أكدت وزارة الحج والعمرة السعودية على أهمية التزام زوار المسجد النبوي بمجموعة من الآداب الشرعية التي تعزز من روحانية الزيارة وتحافظ على قدسية المكان. تأتي هذه التوجيهات في إطار حرص الوزارة على توفير تجربة إيمانية متميزة لجميع الزائرين، بما يتماشى مع التعاليم الإسلامية السمحة. ومن بين الآداب التي شددت عليها الوزارة، ضرورة التحلي بالسكينة والوقار طوال فترة الزيارة، والتقيد الكامل بالتعليمات الصادرة من الجهات المختصة داخل المسجد النبوي.
هذه التعليمات تهدف إلى تنظيم حركة الزائرين وتسهيل أدائهم للعبادات والنسك بكل يسر وسهولة، مع الحفاظ على النظام العام ومنع أي سلوكيات قد تعكر صفو الأجواء الروحانية. كما نصحت الوزارة الزوار بالدخول إلى المسجد النبوي بالرجل اليمنى مع قراءة دعاء الدخول المأثور، وهو سنة نبوية مستحبة تعبر عن احترام الزائر للمكان وتضرعه إلى الله أن يفتح له أبواب رحمته. بالإضافة إلى ذلك، حثت الوزارة على خفض الصوت داخل المسجد النبوي، وتجنب رفع الأصوات أو الحديث بصوت عالي، وذلك احترامًا للمصلين والمعتكفين، وتوفيرًا لبيئة هادئة تساعد على الخشوع والتأمل.المحافظة على الوقار في التصرفات والحركة داخل المسجد النبوي تعتبر أيضًا من الآداب الهامة التي أكدت عليها الوزارة، حيث يجب على الزائر أن يتجنب الحركات العبثية أو اللهو، وأن يحرص على أن تكون جميع تصرفاته وسكناته معبرة عن الاحترام والتقدير للمكان.
السلام على النبي محمد وصاحبيه
من أبرز الآداب التي دعت إليها وزارة الحج والعمرة، السلام على النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبيه أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما عند المرور بالمواجهة الشريفة. يعتبر هذا السلام من السنن المؤكدة التي يحرص عليها الزوار، وهو تعبير عن محبتهم وتوقيرهم للنبي صلى الله عليه وسلم ولصحابته الكرام. كما أوصت الوزارة بتقديم القدم اليسرى عند الخروج من المسجد النبوي، وقراءة دعاء الخروج، اقتداءً بالسنة النبوية المطهرة.
هذه السنن والأدعية تعكس حرص الإسلام على تعليم المسلمين كيفية التعامل مع المساجد وبيوت الله، وتذكيرهم بأهمية ذكر الله في كل الأحوال والأوقات. وأكدت الوزارة أن هذه التوجيهات تأتي في إطار جهودها المستمرة للتوعية والإرشاد، بهدف ضمان أداء الزوار لعباداتهم ونسكهم في المسجد النبوي بما يتوافق مع التعاليم الشرعية، ويسهم في تهيئة أجواء من الخشوع والطمأنينة داخل أروقة المسجد. وتسعى الوزارة من خلال هذه التوجيهات إلى تعزيز الوعي الديني لدى الزوار، وتذكيرهم بأهمية الالتزام بالآداب الإسلامية في كل مكان وزمان، وخاصة في الأماكن المقدسة التي تتطلب مزيدًا من الاحترام والتقدير.
تسهيل الوصول والتنقل: خدمة "اسألني" تتجاوز المليون مستفيد
في سياق متصل، أكدت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي على الدور المحوري الذي تلعبه الخدمات الإرشادية في تسهيل تجربة الزوار والمعتمرين. وكشفت الهيئة عن أن عدد المستفيدين من خدمة الإرشاد المكاني "اسألني" خلال موسم الحج الأخير قد تجاوز مليون و200 ألف مستفيد. يعكس هذا الرقم الضخم مدى الإقبال على هذه الخدمة وأهميتها في مساعدة الزوار على الوصول إلى وجهاتهم المطلوبة داخل المسجد الحرام بكل يسر وسهولة. تهدف خدمة "اسألني" إلى توفير معلومات دقيقة وشاملة للزوار حول مواقع الشعائر الدينية والمعالم الرئيسية داخل المسجد الحرام، مثل صحن المطاف ومبنى المسعى.
كما تساعد الخدمة الزوار على تحديد كيفية الوصول إلى هذه المواقع عبر مسارات حركة مباشرة، مما يوفر عليهم الوقت والجهد ويقلل من احتمالية الضياع أو التوهان. وتعتمد الخدمة على تقنيات حديثة ومتطورة، بما في ذلك الخرائط التفاعلية الرقمية، التي تتيح للزوار تحديد مواقعهم الفعلية وتحديد وجهاتهم المطلوبة بكل دقة. وتتوفر هذه الخرائط بعدة لغات مختلفة، لتلبية احتياجات الزوار من مختلف الجنسيات والخلفيات الثقافية.
الخريطة التفاعلية الرقمية للإرشاد المكاني: دليل شامل للخدمات
تتيح "الخريطة التفاعلية الرقمية للإرشاد المكاني" للزوار التعرف على مواقع الخدمات المختلفة المتوفرة في المسجد الحرام، مثل مكاتب الإرشاد، ومواقع توزيع العربات، ومكاتب المفقودات، ومواقع رعاية التائهين، إضافة إلى المراكز الصحية. هذه المعلومات تساعد الزوار على الوصول إلى الخدمات التي يحتاجونها بسرعة وسهولة، وتضمن حصولهم على الرعاية والدعم اللازمين. وتعتبر هذه الخدمة جزءًا من جهود الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لتطوير منظومة الخدمات المقدمة للزوار والمعتمرين، وتحسين تجربتهم في الحرمين الشريفين.
وتسعى الهيئة باستمرار إلى إطلاق مبادرات جديدة وتقديم خدمات مبتكرة تلبي احتياجات الزوار وتساهم في توفير بيئة مريحة وآمنة لهم. إن توفير خدمات إرشادية متطورة وفعالة يعتبر من الأولويات الرئيسية للهيئة، حيث تدرك الهيئة أهمية مساعدة الزوار على أداء مناسكهم وعباداتهم بكل يسر وسهولة، وتمكينهم من الاستفادة القصوى من تجربتهم في الحرمين الشريفين.
جهود مستمرة لتطوير الخدمات وتوعية الزوار
تتواصل جهود وزارة الحج والعمرة والهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في تطوير الخدمات المقدمة لزوار الحرمين الشريفين، وتوعيتهم بالآداب الشرعية التي يجب الالتزام بها أثناء الزيارة. وتهدف هذه الجهود إلى توفير تجربة إيمانية متميزة لجميع الزوار، وتمكينهم من أداء مناسكهم وعباداتهم بكل يسر وسهولة، مع الحفاظ على قدسية المكان واحترام تعاليم الدين الإسلامي الحنيف. وتعتمد هذه الجهود على أحدث التقنيات والأساليب المبتكرة، وتستند إلى دراسات مستفيضة لاحتياجات الزوار وتطلعاتهم.
وتسعى الوزارة والهيئة إلى تحقيق التكامل والتنسيق بين جميع الجهات المعنية بخدمة الحجاج والمعتمرين، لضمان تقديم أفضل الخدمات الممكنة وتوفير بيئة مريحة وآمنة للجميع. إن الاهتمام بزوار الحرمين الشريفين وتلبية احتياجاتهم يعتبر من أهم المسؤوليات التي تقع على عاتق المملكة العربية السعودية، وتسعى المملكة جاهدة إلى القيام بهذه المسؤولية على أكمل وجه، من خلال توفير كافة الإمكانات والموارد اللازمة لخدمة ضيوف الرحمن.