مع إشراقة شمس يوم الثلاثاء الموافق 24 يونيو 2025، نستقبل يوماً جديداً حافلاً بالآمال والتحديات.
وكما تعودنا، نبدأ يومنا بذكر الله تعالى، والتوجه إليه بالدعاء والتضرع، مستمدين منه العون والتوفيق.
فأذكار الصباح هي بمثابة الدرع الواقي الذي يحمينا من شرور الدنيا، وهي النور الذي يضيء لنا طريقنا، وهي الزاد الذي يمدنا بالطاقة الإيجابية والسكينة.
إنها لحظات مباركة نتصل فيها بخالقنا، ونعبر عن امتناننا له على نعمه التي لا تحصى، ونستودعه أنفسنا وأهلنا وأحبابنا، سائلين إياه أن يحفظنا من كل سوء ومكروه.
فلنجعل من أذكار الصباح عادة يومية لا نتخلف عنها، لننعم ببركتها وخيرها في كل لحظة من لحظات حياتنا.
فضل أذكار الصباح من السنة النبوية
تتجلى أهمية أذكار الصباح في الأحاديث النبوية الشريفة التي تحثنا على المواظبة عليها، وتذكر لنا فضلها العظيم.
فقد روى أبو داود والترمذي والنسائي عن عبد الله بن خبيب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شىء".
وهذا الحديث يدل على أن قراءة هذه السور المباركة في الصباح والمساء تحمي المسلم من كل شر، وتكفيه هموم الدنيا والآخرة.
كما روى أبو داود والترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا أصبح: "اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النشور".
وهذا الدعاء يعبر عن اعتراف المسلم بفضل الله عليه، وتوكله عليه في كل شؤونه، وإيمانه باليوم الآخر.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا كان في سفر وأسحر يقول: "سمع سامع بحمد الله وحسن بلائه علينا، ربنا صاحبنا ، وأفضل علينا، عائذا بالله من النار".
وهذا الذكر يدل على شكر المسلم لله على نعمه، والاعتراف بفضله، والاستعاذة به من النار.
أمثلة من أذكار الصباح المأثورة
هناك العديد من الأذكار والأدعية التي وردت في السنة النبوية، والتي يستحب للمسلم أن يواظب عليها في الصباح.
ومن هذه الأذكار: "بسم الله الذى لا يضر مع اسمه شيء فى الأرض ولا فى السماء، وهو السميع العليم" (ثلاث مرات).
وهذا الذكر يحمي المسلم من كل ضرر، ويحفظه من كل سوء.
و"أصبحنا على فطرة الإسلام، وكلمة الإخلاص، ودين نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- وملة أبينا إبراهيم، حنيفا مسلما، وما كان من المشركين".
وهذا الذكر يعبر عن تمسك المسلم بالإسلام، واعتزازه بدينه، وولائه لله ورسوله.
و"أصبحنا وأصبح الملك لله، والحمد لله، أسألك من خير هذا اليوم ومن خير ما فيه وخير ما بعده، وأعوذ بك من الكسل والهرم وسوء العمر وفتنة الدجال وعذاب القبر".
وهذا الدعاء يتضمن سؤال الله الخير، والاستعاذة به من الشر، والتضرع إليه بأن يحفظ المسلم من كل مكروه.
و"اللهم إنى أسألك العفو والعافية فى الدنيا والآخرة، اللهم إنى أسألك العفو والعافية فى دينى ودنياى وأهلى ومالى، اللهم استر عوراتى وآمن روعاتى، واحفظنى من بين يدى ومن خلفى وعن يمينى وعن شمالى ومن فوقى، وأعوذ بك أن أغتال من تحتي".
وهذا الدعاء يتضمن سؤال الله العفو والعافية، والستر والأمان، والحفظ والرعاية.
و"رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا".
وهذا الذكر يعبر عن رضا المسلم بالله، ورضاه بالإسلام، ورضاه بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
و"يا حى يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لى شأنى كله، ولا تكلنى إلى نفسى طرفة عين أبدا".
وهذا الدعاء يتضمن سؤال الله الرحمة، وإصلاح الحال، وعدم الاعتماد على النفس.
و"لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير".
وهذا الذكر يعبر عن توحيد الله، والاعتراف بملكه، والثناء عليه.
و"اللهم إنى أسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا".
وهذا الدعاء يتضمن سؤال الله العلم النافع، والرزق الحلال، والعمل الصالح. و"اللهم أنت ربى لا إله إلا أنت خلقتنى وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك على وأبوء بذنبى فاغفر لى فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت".
وهذا الدعاء يتضمن الاعتراف بربوبية الله، والاعتراف بالعبودية لله، والاعتراف بالنعمة والذنب، وسؤال الله المغفرة.
و"حسبى الله لا إلٰه إلا هو ۖ عليه توكلت ۖ وهو رب العرش العظيم" (سبع مرات).
وهذا الذكر يتضمن التوكل على الله، والاعتماد عليه، والاعتراف بربوبيته.
و"سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله مداد كلماته، (ثلاث مرات)".
وهذا الذكر يتضمن تسبيح الله، والثناء عليه، والاعتراف بعظمته.
كيف نجعل أذكار الصباح جزءاً من حياتنا اليومية؟
لكي نجعل أذكار الصباح جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، يجب علينا أن نتبع بعض الخطوات العملية التي تساعدنا على ذلك.
أولاً، يجب علينا أن نخصص وقتاً محدداً في الصباح لقراءة الأذكار، وليكن ذلك بعد صلاة الفجر مباشرة، أو قبل البدء في أي عمل آخر.
ثانياً، يجب علينا أن نختار مكاناً هادئاً ومناسباً لقراءة الأذكار، لكي نتمكن من التركيز والتأمل في معانيها.
ثالثاً، يجب علينا أن نحرص على فهم معاني الأذكار التي نقرأها، لكي نتمكن من استشعارها والتفاعل معها.
رابعاً، يجب علينا أن ننوع في الأذكار التي نقرأها، لكي لا نشعر بالملل أو الرتابة.
خامساً، يجب علينا أن نشجع أنفسنا وأهلنا وأصدقائنا على قراءة الأذكار، لكي نعمم الخير والفائدة.
سادساً، يجب علينا أن نستعين ببعض التطبيقات أو الكتب التي تحتوي على أذكار الصباح، لكي تسهل علينا عملية القراءة والحفظ.
سابعاً، يجب علينا أن نثق بأن الله سيوفقنا ويعيننا على المواظبة على أذكار الصباح، إذا صدقت نيتنا وعزمنا على ذلك.
أثر أذكار الصباح على حياتنا
إن لأذكار الصباح أثراً عظيماً على حياتنا، فهي تزيد من إيماننا بالله، وتقوي صلتنا به، وتزكي نفوسنا، وتطهر قلوبنا، وتوسع صدورنا، وتيسر أمورنا، وتفرج همومنا، وتذهب غمومنا، وتحفظنا من الشرور، وتحمينا من المكاره، وتزيد في رزقنا، وتبارك في أعمالنا، وتجعلنا أكثر سعادة ورضا في حياتنا.
فالأذكار هي بمثابة الغذاء الروحي الذي يغذي أرواحنا، ويقوي عزائمنا، ويثبت أقدامنا، ويجعلنا أكثر قدرة على مواجهة تحديات الحياة.
وهي بمثابة الدواء الذي يشفي أمراض قلوبنا، ويذهب أدران نفوسنا، ويجعلنا أكثر صحة وعافية.
وهي بمثابة النور الذي يضيء لنا طريقنا، ويهدينا إلى الصراط المستقيم، ويجعلنا أكثر استقامة وهداية.
فلنجعل من أذكار الصباح عادة يومية لا نتخلف عنها، لننعم ببركتها وخيرها في كل لحظة من لحظات حياتنا، ولنحظى برضا الله ومحبته.
أذكار الصباح كاملة: اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور.
بسم الله الذى لا يضر مع اسمه شيء فى الأرض ولا فى السماء، وهو السميع العليم» (ثلاث مرات).
أصبحنا على فطرة الإسلام، وكلمة الإخلاص، ودين نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- وملة أبينا إبراهيم، حنيفا مسلما، وما كان من المشركين.
أصبحنا وأصبح الملك لله، والحمد لله، أسألك من خير هذا اليوم ومن خير ما فيه وخير ما بعده، وأعوذ بك من الكسل والهرم وسوء العمر وفتنة الدجال وعذاب القبر.
اللهم إنى أسألك العفو والعافية فى الدنيا والآخرة، اللهم إنى أسألك العفو والعافية فى دينى ودنياى وأهلى ومالى، اللهم استر عوراتى وآمن روعاتى، واحفظنى من بين يدى ومن خلفى وعن يمينى وعن شمالى ومن فوقى، وأعوذ بك أن أغتال من تحتي.
رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا.
يا حى يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لى شأنى كله، ولا تكلنى إلى نفسى طرفة عين أبدا.
لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
اللهم إنى أسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا.
اللهم أنت ربى لا إله إلا أنت خلقتنى وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك على وأبوء بذنبى فاغفر لى فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
حسبى الله لا إلٰه إلا هو ۖ عليه توكلت ۖ وهو رب العرش العظيم (سبع مرات).
سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله مداد كلماته، (ثلاث مرات).