حذر الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، من خطر وشيك يهدد سد النهضة الإثيوبي، مطالباً إثيوبيا بالتحرك الفوري قبل حلول 20 يوليو.

 

يأتي هذا التحذير في ظل توقعات بزيادة كبيرة في كميات الأمطار الهاطلة على الهضبة الإثيوبية، مما قد يؤدي إلى تجاوز السد لسعته التخزينية المقررة.

 

ووفقاً لشراقي، فإن تجاهل هذه الزيادة المطردة في تدفق المياه قد يجبر إثيوبيا على فتح بوابات المفيض بشكل اضطراري، وهو ما يحمل في طياته مخاطر جمة على سلامة السد والمنطقة المحيطة به.

 

تعتمد تحذيرات الدكتور شراقي على بيانات دقيقة وتحليلات متخصصة، مما يضفي عليها مصداقية وأهمية خاصة.

 

ويشدد الخبير على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتجنب سيناريو كارثي محتمل، مؤكداً أن الوقت المتبقي محدود للغاية.

 

توقعات بزيادة الأمطار وتأثيرها على مخزون السد

 

أوضح الدكتور شراقي، عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أن التوقعات المناخية الصادرة عن مركز إيجاد IGAD للتنبؤات المناخية والتطبيقات تشير إلى أن الأشهر القادمة، وتحديداً يونيو ويوليو وأغسطس، ستشهد أمطاراً أعلى من المتوسط على الهضبة الإثيوبية.

 

وأشار إلى أن معدل الإيراد اليومي من المياه قد ارتفع بالفعل هذا الأسبوع إلى نحو 80 مليون متر مكعب، بعد أن كان 20 مليون متر مكعب فقط في شهر مايو الماضي.

 

ويتوقع الخبير أن يصل هذا المعدل إلى 225 مليون متر مكعب يومياً في شهر يوليو المقبل.

 

هذه الزيادة المطردة في تدفق المياه تمثل تحدياً كبيراً لإدارة السد، وتستدعي اتخاذ قرارات حاسمة لتجنب تجاوز السعة التخزينية.

 

مخاطر التشغيل الاضطراري للمفيض

 

يشير الدكتور شراقي إلى أن إثيوبيا قد تنتظر حتى يعود مستوى التخزين في بحيرة السد إلى ما كان عليه في سبتمبر الماضي، أي 60 مليار متر مكعب.

 

وفي هذه الحالة، ستضطر إثيوبيا إلى فتح بوابات المفيض بشكل اضطراري، نظراً لزيادة كميات الأمطار المتوقعة.

 

ويحذر الخبير من أن هذا التشغيل الاضطراري للمفيض قد يؤدي إلى إمرار كامل الفيضان وكأن السد غير موجود، وهو ما يشكل ضغطاً كبيراً على جسم السد الرئيسي الخرساني والسد المكمل الركامي.

 

ويشدد على أن آخر موعد لتجنب هذا السيناريو الكارثي هو 20 يوليو المقبل، وهو التاريخ الذي من المتوقع أن يصل فيه منسوب المياه في البحيرة إلى 638 متراً فوق سطح البحر، بإجمالي تخزين يبلغ 60 مليار متر مكعب.

 

يؤكد شراقي أن هذه الضغوط المتزايدة على السد قد تؤدي إلى تصدعات أو انهيارات جزئية، مما يعرض المنطقة بأسرها للخطر.

 

الوضع الحالي لمخزون المياه في سد النهضة

 

وفقاً للدكتور شراقي، تظهر الصور الفضائية خروج المياه عبر التوربينين المنخفضين فقط منذ نحو شهر.

 

وقد انخفضت كمية المياه في البحيرة من 60 مليار متر مكعب عند اكتمال التخزين في 5 سبتمبر 2024، إلى 54 مليار متر مكعب في منتصف يونيو 2025.

 

وقد بدأت هذه الكمية في الزيادة قليلاً هذا الأسبوع مع زيادة الأمطار نسبياً وعدم تشغيل التوربينات العلوية (4 توربينات تقريباً).

 

هذا التذبذب في مستوى المياه يؤكد على الحاجة إلى مراقبة دقيقة ومستمرة للوضع، واتخاذ قرارات سريعة وفعالة للتعامل مع أي تطورات غير متوقعة.

 

ويشير شراقي إلى أن عدم تشغيل التوربينات العلوية يزيد من الضغط على السد، ويسرع من وتيرة ارتفاع منسوب المياه في البحيرة.

 

دعوة للتحرك العاجل لتجنب الكارثة

 

في ختام تحذيراته، يطالب الدكتور عباس شراقي إثيوبيا بالتحرك الفوري قبل فوات الأوان، واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتجنب تجاوز السد لسعته التخزينية المقررة.

 

ويدعو إلى ضرورة التعاون مع الخبراء والمختصين لتقييم المخاطر المحتملة، ووضع خطط طوارئ للتعامل مع أي سيناريو طارئ.

 

ويشدد على أن سلامة سد النهضة تمثل مسؤولية مشتركة، وتتطلب تضافر الجهود من جميع الأطراف المعنية.

 

ويختتم شراقي تحذيراته بالتأكيد على أن الوقت يمر بسرعة، وأن أي تأخير في اتخاذ الإجراءات اللازمة قد يؤدي إلى عواقب وخيمة لا يمكن التنبؤ بها.

 

يجب على إثيوبيا أن تتصرف بمسؤولية وأن تضع سلامة المنطقة في المقام الأول.