على الرغم من استخدام الزنجبيل منذ قرون كعلاج طبيعي وكنكهة مميزة في الطهي، إلا أن الجدل لا يزال قائمًا حول أيهما أكثر فائدة، الزنجبيل الطازج أم المطحون؟ يلجأ البعض إلى استخدام الزنجبيل المجفف المطحون لسهولة تحضيره وتوفره، بينما يصر آخرون على أن الطازج هو الخيار الأفضل من حيث القيمة العلاجية.

 

لذا نستعرض الفروق الجوهرية بين النوعين، ولماذا يفضل استخدام كل نوع في استخدامات مختلفة، وذلك وفقًا لما ذكر بموقع «verywell health».

 

الزنجبيل الطازج: الفعالية الأعلى في الاستخدامات الطبية

 

يتميز الزنجبيل الطازج بتركيبة غنية من الزيوت الطيارة والمركبات النشطة، وعلى رأسها «الجنجرول»، وهو المسؤول عن المذاق الحاد والرائحة القوية للزنجبيل. تكمن أهمية الجنجرول في خصائصه المضادة للالتهاب والمضادة للأكسدة.

 

يوصي الخبراء باستخدام الزنجبيل الطازج عند الرغبة في الحصول على فوائد صحية مباشرة، مثل التخفيف من الغثيان، وتهدئة اضطرابات المعدة، وتعزيز المناعة، خاصة عند تناوله مغليًا مع الليمون والعسل خلال فترات البرد والعدوى الموسمية.

 

يستخدم الزنجبيل الطازج بكفاءة في وصفات الديتوكس والمشروبات الصباحية التي تهدف إلى تنشيط الدورة الدموية وتحفيز الهضم. يعتبر الخيار المثالي لمن يسعون إلى نتائج سريعة وفعالة من الزنجبيل.

 

الزنجبيل المطحون: تركيز في النكهة وسهولة في الاستخدام

 

على الجانب الآخر، يأتي الزنجبيل المطحون ليقدم فوائد من نوع آخر. فبمجرد تجفيف الزنجبيل وطحنه، تتغير بعض مكوناته الكيميائية، وتتحول «الجنجرول» إلى مركب آخر يسمى «شوجاول»، وهو مركب أكثر تركيزًا في النكهة، لكنه أقل فاعلية في التأثير العلاجي مقارنة بالطازج.

 

ومع ذلك، فإن الزنجبيل المطحون يظل خيارًا عمليًا، خاصة في الطهي والمخبوزات وتحضير المشروبات الدافئة، حيث يسهل تخزينه لفترات طويلة دون أن يفسد. كما أنه يستخدم بكميات صغيرة لإضفاء نكهة قوية على الأطعمة.

 

في بعض وصفات العناية بالبشرة أو الشعر، يفضل الزنجبيل المطحون نظرًا لقوامه المناسب وسهولة دمجه مع المكونات الأخرى.

 

الاختلاف في الاستخدام لا يلغي القيمة

الاختيار بين الزنجبيل الطازج والمطحون لا يعني الأفضلية المطلقة لأحدهما، بل يعتمد على الغرض من الاستخدام. فالطازج يناسب الحالات الصحية والوقائية، بينما المطحون أكثر ملاءمة للاستخدام اليومي السريع والتخزين طويل الأمد.

 

الأهم من كل ذلك، أن يتم استخدام الزنجبيل سواء طازجًا أو مطحونًا باعتدال، خاصة بالنسبة لمن يعانون من أمراض الضغط أو مشاكل في الجهاز الهضمي، حيث أن الإفراط في تناوله قد يؤدي إلى تهيج المعدة أو انخفاض ضغط الدم.

 

سواء اخترت الزنجبيل الطازج لفوائده الصحية القوية أو الزنجبيل المطحون لسهولة استخدامه في الطهي، فإن هذا الجذر العجيب يقدم لك الكثير. استمتع بفوائده المتنوعة واجعله جزءًا من نظامك الغذائي الصحي.

 

تذكر دائمًا استشارة طبيبك قبل إدخال تغييرات كبيرة على نظامك الغذائي، خاصة إذا كنت تعاني من أي حالات صحية.