شريف عامر: الأفلام العالمية التي جسدت المذابح غير الإنسانية لا تُقارَن بالوضع في غزة

أثار الإعلامي شريف عامر جدلاً واسعاً بتصريحاته الأخيرة حول مقارنة الأحداث الجارية في غزة بالأفلام العالمية التي تناولت موضوعات المذابح والإبادة الجماعية. وأكد عامر، خلال برنامجه، أن حجم المعاناة الإنسانية في غزة يتجاوز بكثير أي تصوير سينمائي، مشيراً إلى أن الواقع المأساوي الذي يعيشه السكان هناك يفوق قدرة الفن على التعبير عنه بشكل كامل. وأضاف أن الأفلام، على الرغم من أهميتها في تسليط الضوء على جرائم الحرب والانتهاكات، تظل مجرد محاكاة للواقع، بينما غزة تشهد مأساة حقيقية تتكشف فصولها أمام أعين العالم.

ويرى عامر أن المقارنة بين الواقع السينمائي والواقع المعاش في غزة تقلل من شأن الضحايا وتسطح حجم الكارثة الإنسانية. وأشار إلى أن الأفلام، مهما بلغت درجة واقعيتها، تظل منتجاً فنياً يخضع لمعايير الإخراج والتمثيل والسيناريو، بينما غزة تعيش حالة حرب حقيقية تتسبب في فقدان الأرواح وتدمير البنية التحتية وتهجير السكان. وأكد أن التركيز يجب أن ينصب على وقف العنف وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للمتضررين، بدلاً من الانشغال بمقارنات قد تبدو غير لائقة في هذا السياق.

واستشهد عامر بعدد من الأفلام التي تناولت موضوعات مماثلة، مثل "قائمة شندلر" و"عازف البيانو"، مؤكداً أنها أفلام مهمة ساهمت في توثيق جرائم الحرب وكشف الحقائق التاريخية، إلا أنها لا يمكن أن تعكس بشكل كامل حجم المعاناة التي يعيشها سكان غزة. وأضاف أن الوضع في غزة يتسم بتعقيدات إضافية، مثل الحصار المستمر والقيود المفروضة على حركة السكان والمساعدات، مما يزيد من حدة الأزمة الإنسانية ويجعلها فريدة من نوعها.

وأثارت تصريحات شريف عامر ردود فعل متباينة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انتقد البعض المقارنة بين الأفلام والواقع، معتبرين أنها محاولة لتبرير العنف أو التقليل من شأن الضحايا. بينما أيد آخرون وجهة نظره، مؤكدين أن الواقع في غزة يتجاوز أي تصور سينمائي وأن التركيز يجب أن ينصب على وقف العنف وتقديم المساعدة للمتضررين. ودعا العديد من النشطاء إلى ضرورة توثيق الأحداث الجارية في غزة وتقديم المسؤولين عن الجرائم إلى العدالة، مؤكدين أن التاريخ لن يرحم الصامتين.

وفي ختام حديثه، أكد شريف عامر على أهمية دور الإعلام في تسليط الضوء على الأحداث الجارية في غزة ونقل الصورة الحقيقية للعالم، مشيراً إلى أن الإعلام يجب أن يكون صوتاً للضحايا وأن يعمل على فضح الانتهاكات وكشف الحقائق. ودعا إلى ضرورة توحيد الجهود الدولية لوقف العنف وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للمتضررين، مؤكداً أن غزة تستحق أن تعيش في سلام وأمان.