تتصاعد التوترات الإقليمية مجدداً مع ورود تقارير تشير إلى أن إسرائيل تستعد لاحتمالية اقتحام منشأة فوردو النووية الإيرانية. تأتي هذه الأنباء في ظل جمود المحادثات النووية بين إيران والقوى العالمية، وتزايد المخاوف بشأن برنامج إيران النووي، الذي يرى البعض أنه يتجاوز الاستخدامات السلمية المعلنة. ويُعتقد أن إسرائيل، التي تعتبر إيران تهديداً وجودياً، قد كثفت تدريباتها واستعداداتها لسيناريوهات مختلفة، بما في ذلك توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية.
الاستعدادات الإسرائيلية المكثفة
تشير المصادر إلى أن الاستعدادات الإسرائيلية تتضمن تدريب وحدات كوماندوز خاصة على عمليات اقتحام المنشآت المحصنة تحت الأرض، مثل منشأة فوردو. تقع فوردو في عمق جبل بالقرب من مدينة قم، مما يجعلها هدفاً صعباً للغاية. ويتطلب الوصول إليها تكتيكات خاصة وتجهيزات متطورة. ويقال إن التدريبات تحاكي الظروف الصعبة التي قد تواجهها القوات الإسرائيلية في حال تنفيذ عملية حقيقية، بما في ذلك التعامل مع الأنظمة الدفاعية الإيرانية.
سيناريوهات الاقتحام المحتملة
تتعدد السيناريوهات المحتملة للاقتحام، بدءاً من استخدام القوات الخاصة لتدمير المعدات النووية الحساسة، وصولاً إلى السيطرة على المنشأة ومنع إيران من مواصلة تخصيب اليورانيوم. ومع ذلك، فإن أي عملية من هذا القبيل ستكون محفوفة بالمخاطر، ليس فقط بسبب التحصينات القوية للمنشأة، ولكن أيضاً بسبب الرد الإيراني المحتمل. يُعتقد أن إيران تمتلك ترسانة صاروخية كبيرة وقادرة على ضرب أهداف داخل إسرائيل، بالإضافة إلى إمكانية استخدام وكلائها في المنطقة لشن هجمات انتقامية.
المخاطر والتداعيات الإقليمية
إن تنفيذ عملية عسكرية إسرائيلية ضد إيران، حتى لو كانت محدودة، من شأنه أن يشعل فتيل حرب إقليمية واسعة النطاق. قد تتورط فيها دول أخرى في المنطقة، مما يؤدي إلى زعزعة الاستقرار وتفاقم الأوضاع الإنسانية. بالإضافة إلى ذلك، فإن مثل هذه الخطوة قد تدفع إيران إلى تسريع برنامجها النووي، مما يجعلها أقرب إلى امتلاك سلاح نووي. وستكون التداعيات الاقتصادية وخيمة، حيث سترتفع أسعار النفط وتتعطل التجارة العالمية.
الحاجة إلى حل دبلوماسي
في ظل هذه المخاطر المتزايدة، يرى العديد من المحللين أن الحل الدبلوماسي هو الخيار الأمثل لتجنب كارثة إقليمية. يجب على القوى العالمية وإيران استئناف المحادثات النووية والتوصل إلى اتفاق يضمن سلمية البرنامج النووي الإيراني. يجب أن يتضمن هذا الاتفاق آليات تفتيش صارمة وشفافة، بالإضافة إلى ضمانات بعدم تطوير إيران أسلحة نووية. إن الفشل في التوصل إلى حل دبلوماسي قد يقود المنطقة إلى حرب مدمرة لا يرغب فيها أحد.