أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف السابق، أن الغش في الامتحانات، سواء كان ذلك بمباشرة الفعل أو المساعدة عليه أو حتى غض الطرف عنه، يمثل جريمة شرعية ووطنية ذات أبعاد خطيرة، تصل إلى حد هدم الأجيال. هذا التصريح، الذي صدر في 21 يونيو 2025، يسلط الضوء على خطورة هذه الظاهرة وتأثيراتها السلبية على الفرد والمجتمع ككل. فالغش ليس مجرد مخالفة لقواعد الامتحان، بل هو انتهاك للقيم الأخلاقية والدينية، وتقويض لأسس العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص.

 

دار الإفتاء: الغش في الامتحانات حرامٌ شرعًا

لم يقتصر التحذير من الغش على وزير الأوقاف السابق، بل أكدت دار الإفتاء المصرية، عبر موقعها الرسمي، أن الغش في الامتحانات حرامٌ شرعًا. وأوضحت الفتوى أن الحرمة تشمل جميع المواد الدراسية، سواء كانت أساسية أو تكميلية. كما أكدت أن كل من يعين غيره على الغش، سواء بالمساعدة المباشرة أو بالتلقين أو بالتقاعس عن أداء واجب الرقابة، يعتبر آثمًا ومعتديًا على حقوق الآخرين. هذا التأكيد من دار الإفتاء يعكس الإجماع الديني على تحريم الغش واعتباره سلوكًا منافيًا للقيم الإسلامية.

 

إن الطالب الذي يلجأ إلى الغش في الامتحانات يرتكب عدة مخالفات شرعية وأخلاقية. فهو أولًا يظلم نفسه، لأنه يرتكب عملًا محظورًا شرعًا يستوجب الإثم. وثانيًا، يسعى لأخذ حق ليس له، حيث يختلس مجهود زملائه وإجاباتهم دون علمهم أو رضاهم. وثالثًا، يتعدى على حقوق من يستحقون التقدم عليه في الترتيب بناءً على تفوقهم وجهدهم في التحصيل العلمي. ورابعًا، يشارك المراقب الذي يسهل له الغش في الإثم، لأنه يتعاون معه على فعل محرم. وبالتالي، فإن الغش في الامتحانات يمثل سلسلة من المخالفات التي تؤثر سلبًا على الفرد والمجتمع.

 

إن خطورة الغش لا تقتصر على الجانب الديني والأخلاقي، بل تمتد إلى الجانب الوطني والاقتصادي. فالأجيال التي تعتمد على الغش في التحصيل العلمي لا يمكن أن تساهم بفاعلية في بناء الوطن وتقدمه. فالغش يفرز خريجين غير مؤهلين وغير قادرين على تحمل المسؤولية في مجالات عملهم المختلفة. وهذا يؤدي إلى تدهور مستوى الأداء في المؤسسات والشركات، وإلى ضعف القدرة التنافسية للاقتصاد الوطني. بالإضافة إلى ذلك، فإن الغش يشجع على الفساد والمحسوبية، ويقوض أسس العدالة والمساواة في المجتمع.

 

ختامًا، يجب على جميع أفراد المجتمع، من طلاب وأولياء أمور ومعلمين ومسؤولين، أن يتكاتفوا لمكافحة ظاهرة الغش في الامتحانات. يجب على الطلاب أن يحرصوا على الاجتهاد في التحصيل العلمي، وأن يتحلوا بالصدق والأمانة والإخلاص. ويجب على أولياء الأمور أن يربوا أبناءهم على القيم الأخلاقية والدينية، وأن يشجعوهم على التفوق والتميز.

 

ويجب على المعلمين أن يؤدوا واجبهم في الرقابة على الامتحانات، وأن يحرصوا على تطبيق العدالة والمساواة بين الطلاب. ويجب على المسؤولين أن يتخذوا الإجراءات اللازمة لمكافحة الغش، وأن يفرضوا العقوبات الرادعة على المخالفين. إن مكافحة الغش هي مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود من أجل بناء مجتمع قوي ومزدهر.