مع كل جمعة، يتجدد الأمل في قلوب المسلمين، وتتعلق الأنفس بساعة الاستجابة، تلك اللحظات المباركة التي يتضاعف فيها الرجاء، ويعظم فيها الثواب. يسعى المؤمنون جاهدين لاقتناص هذه الساعة الفاضلة، متمسكين بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في إحياء أوقات الذكر والدعاء، وتلاوة آيات القرآن الكريم، والتضرع إلى الله عز وجل. ففي يوم الجمعة، تتنزل الرحمات، وتفتح أبواب السماء، وتستجاب الدعوات، لمن أخلص النية، وأحسن العمل، وتوجه إلى الله بقلب خاشع منيب.

 

توقيتات استجابة الدعاء في يوم الجمعة

 

ينتاب الكثير من المسلمين حالة من التساؤل والبحث عن التوقيت الأمثل لساعة الاستجابة في يوم الجمعة. وقد أوضح الداعية مصطفى حسني، في مقطع فيديو له، تفسيرات الأئمة الثلاثة لأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي أشارت إلى هذه الساعة المباركة التي لا يرد فيها الدعاء. وأشار إلى ثلاثة توقيتات يُرجى فيها استجابة الدعاء:

 

  • من وقت صعود الإمام لصلاة الجمعة وحتى آخر الصلاة: هذا الوقت المبارك يتزامن مع خطبة الجمعة والصلاة، وهي فرصة عظيمة للدعاء والتضرع إلى الله.
  • من الوقت بعد صلاة العصر: يعتبر هذا الوقت من أوقات الصفاء والهدوء، حيث يتهيأ المسلم لاستقبال غروب الشمس، ويدعو الله بما يشاء.
  • الساعة الأخيرة قبل صلاة المغرب: وهي آخر ساعة من نهار الجمعة، وتعتبر من أفضل أوقات الدعاء والاستغفار.

وقد وردت أحاديث نبوية شريفة تؤكد أن يوم الجمعة فيه ساعة لا يرد فيها الدعاء، إلا أن ألفاظ هذه الأحاديث اختلفت، مما أدى إلى اختلاف العلماء في تحديد هذه الساعة. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ لَسَاعَةً، لَا يُوَافِقُهَا مُسْلِمٌ، يَسْأَلُ اللهَ فِيهَا خَيْرًا، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ» رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وفي بعض الروايات: «وَهِيَ سَاعَةٌ خَفِيفَةٌ». وهذا يدل على أهمية اغتنام كل لحظة في يوم الجمعة بالدعاء والذكر.

 

وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحدث في شأن ساعة الجمعة، فقال: «هِيَ مَا بَيْنَ أَنْ يَجْلِسَ الْإِمَامُ إِلَى أَنْ تُقْضَى الصَّلَاةُ» رواه مسلم، وهذا يؤكد على أهمية الدعاء أثناء خطبة الجمعة والصلاة. وفي الحديث: «التَمِسُوا السَّاعَةَ الَّتِي تُرْجَى فِي يَوْمِ الجُمُعَةِ بَعْدَ العَصْرِ إِلَى غَيْبُوبَةِ الشَّمْسِ» رواه الترمذي عن أنس رضي الله عنه، وهذا يشير إلى فضل الدعاء في الفترة ما بين العصر والمغرب من يوم الجمعة. لذا، يجب على المسلم أن يحرص على استغلال هذه الأوقات المباركة بالدعاء والذكر والتضرع إلى الله، أملاً في أن يوافق ساعة الاستجابة، وأن ينال من الله المغفرة والرحمة والعتق من النار.