يبقى السؤال عن قدرة إسرائيل على الصمود أمام إيران في حال غياب الدعم الأمريكي المباشر، سؤالاً معقداً متشعب الأبعاد. لا يمكن الإجابة عليه برقم محدد للأيام، إذ تتوقف المدة على سيناريوهات مختلفة للحرب، طبيعة الأهداف المتبادلة، وقوة الردع التي يمكن لإسرائيل أن تفرضها. فغياب المظلة الأمريكية لا يعني بالضرورة انهيار إسرائيل السريع، بل يفتح الباب أمام تحليل معمق لقدراتها الذاتية واستراتيجياتها الدفاعية والهجومية.

القدرات العسكرية الإسرائيلية والإيرانية: مقارنة

تمتلك إسرائيل جيشاً قوياً يتميز بتكنولوجيا متقدمة، خاصة في مجال الطيران والدفاع الجوي. كما أنها تمتلك ترسانة نووية غير معلنة، تشكل رادعاً قوياً لأي هجوم شامل. في المقابل، تمتلك إيران قوة بشرية هائلة، وصواريخ باليستية قادرة على الوصول إلى إسرائيل، فضلاً عن شبكة واسعة من الوكلاء في المنطقة مثل حزب الله وحماس. هذه المقارنة تعكس توازناً معقداً، حيث تتفوق إسرائيل تقنياً بينما تتفوق إيران عددياً وجغرافياً.

سيناريوهات الحرب المحتملة

تتراوح سيناريوهات الحرب المحتملة بين حرب محدودة تستهدف مواقع محددة، وحرب شاملة تستخدم فيها الصواريخ والطائرات والوكلاء. في حالة الحرب المحدودة، قد تتمكن إسرائيل من تحقيق أهدافها بسرعة نسبية، مستفيدة من تفوقها الجوي والتكنولوجي. أما في حالة الحرب الشاملة، فقد تطول مدة القتال وتتكبد إسرائيل خسائر فادحة، خاصة إذا تمكنت إيران ووكلاؤها من استهداف البنية التحتية الحيوية والمراكز السكانية.

أثر غياب الدعم الأمريكي

إن غياب الدعم الأمريكي المباشر سيؤثر بشكل كبير على قدرة إسرائيل على الصمود. الدعم الأمريكي لا يقتصر على المساعدات العسكرية، بل يشمل أيضاً الدعم السياسي والدبلوماسي والاستخباراتي. فبدون هذا الدعم، ستجد إسرائيل نفسها معزولة دولياً، وستواجه صعوبة في الحصول على الأسلحة والذخائر اللازمة. كما أن غياب الدعم الاستخباراتي سيجعلها أكثر عرضة للهجمات المفاجئة.

الخلاصة: عوامل متعددة تحدد مدة الصمود

في الختام، لا يمكن تحديد مدة محددة لصمود إسرائيل أمام إيران في حال غياب الدعم الأمريكي. فالأمر يتوقف على عوامل متعددة، منها طبيعة الحرب، وقوة الردع الإسرائيلية، ومستوى الدعم الذي يمكن أن تحصل عليه إسرائيل من حلفائها الآخرين، وقدرة إيران على استغلال نقاط الضعف الإسرائيلية. يبقى المؤكد أن غياب الدعم الأمريكي سيجعل المهمة أصعب بكثير، وسيزيد من احتمالات تصاعد الصراع وتوسعه.