في أعقاب الحادث المأساوي الذي وقع على الطريق الإقليمي، والذي أثار حزنًا عميقًا في نفوس المصريين، أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي أول قرار رسمي يتعلق بهذا الشأن، مُوجهًا الحكومة باتخاذ إجراءات عاجلة وملموسة تهدف إلى منع تكرار مثل هذه الحوادث المؤسفة في المستقبل. يعكس هذا القرار مدى اهتمام القيادة السياسية بسلامة المواطنين وحرصها على توفير بيئة آمنة على الطرق المصرية، وهو ما يمثل أولوية قصوى في خطط التنمية الشاملة التي تتبناها الدولة. يُعد الطريق الإقليمي، على الرغم من أهميته الكبيرة في تسهيل حركة المرور وتخفيف الضغط على الطرق الرئيسية، نقطة ساخنة للحوادث المرورية، الأمر الذي يستدعي تدخلًا فوريًا وفعالًا من جميع الجهات المعنية.

توجيهات رئاسية عاجلة

تضمن القرار الرئاسي توجيهات واضحة ومحددة للحكومة، تشمل عدة محاور رئيسية تهدف إلى تحسين السلامة المرورية على الطريق الإقليمي وتقليل المخاطر المحتملة. من بين هذه التوجيهات، التأكيد على ضرورة إجراء مراجعة شاملة لكافة عناصر السلامة على الطريق، بدءًا من جودة الرصف والإضاءة وصولًا إلى العلامات المرورية والإشارات التحذيرية. كما شدد الرئيس السيسي على أهمية تكثيف الرقابة المرورية على الطريق، من خلال زيادة عدد الدوريات الأمنية وتفعيل كاميرات المراقبة لرصد المخالفات المرورية واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه المخالفين. بالإضافة إلى ذلك، وجه الرئيس الحكومة بضرورة تطوير منظومة الإسعاف والطوارئ على الطريق، من خلال توفير سيارات إسعاف مجهزة بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية، وتدريب الكوادر الطبية على التعامل مع الحالات الطارئة، وذلك لضمان تقديم الإسعافات الأولية اللازمة للمصابين في أسرع وقت ممكن.

إجراءات وقائية وتطوير البنية التحتية

لم يقتصر القرار الرئاسي على الإجراءات العاجلة والتدابير الأمنية، بل تضمن أيضًا توجيهات استراتيجية تهدف إلى تطوير البنية التحتية للطريق الإقليمي على المدى الطويل. من بين هذه التوجيهات، دراسة إمكانية توسعة الطريق وزيادة عدد الحارات المرورية، وذلك لاستيعاب حجم المرور المتزايد وتقليل الازدحام المروري. كما وجه الرئيس الحكومة بضرورة إنشاء استراحات ومحطات خدمة على الطريق، لتوفير الخدمات الأساسية للمسافرين وتوفير أماكن للراحة والاسترخاء، مما يساهم في تقليل الإرهاق والتعب الذي قد يؤدي إلى وقوع الحوادث. بالإضافة إلى ذلك، شدد الرئيس السيسي على أهمية تطوير منظومة النقل العام على الطريق، من خلال توفير وسائل نقل عام آمنة ومريحة، لتشجيع المواطنين على استخدامها بدلاً من السيارات الخاصة، مما يساهم في تخفيف الضغط على الطريق وتقليل الازدحام المروري.

تعزيز التوعية المرورية

إدراكًا لأهمية التوعية المرورية في تغيير سلوكيات السائقين وتحسين السلامة على الطرق، وجه الرئيس السيسي الحكومة بضرورة إطلاق حملات توعية مرورية مكثفة تستهدف جميع فئات المجتمع، وخاصة الشباب. تهدف هذه الحملات إلى نشر الوعي بأهمية الالتزام بقواعد المرور، وتجنب السرعة الزائدة، وعدم استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة، وارتداء حزام الأمان، وغيرها من السلوكيات التي تساهم في تقليل الحوادث المرورية. كما وجه الرئيس الحكومة بضرورة تفعيل دور وسائل الإعلام المختلفة في نشر الوعي المروري، من خلال عرض برامج توعوية وأفلام وثائقية تتناول مخاطر الحوادث المرورية وتأثيرها على المجتمع. بالإضافة إلى ذلك، شدد الرئيس السيسي على أهمية إشراك المجتمع المدني في جهود التوعية المرورية، من خلال تنظيم ورش عمل وندوات ومحاضرات في المدارس والجامعات والمراكز الشبابية، لرفع مستوى الوعي المروري لدى الشباب وتغيير سلوكياتهم السلبية.

متابعة تنفيذ القرارات

أكد الرئيس السيسي على ضرورة المتابعة الدقيقة لتنفيذ القرارات والتوجيهات الصادرة بشأن حادث الطريق الإقليمي، وتقديم تقارير دورية عن التقدم المحرز في هذا الشأن. كما وجه الرئيس الحكومة بضرورة التنسيق الكامل بين جميع الجهات المعنية، من وزارات النقل والداخلية والصحة والإسكان، لضمان تنفيذ القرارات بشكل فعال وسريع. يعكس هذا التأكيد على المتابعة الدقيقة مدى اهتمام القيادة السياسية بضمان تحقيق الأهداف المرجوة من هذه القرارات، وهي حماية أرواح المواطنين وتوفير بيئة آمنة على الطرق المصرية. من المتوقع أن تسهم هذه القرارات والتوجيهات الرئاسية في تحسين السلامة المرورية على الطريق الإقليمي وتقليل الحوادث المرورية، مما يعود بالنفع على المجتمع والاقتصاد المصري.