أعلنت وزارة الداخلية السورية، وفقًا لقناة القاهرة الإخبارية، أن الانتحاري الذي فجر نفسه في كنيسة مار إلياس بمنطقة الدويلعة شرق العاصمة دمشق كان عضوًا في تنظيم داعش الإرهابي. يأتي هذا الإعلان بعد ساعات من وقوع الانفجار الذي هز المنطقة وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى، مما أثار حالة من الذعر والقلق بين السكان المحليين والمجتمع الدولي على حد سواء. وتُعد هذه العملية بمثابة تصعيد خطير في الأنشطة الإرهابية التي تشهدها سوريا، وتُلقي بظلالها على جهود تحقيق الاستقرار والسلام في البلاد.
وذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن الانفجار وقع أثناء إقامة قداس في الكنيسة، حيث قام الانتحاري بتفجير حزام ناسف كان يرتديه وسط المصلين. وأشارت وسائل إعلام سورية إلى أن الحصيلة الأولية للضحايا تشير إلى مقتل مدني وإصابة آخرين. وقد أفاد شهود عيان لوكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء بأن الانتحاري أطلق النار على عدد من المدنيين قبل أن يفجر نفسه، مما زاد من عدد الضحايا وإصاباتهم. وتُظهر هذه التفاصيل الوحشية التي صاحبت الهجوم مدى إصرار التنظيمات الإرهابية على استهداف المدنيين الأبرياء وزعزعة الأمن والاستقرار في سوريا.
إن تبني تنظيم داعش لهذه العملية الإرهابية يثير تساؤلات حول قدرة التنظيم على إعادة تنظيم صفوفه وتجنيد عناصر جديدة، على الرغم من الضربات التي تلقاها من قبل القوات الحكومية السورية والتحالف الدولي. ويُشير هذا التطور إلى أن التنظيم لا يزال يمثل تهديدًا حقيقيًا للأمن والاستقرار في سوريا والمنطقة، ويتطلب تضافر الجهود الدولية لمكافحته والقضاء عليه بشكل نهائي. كما يُسلط الضوء على أهمية تعزيز الإجراءات الأمنية في المناطق التي شهدت عمليات إرهابية في السابق، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الأبرياء.
وتأتي هذه العملية الإرهابية في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والدولية، حيث تشهد المنطقة سلسلة من الأحداث المتسارعة، بما في ذلك التوترات بين إيران وإسرائيل، والاتهامات الموجهة لفرنسا وبريطانيا بالمشاركة في ضربات على إيران. وقد دعت روسيا إلى وقف فوري للأعمال العدائية من جانب إسرائيل وأمريكا ضد إيران، في محاولة لتهدئة الأوضاع ومنع المزيد من التصعيد. وفي هذا السياق، يُنظر إلى الهجوم على الكنيسة في دمشق على أنه محاولة لزعزعة الاستقرار في سوريا وإشعال الفتنة الطائفية، واستغلال التوترات الإقليمية لتحقيق أهداف سياسية وأيديولوجية.
ختامًا، يُعد التفجير الانتحاري الذي استهدف كنيسة مار إلياس في دمشق بمثابة تذكير مؤلم بالتهديد المستمر الذي تمثله التنظيمات الإرهابية للأمن والاستقرار في سوريا والمنطقة. ويتطلب هذا الهجوم استجابة حازمة من المجتمع الدولي، من خلال تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وتجفيف منابع تمويل التنظيمات الإرهابية، وتوفير الدعم الإنساني للضحايا والمتضررين من هذه العمليات. كما يُشدد على أهمية تعزيز الوحدة الوطنية والتسامح الديني في سوريا، ومواجهة خطاب الكراهية والتطرف الذي يغذي الإرهاب والعنف.