"واشنطن بوست": نتنياهو خطط للهجوم على إيران منذ إدارة بايدن
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير لها أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان يضع خططاً محتملة لشن هجوم على إيران منذ بداية إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن. يأتي هذا في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والقلق الدولي بشأن برنامج إيران النووي. ووفقًا لمصادر لم يتم الكشف عنها في التقرير، فإن هذه الخطط لم تكن مجرد رد فعل على الأحداث الجارية، بل كانت جزءًا من استراتيجية أوسع نطاقًا تهدف إلى مواجهة ما تعتبره إسرائيل تهديدًا وجوديًا. التركيز الرئيسي لهذه الخطط كان على تعطيل أو تدمير البنية التحتية النووية الإيرانية، مما يمنع طهران من تطوير أسلحة نووية، وهو هدف أعلنه نتنياهو مرارًا وتكرارًا على مر السنين. ومع ذلك، فإن مثل هذه الخطوة تحمل مخاطر جسيمة، بما في ذلك رد فعل إيراني محتمل، وتصعيد إقليمي واسع النطاق، وعواقب اقتصادية عالمية.
الخلفية الجيوسياسية المعقدة
تأتي هذه التقارير في سياق جيوسياسي معقد للغاية. فمن ناحية، هناك جهود دولية مستمرة لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، المعروف رسميًا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA). ومع ذلك، فقد تعثرت هذه الجهود مرارًا وتكرارًا بسبب الخلافات حول شروط الاتفاق، ومطالب إيران برفع العقوبات، ومخاوف إسرائيل من أن الاتفاق لا يكفي لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية. من ناحية أخرى، هناك تحالفات إقليمية ناشئة، مثل اتفاقيات إبراهيم، التي تهدف إلى تعزيز العلاقات بين إسرائيل وبعض الدول العربية. هذه التحالفات يمكن أن تغير ميزان القوى في المنطقة وتؤثر على حسابات إسرائيل فيما يتعلق بإيران. إسرائيل تعتبر إيران أكبر تهديد لأمنها القومي، وتتهمها بدعم الجماعات المسلحة في المنطقة، والسعي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة. إيران تنفي هذه الاتهامات، وتؤكد أن برنامجها النووي سلمي تمامًا.
التحديات الاستراتيجية واللوجستية
إن شن هجوم على إيران يمثل تحديًا استراتيجيًا ولوجستيًا كبيرًا لإسرائيل. فإيران دولة كبيرة ذات دفاعات جوية قوية، ومواقعها النووية منتشرة في جميع أنحاء البلاد، والعديد منها مدفون تحت الأرض. أي هجوم سيحتاج إلى تخطيط دقيق وتنفيذ دقيق، وسيتطلب استخدام مجموعة واسعة من القدرات العسكرية، بما في ذلك الطائرات المقاتلة، والصواريخ، والعمليات الخاصة. بالإضافة إلى ذلك، يجب على إسرائيل أن تأخذ في الاعتبار رد فعل إيران المحتمل، والذي يمكن أن يشمل هجمات صاروخية على إسرائيل، وهجمات إلكترونية، وهجمات من قبل الجماعات المسلحة التابعة لإيران في المنطقة. كما يجب على إسرائيل أن تأخذ في الاعتبار رد فعل المجتمع الدولي، والذي يمكن أن يتراوح بين الإدانة الدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية.
ردود الفعل المحتملة وتداعيات إقليمية
إن احتمال شن إسرائيل هجومًا على إيران يثير قلقًا كبيرًا في المنطقة وخارجها. فالعديد من الدول تخشى أن يؤدي مثل هذا الهجوم إلى تصعيد إقليمي واسع النطاق، وحرب شاملة يمكن أن تجر إليها دولًا أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة. كما أن هناك مخاوف من أن يؤدي الهجوم إلى تعطيل إمدادات النفط العالمية، وارتفاع أسعار النفط، وتقويض الاقتصاد العالمي. بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف من أن يؤدي الهجوم إلى انتشار الأسلحة النووية في المنطقة، حيث قد تسعى دول أخرى إلى تطوير أسلحة نووية لحماية نفسها من إيران. إن التداعيات الإقليمية المحتملة للهجوم كبيرة للغاية، وتتطلب دراسة متأنية من قبل جميع الأطراف المعنية.
الخلاصة والآفاق المستقبلية
في الختام، فإن التقارير التي تفيد بأن نتنياهو كان يخطط لشن هجوم على إيران منذ بداية إدارة بايدن تثير تساؤلات مهمة حول مستقبل العلاقات الإسرائيلية الإيرانية، والاستقرار الإقليمي، والجهود الدولية لمنع انتشار الأسلحة النووية. يبقى أن نرى ما إذا كانت هذه الخطط ستتحقق، وما إذا كان سيتم إيجاد حل دبلوماسي للأزمة الإيرانية. ومع ذلك، فمن الواضح أن الوضع متوتر للغاية، وأن هناك حاجة إلى الحكمة وضبط النفس من قبل جميع الأطراف المعنية لتجنب كارثة إقليمية.