تتواصل الجهود الحثيثة من قبل الجهات المعنية في المملكة العربية السعودية لتنظيم مغادرة الحجاج الإيرانيين بعد انتهاء مناسك الحج. يأتي هذا في إطار التنسيق المشترك بين مختلف الجهات السعودية المختصة لضمان سلاسة الإجراءات وتيسير عملية تفويج الحجاج، مع الحرص على توفير أقصى درجات الراحة والأمان لهم خلال مرحلة المغادرة. وتعكس هذه الجهود التزام المملكة بتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، امتدادًا لما حظوا به من رعاية وعناية فائقة طوال فترة إقامتهم في المشاعر المقدسة. إن تنظيم عملية مغادرة الحجاج بهذا الشكل المنظم يعكس الخبرة المتراكمة لدى المملكة في إدارة الحشود الكبيرة وتوفير بيئة آمنة ومريحة لهم.

 

رحلات جوية مكثفة عبر مطار الملك عبد العزيز الدولي

 

في إطار هذه الجهود، يتم تسيير ست رحلات جوية يوميًا من مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة إلى مطار عرعر. تهدف هذه الرحلات إلى نقل الحجاج الإيرانيين إلى منطقة قريبة من منفذ عرعر البري، تمهيدًا لعودتهم إلى بلادهم عبر هذا المنفذ. ويعد مطار الملك عبد العزيز الدولي مركزًا حيويًا لعمليات التفويج، حيث يتميز بتجهيزات متطورة وقدرة استيعابية عالية، مما يساهم في تسريع وتيرة نقل الحجاج وتخفيف الازدحام. وتشمل هذه التجهيزات صالات انتظار واسعة، ومكاتب لإنهاء إجراءات السفر، ومناطق مخصصة لتحميل الأمتعة، بالإضافة إلى فرق عمل مدربة ومؤهلة للتعامل مع الحشود الكبيرة بكفاءة عالية. كما يتم توفير خدمات إضافية مثل الترجمة والإرشاد والتوعية لضمان راحة الحجاج وتلبية احتياجاتهم

 

العودة عبر منفذ عرعر البري

 

بعد وصول الحجاج الإيرانيين إلى مطار عرعر، يتم نقلهم براً عبر منفذ عرعر البري، حيث يتم استكمال إجراءات العودة إلى بلادهم. يعد منفذ عرعر البري نقطة عبور رئيسية بين المملكة العربية السعودية وإيران، وقد تم تجهيزه بأحدث التقنيات والمرافق لضمان انسيابية حركة المسافرين والبضائع. وتشمل هذه المرافق مكاتب للجوازات والجمارك، ومناطق تفتيش، وصالات انتظار مكيفة، بالإضافة إلى خدمات طبية وأمنية. وتعمل الجهات المختصة في المنفذ على مدار الساعة لتقديم أفضل الخدمات للحجاج وتسهيل إجراءات عبورهم، مع الحرص على تطبيق أعلى معايير الأمن والسلامة. كما يتم توفير الدعم اللوجستي اللازم لنقل أمتعة الحجاج وتوفير وسائل النقل المناسبة لهم.

 

انضباط عالٍ وتنسيق متكامل

 

تتميز عمليات التفويج بانضباط عالٍ وتنسيق متكامل بين مختلف الجهات الأمنية والخدمية المشاركة. يتم تنفيذ العمليات وفق جدول زمني دقيق ومحدد، مع الحرص على الالتزام بالمواعيد المحددة لتجنب أي تأخير أو ازدحام. وتتولى الجهات الأمنية مسؤولية حفظ الأمن والنظام وتأمين سلامة الحجاج، بينما تتولى الجهات الخدمية مسؤولية توفير الخدمات اللوجستية والإدارية اللازمة. ويتم التنسيق بين هذه الجهات من خلال غرفة عمليات مركزية تعمل على مدار الساعة لمتابعة سير العمليات وتذليل أي عقبات قد تواجهها. ويساهم هذا التنسيق المتكامل في ضمان سلاسة العمليات وسرعة إنجازها، مما يعكس الكفاءة العالية التي تتمتع بها الجهات السعودية في إدارة الحشود الكبيرة.

 

توفير أقصى درجات الراحة والتيسير لضيوف الرحمن

 

تأتي هذه الجهود المكثفة في إطار حرص المملكة العربية السعودية على توفير أقصى درجات الراحة والتيسير لضيوف الرحمن خلال مرحلة مغادرتهم، امتدادًا لما حظوا به من عناية وخدمة طوال فترة وجودهم في المشاعر المقدسة. وتؤكد المملكة على التزامها بتقديم أفضل الخدمات للحجاج والمعتمرين والزوار، وتوفير بيئة آمنة ومريحة لهم لأداء مناسكهم بكل يسر وسهولة. وتعتبر خدمة الحجاج شرفًا عظيمًا تتشرف به المملكة، وتسخر له كافة إمكاناتها ومواردها. وتسعى المملكة باستمرار إلى تطوير وتحسين الخدمات المقدمة للحجاج، من خلال الاستثمار في البنية التحتية وتدريب الكوادر البشرية وتطبيق أحدث التقنيات. وتأمل المملكة أن يعود الحجاج إلى بلادهم سالمين غانمين، وأن يحملوا معهم أجمل الذكريات عن رحلتهم الإيمانية.