استفاقت الأمتان العربية والإسلامية والعالم أجمع، فجر الجمعة الموافق 13 يونيو 2025، على وقع صدمة كبيرة إثر هجوم إسرائيلي واسع النطاق على إيران. استهدف الهجوم مواقع حساسة وأسفر عن اغتيال عدد من الجنرالات والعلماء البارزين، مما أثار حالة من الغضب والاستياء في المنطقة والعالم. هذا الهجوم المفاجئ، الذي وصفه البعض بأنه "فصل جديد من كتاب التاريخ الممتد لعقود من العداء"، أعاد إلى الأذهان نكسة يونيو التي تعرضت لها مصر عام 1967، لما يحمله من دلالات حول القدرة على توجيه ضربات موجعة ومفاجئة.
خلفيات الهجوم: صراع إقليمي متصاعد
تأتي هذه الضربة في سياق إقليمي متوتر، حيث تتصاعد حدة الصراع بين إسرائيل وإيران على النفوذ في المنطقة. لطالما اعتبرت إسرائيل البرنامج النووي الإيراني تهديدًا وجوديًا لها، وسعت جاهدة لتقويض قدرات إيران العسكرية والاقتصادية. وتزامن الهجوم مع عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وهو ما اعتبره البعض ضوءًا أخضر لتل أبيب لتنفيذ خططها ضد إيران. التحضيرات للعملية، التي أطلق عليها اسم "رأس الأخطبوط"، بدأت منذ سنوات، وترتكز على فكرة القضاء على أذرع إيران في المنطقة قبل توجيه ضربة مباشرة إلى طهران.
تفاصيل الهجوم: ضربات دقيقة وأهداف محددة
بدأ الهجوم الإسرائيلي في تمام الساعة 12 بعد منتصف ليل الخميس/ الجمعة، وشمل أسرابًا من الطائرات والمسيّرات التي اخترقت المجال الجوي الإيراني. استهدفت الغارات عشرات المواقع النووية والعسكرية، بما في ذلك مجمع "أحمدي روشن" لتخصيب اليورانيوم في نطنز، بالإضافة إلى منازل كبار القادة العسكريين. وأكدت مصادر أن المقاتلات الإسرائيلية نفذت غارات تعكس دقة معلومات الاستخبارات في تحديد الأهداف، مما يشير إلى تخطيط دقيق ومشاركة استخباراتية واسعة.
الخسائر البشرية والمادية: اغتيال قادة بارزين
أسفر الهجوم عن مقتل عدد من كبار قادة الجيش الإيراني وبرنامجه النووي. من بين القتلى البارزين اللواء حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإسلامي، واللواء محمد باقري، رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية. كما أعلنت إسرائيل عن مقتل 9 علماء وخبراء مشاركين في البرنامج النووي الإيراني، من بينهم خبراء في الميكانيكا والفيزياء وهندسة المواد. هذه الخسائر البشرية والمادية تمثل ضربة قوية لإيران، وتزيد من حدة التوتر في المنطقة.
ردود الفعل الأولية: تهديدات إيرانية بالانتقام
لم يدم الصمت الإيراني طويلاً، فبعد ساعات من الهجوم، أطلقت الجمهورية الإسلامية حوالي 800 مسيّرة وصاروخ كروز على إسرائيل، في إطار عملية عسكرية أطلقت عليها اسم "الوعد الصادق 3". الرد الإيراني يشير إلى تصميم طهران على الانتقام، ويُنذر بتصعيد خطير في الصراع بين البلدين. ومنذ فجر السبت، بدأت شعوب المنطقة في ترقب الغارات الجوية الإسرائيلية والردود الإيرانية، وسط مخاوف متزايدة من اندلاع حرب إقليمية واسعة النطاق.
الوضع الحالي يشير إلى أن سماء المنطقة ملبدة بالصواريخ الباليستية والمسيرات، وأن الحديث السياسي عن المفاوضات والاتفاقات قد انتهى. ومع استمرار الهجمات المتبادلة، يصبح من الصعب التكهن بما سيحدث في الأيام القادمة، خاصة في ظل التصريحات النارية الصادرة عن قادة البلدين، والتي تؤكد على التمسك بالخيار العسكري حتى تحقيق الأهداف المنشودة.