ألقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة القبض على تشكيل عصابي مكون من ثلاثة متهمين، تخصص في سرقة الأشخاص الراغبين في تغيير العملات الأجنبية بمنطقة مدينة نصر. وقد أدلى المتهمون باعترافات تفصيلية أمام رجال المباحث، كاشفين عن أسلوبهم الإجرامي المتقن في استدراج الضحايا وسرقتهم. تفيد التحقيقات الأولية بأن العصابة كانت تستهدف بشكل خاص الأفراد الذين يسعون إلى تحويل العملات الأجنبية إلى العملة المحلية، مستغلين حاجتهم إلى هذه الخدمة لتنفيذ جرائمهم. وتأتي هذه العملية في إطار جهود وزارة الداخلية المستمرة لمكافحة الجريمة بشتى صورها، وتأمين المواطنين والمقيمين على حد سواء.

 

وكشفت التحقيقات أن المتهمين كانوا يقومون باستدراج راغبي تغيير العملات الأجنبية عن طريق إيهامهم بإمكانية الحصول على أسعار صرف مميزة من خلال أشخاص يحملون جنسيات أفريقية. يتم ترتيب لقاء بين الضحية والشخص الأفريقي المزعوم، وفي أثناء عملية تبادل العملات، يقوم المتهمون بالاعتداء على الضحية وسرقة الأموال التي بحوزته. وقد اعترف المتهمون بأنهم كانوا ينفقون الأموال المسروقة على متطلباتهم الشخصية، مما يؤكد دوافعهم الإجرامية النفعية. هذا الأسلوب الخبيث يعكس مدى التخطيط المسبق والاحترافية التي يتمتع بها أفراد العصابة، مما استدعى تضافر جهود الأجهزة الأمنية لضبطهم وتقديمهم للعدالة.

 

تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط المتهمين وبحوزتهم جزء من المبلغ المالي المسروق، بالإضافة إلى ثلاثة هواتف محمولة استخدمت في التواصل والتنسيق لتنفيذ عمليات السرقة. وقد اعترف المتهمون تفصيلياً بارتكابهم العديد من الوقائع المماثلة، مؤكدين على أنهم قاموا بتكوين هذا التشكيل العصابي بهدف التربح غير المشروع من خلال استغلال حاجة الناس إلى تغيير العملات الأجنبية. وأكدت التحريات أن العصابة كانت تعمل بنظام محكم، حيث يتولى كل فرد دوراً محدداً في عملية الاستدراج والسرقة، مما ساهم في نجاحهم في تنفيذ العديد من العمليات قبل أن يتم القبض عليهم. وتؤكد هذه العملية على أهمية التعاون بين المواطنين والأجهزة الأمنية في الإبلاغ عن أي أنشطة مشبوهة، مما يساهم في الحفاظ على الأمن والاستقرار.

 

وقد أمرت النيابة العامة بإحالة المتهمين إلى المحاكمة الجنائية، بتهمة تكوين تشكيل عصابي متخصص في سرقة الأشخاص، واستدراج راغبي تغيير العملات الأجنبية، والاعتداء عليهم وسرقتهم. وتأتي هذه الإجراءات القانونية في إطار حرص الدولة على تطبيق القانون بحزم على كل من تسول له نفسه العبث بأمن المواطنين وممتلكاتهم. وتشدد النيابة العامة على أهمية توخي الحذر عند التعامل مع الأشخاص غير المعروفين، وعدم الانجرار وراء العروض الوهمية التي قد تستخدم كطريقة لاستدراج الضحايا. كما تدعو إلى الإبلاغ الفوري عن أي محاولات مشبوهة، لتمكين الأجهزة الأمنية من التدخل السريع ومنع وقوع الجرائم.

 

تعد هذه العملية الأمنية ضربة موجعة للعصابات التي تستهدف المواطنين والمقيمين، وتؤكد على قدرة الأجهزة الأمنية على التصدي لهذه الجرائم وكشف مرتكبيها. وتواصل مديرية أمن القاهرة جهودها في ملاحقة العناصر الإجرامية، وتكثيف الدوريات الأمنية في مختلف المناطق، لضمان سلامة وأمن الجميع. كما تدعو المواطنين إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية، وتقديم أي معلومات قد تساعد في كشف الجرائم ومنع وقوعها. إن تحقيق الأمن والاستقرار هو مسؤولية مشتركة بين الدولة والمواطنين، ويتطلب تضافر الجهود وتكاتف الجميع من أجل بناء مجتمع آمن ومزدهر.