استدعت دولة قطر، اليوم الثلاثاء، السفير الإيراني لديها، علي صالح آبادي، وذلك على خلفية إطلاق صواريخ من إيران على قاعدة العديد الجوية الأمريكية التي تستضيفها الدوحة. تأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتزايد المخاوف بشأن الاستقرار في المنطقة. وقد عبرت قطر عن إدانتها الشديدة لهذا الهجوم، معتبرة إياه انتهاكًا صارخًا لسيادتها ومجالها الجوي، فضلاً عن كونه خرقًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. تؤكد الدوحة على حقها في الرد على هذا الانتهاك بما يتوافق مع القوانين والأعراف الدولية، مشددة على أهمية الحفاظ على أمنها واستقرارها.
إدانة قطرية للهجوم الصاروخي
أكدت وزارة الخارجية القطرية، في بيان لها، أن استدعاء السفير الإيراني يأتي في سياق التعبير عن الرفض القاطع لأي عمل يهدد سيادة الدولة أو يعرض أمنها للخطر. وقد جدد وزير الدولة للشؤون الخارجية، سلطان بن سعد المريخي، خلال لقائه بالسفير الإيراني، إدانة قطر الشديدة للهجوم الذي استهدف قاعدة العديد الجوية من قبل الحرس الثوري الإيراني. وأوضح المريخي أن هذا العمل يتنافى تمامًا مع مبادئ حسن الجوار والعلاقات الوثيقة التي تربط قطر بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، خاصة وأن قطر كانت دائمًا من دعاة الحوار والتسوية السلمية للخلافات.
دعوة إلى الحوار ووقف التصعيد
شدد وزير الدولة للشؤون الخارجية على ضرورة العودة الفورية إلى الحوار والمسارات الدبلوماسية لحل الخلافات والقضايا العالقة، وتجنب التصعيد الذي قد يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة. كما دعا إلى إيقاف العمليات العسكرية والتركيز على الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تعزيز الاستقرار إقليميًا ودوليًا. تأتي هذه الدعوة في ظل قلق متزايد بشأن تداعيات التصعيد العسكري على الأمن والسلم الإقليميين، وحرص قطر على المساهمة في إيجاد حلول سلمية للأزمات القائمة.
ردود فعل إيرانية وتوضيحات
من جانبها، ذكرت القوات المسلحة الإيرانية، مساء الاثنين، أنها نفذت هجومًا بالصواريخ على قاعدة العديد الأمريكية في قطر، وذلك ردًا على ما وصفته بـ "العدوان" الأمريكي ضد المنشآت والمواقع النووية الإيرانية. وأضافت أن عدد الصواريخ التي أطلقتها "يعادل عدد القنابل التي استخدمتها الولايات المتحدة في مهاجمة منشآت إيران النووية". وفي محاولة لتهدئة المخاوف القطرية، أشار المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني إلى أن هذا التحرك لا يشكل أي تهديد لدولة قطر الشقيقة والصديقة. إلا أن الدوحة أكدت اعتراض الهجوم الصاروخي "بنجاح"، مما يعكس حرصها على حماية أراضيها ومواطنيها.
موقف قطر الثابت
يذكر أن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري، كان قد أعرب عن إدانة دولة قطر الشديدة للهجوم الذي استهدف قاعدة العديد الجوية من قبل الحرس الثوري الإيراني، واعتبره انتهاكًا صارخًا لسيادة دولة قطر ومجالها الجوي، وللقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وأكد الأنصاري أن دولة قطر تحتفظ بحق الرد المباشر بما يتناسب مع شكل وحجم هذا الاعتداء السافر وبما يتوافق مع القانون الدولي. يعكس هذا الموقف الثابت التزام قطر بالدفاع عن سيادتها وحماية مصالحها الوطنية، مع التأكيد على أهمية الالتزام بالقانون الدولي والأعراف الدبلوماسية في التعامل مع الأزمات الإقليمية.