالعدل والسلامة والكرامة ليست مجرد شعارات، بل هي حقٌ يجب أن نضمنه لهم جميعًا، بعيدًا عن الفقر والخذلان. لنقف معًا، لا لنعزي، بل لنصنع غدًا أفضل، حيث لا تُزهق الأرواح بلا معنى، ولا تُهدر حياةٌ بريئةٌ بسبب الإهمال. تؤكد اللجنة تضامنها الكامل مع بيان الأسرة الصحفية بمحافظة المنوفية، الذي حذّر من استمرار نزيف الدم على الطريق الإقليمي، وما يتطلبه ذلك من سرعة التدخل، ووضع حلولٍ عمليةٍ وفعّالة، تضمن سلامة مستخدمي الطريق، وتمنع تكرار هذه الحوادث المأساوية.

 

ودعت اللجنة الزميلات والزملاء من أعضاء المجلس، والجمعية العمومية إلى تنظيم وفدٍ للتحرك يوم الثلاثاء المقبل من أمام النقابة في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرًا، للتوجه إلى محافظة المنوفية لتقديم واجب العزاء، والتضامن مع الأسر المفجوعة، والتأكيد على أن العدالة هي العزاء الحقيقي. هذه الزيارة تأتي للتعبير عن دعم نقابة الصحفيين الكامل لأسر الضحايا، وللمطالبة بتوفير حياة كريمة وآمنة لجميع المواطنين. وتؤكد اللجنة أنها ستواصل العمل مع كافة الجهات المعنية لتحقيق هذه الأهداف النبيلة.