تترقب الأمة الإسلامية بشوق إعلان دار الإفتاء المصرية عن موعد بداية العام الهجري الجديد 1447. ومن المقرر أن تقوم دار الإفتاء المصرية مساء اليوم الأربعاء باستطلاع هلال شهر المحرم، أول شهور السنة الهجرية، وذلك من خلال لجانها الشرعية والعلمية المنتشرة في مختلف أنحاء الجمهورية. وتأتي هذه الخطوة الهامة لتحديد بداية العام الهجري الجديد، الذي يمثل مناسبة دينية عظيمة لدى المسلمين في جميع أنحاء العالم. ويترقب المسلمون هذا الإعلان بفارغ الصبر للبدء في الاستعداد للاحتفال بهذه المناسبة المباركة، واستقبال العام الجديد بالدعاء والتضرع إلى الله عز وجل أن يجعله عام خير وبركة على الأمة الإسلامية جمعاء. ويشكل استطلاع الهلال جزءًا أساسيًا من التراث الإسلامي، حيث يعتمد التقويم الهجري على رؤية الهلال لتحديد بداية الأشهر القمرية، وهو ما يضفي على هذه العملية أهمية دينية وثقافية كبيرة.
موعد بداية السنة الهجرية الجديدة فلكيًا
وفقًا للحسابات الفلكية، من المتوقع أن يكون يوم غد الخميس هو أول أيام العام الهجري الجديد 1447. وأشارت الحسابات إلى أن هلال شهر المحرم قد ولد مباشرة بعد حدوث الاقتران في تمام الساعة الثانية عشرة والدقيقة 33 ظهرًا بتوقيت القاهرة المحلي اليوم الأربعاء 29 من ذي الحجة 1446 هـ الموافق 2025/6/25 (يوم الرؤية). ويبقى الهلال الجديد في سماء مكة المكرمة لمدة 20 دقيقة، وفي القاهرة لمدة 27 دقيقة بعد غروب شمس ذلك اليوم (يوم الرؤية)، وفي باقي محافظات جمهورية مصر العربية يبقى الهلال الجديد في سمائها لمدد تتراوح بين (21- 29 دقيقة). أما في العواصم والمدن العربية والإسلامية فيبقى الهلال الجديد بعد غروب الشمس لمدد تتراوح بين (1- 36 دقيقة)، وبذلك تكون غرة شهر المحرم 1447 هـ فلكيًا يوم غدا الخميس 2025/6/26. ويعتبر هذا التوقع الفلكي مؤشرًا هامًا يساعد المسلمين على الاستعداد لاستقبال العام الهجري الجديد، مع التأكيد على أن الإعلان الرسمي يبقى من اختصاص دار الإفتاء المصرية بعد استطلاع الهلال الشرعي.
أهمية شهر المحرم وفضل صيامه
شهر المحرم هو أول شهور السنة الهجرية، وهو من الأشهر الحرم التي ذكرها الله تعالى في كتابه العزيز. ويحظى هذا الشهر بمكانة خاصة في قلوب المسلمين، حيث يستحب فيه الإكثار من الأعمال الصالحة، وخاصة الصيام. وقد وردت أحاديث نبوية شريفة تحث على صيام يوم عاشوراء، وهو اليوم العاشر من شهر المحرم، وتذكر بفضل عظيم لمن يصومه، حيث يكفر سنة ماضية. كما أن صيام التطوع في شهر المحرم بشكل عام يعتبر من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى ربه. وينتهز المسلمون هذه الفرصة للتقرب إلى الله تعالى، والتوبة والاستغفار، والبدء في صفحة جديدة مع بداية العام الهجري الجديد. ويحرص الكثيرون على صيام أول يوم من شهر المحرم، تأسياً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ورغبة في الحصول على الأجر والثواب المضاعف في هذا الشهر المبارك.
حكم التهنئة بالعام الهجري الجديد
لا يوجد نص شرعي يمنع أو يحرم التهنئة بالعام الهجري الجديد، بل إن التهنئة بالمناسبات الدينية والاجتماعية تعتبر من الأمور المستحبة التي تعزز المحبة والتآلف بين المسلمين. ويجوز للمسلمين أن يتبادلوا التهاني والتبريكات بمناسبة حلول العام الهجري الجديد، وأن يدعوا لبعضهم البعض بالخير والبركة والتوفيق في العام الجديد. وتعتبر هذه التهنئة تعبيرًا عن الفرح والسرور بقدوم العام الهجري الجديد، وتفاؤلًا بمستقبل أفضل للأمة الإسلامية. ويمكن للمسلمين استخدام عبارات التهنئة المختلفة التي تتناسب مع هذه المناسبة، مثل "كل عام وأنتم بخير" أو "عام هجري سعيد" أو "نسأل الله أن يجعله عام خير وبركة على الأمة الإسلامية".
الاستعداد للعام الهجري الجديد
مع اقتراب حلول العام الهجري الجديد، يبدأ المسلمون في الاستعداد لاستقبال هذه المناسبة المباركة. وتشمل هذه الاستعدادات العديد من الأمور، منها: التوبة والاستغفار من الذنوب والمعاصي، والعزم على فعل الخيرات والأعمال الصالحة في العام الجديد. كما تشمل الاستعدادات أيضًا التخطيط لأداء العبادات والطاعات، مثل الصلاة والصيام والزكاة وقراءة القرآن الكريم. ويحرص الكثيرون على تجديد النية والعزم على التقرب إلى الله تعالى، وتحسين العلاقة معه ومع الناس. ويعتبر العام الهجري الجديد فرصة سانحة للمراجعة والتقييم، والتخطيط لمستقبل أفضل، والسعي لتحقيق الأهداف والطموحات المشروعة. وينبغي على المسلمين أن يستثمروا هذه المناسبة المباركة في تعزيز وحدتهم وتآلفهم، والعمل معًا من أجل رفعة الأمة الإسلامية وتقدمها وازدهارها. ويتوجه المسلمون بالدعاء إلى الله عز وجل أن يجعله عام نصر وعز وتمكين للإسلام والمسلمين في كل مكان.