شهدت ساحات الطرق الصوفية احتفالاً مهيباً بمناسبة حلول العام الهجري الجديد، وذلك بحضور شخصيات دينية رفيعة المستوى، يتقدمهم وكيل الأزهر الشريف ووزير الأوقاف. يعكس هذا الحضور الرسمي تقدير الدولة المصرية للدور الهام الذي تلعبه الطرق الصوفية في الحفاظ على الهوية الإسلامية السمحة ونشر قيم التسامح والمحبة بين أفراد المجتمع. وقد اكتظت الساحات بالمحبين والمريدين من مختلف أنحاء الجمهورية، الذين توافدوا للمشاركة في هذه المناسبة الدينية الجليلة. تضمن الاحتفال فقرات متنوعة من الابتهالات الدينية والأذكار والتواشيح، التي صدحت بها حناجر المنشدين والمبتهلين، مما أضفى جواً من الروحانية والخشوع على المكان. كما تخلل الاحتفال كلمات وعظية ألقاها كبار علماء الدين، أكدوا فيها على أهمية الاقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم والتمسك بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف.
الطرق الصوفية تحتفل بالعام الهجري الجديد بحضور رسمي رفيع
يعد الاحتفال بالعام الهجري الجديد مناسبة عظيمة في التاريخ الإسلامي، حيث يمثل ذكرى هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وهي الهجرة التي شكلت نقطة تحول حاسمة في مسيرة الدعوة الإسلامية. فمن خلال هذه الهجرة، تمكن المسلمون من تأسيس دولة إسلامية قوية في المدينة المنورة، انطلقت منها الدعوة الإسلامية لتنتشر في ربوع الأرض. ولذلك، فإن الاحتفال بالعام الهجري الجديد هو احتفال بذكرى تأسيس الدولة الإسلامية وانتصار الحق على الباطل. كما أنه فرصة للمسلمين للتأمل في أحوالهم ومراجعة أعمالهم، والتخطيط للمستقبل بما يرضي الله ورسوله. ويحرص المسلمون في جميع أنحاء العالم على إحياء هذه المناسبة الدينية الجليلة، من خلال إقامة الاحتفالات الدينية والمحاضرات والندوات التي تتناول سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وجهاده في سبيل الله. وتعتبر الطرق الصوفية من أكثر الجماعات الإسلامية اهتماماً بالاحتفال بالعام الهجري الجديد، حيث تحرص على إقامة احتفالات ضخمة في ساحاتها ومقامات أوليائها، يشارك فيها الآلاف من المحبين والمريدين.
دور الطرق الصوفية في المجتمع
تلعب الطرق الصوفية دوراً هاماً في المجتمع المصري، حيث تساهم في نشر قيم التسامح والمحبة والسلام بين أفراد المجتمع، وتحارب التطرف والعنف والإرهاب. وتعتبر الطرق الصوفية من أقدم المؤسسات الدينية في مصر، ولها تاريخ طويل في خدمة المجتمع والدفاع عن الوطن. وقد ساهمت الطرق الصوفية في الحفاظ على الهوية الإسلامية المصرية، وحماية التراث الثقافي والديني للبلاد. كما أنها تلعب دوراً هاماً في تقديم الخدمات الاجتماعية للمحتاجين والفقراء، من خلال إقامة المستشفيات والمدارس والملاجئ ودور الأيتام. وتحظى الطرق الصوفية بشعبية كبيرة في مصر، حيث يتبعها الملايين من المصريين من مختلف الطبقات الاجتماعية. ويعتبر الأزهر الشريف من أكبر الداعمين للطرق الصوفية، حيث يرى فيها حليفاً استراتيجياً في مواجهة التطرف والإرهاب. ويحرص الأزهر الشريف على المشاركة في احتفالات الطرق الصوفية، وتقديم الدعم المعنوي والمادي لها.
كلمة وكيل الأزهر ووزير الأوقاف
ألقى وكيل الأزهر الشريف كلمة خلال الاحتفال، أكد فيها على أهمية الوحدة الإسلامية والتكاتف بين المسلمين في مواجهة التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية. كما أشاد بدور الطرق الصوفية في نشر قيم التسامح والمحبة والسلام، ومحاربة التطرف والعنف والإرهاب. ودعا وكيل الأزهر الشريف المسلمين إلى الاقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم والتمسك بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف. من جانبه، ألقى وزير الأوقاف كلمة مماثلة، أكد فيها على دعم الدولة المصرية للطرق الصوفية، وتقديرها للدور الهام الذي تلعبه في خدمة المجتمع والدفاع عن الوطن. ودعا وزير الأوقاف المسلمين إلى نبذ الفرقة والخلاف، والعمل على تحقيق الوحدة الوطنية والتنمية الشاملة.
تغطية إعلامية واسعة للاحتفال
حظي الاحتفال بتغطية إعلامية واسعة من قبل وسائل الإعلام المصرية والعربية، حيث نقلت العديد من القنوات التلفزيونية والإذاعية وقائع الاحتفال على الهواء مباشرة. كما نشرت الصحف والمواقع الإخبارية العديد من التقارير والمقالات التي تناولت الاحتفال وأهميته. وأشاد العديد من الكتاب والمفكرين بالاحتفال، واعتبروه مظهراً من مظاهر الوحدة الوطنية والتسامح الديني في مصر. كما أشادوا بالدور الهام الذي تلعبه الطرق الصوفية في خدمة المجتمع والدفاع عن الوطن. ويعكس هذا الاهتمام الإعلامي المتزايد بالاحتفال، الأهمية الكبيرة التي توليها الدولة المصرية للطرق الصوفية، وتقديرها للدور الهام الذي تلعبه في الحفاظ على الهوية الإسلامية السمحة ونشر قيم التسامح والمحبة بين أفراد المجتمع. إن حضور وكيل الأزهر ووزير الأوقاف يؤكد على هذا التقدير الرسمي والشعبي.