توقع المهندس نجيب ساويرس، رئيس شركة أوراسكوم للاستثمار القابضة، استمرار أسعار الذهب عند مستويات مرتفعة على المدى القريب، عازياً ذلك إلى الطلب المتزايد على المعدن الأصفر وغياب اليقين الاقتصادي الذي يدفع المستثمرين نحو أصول الملاذ الآمن. وأشار ساويرس إلى أن تكلفة استخراج أونصة الذهب تتراوح بين 1000 إلى 1500 دولار، مما يعزز من جاذبية الاستثمار في الذهب في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة. تأتي تصريحات ساويرس في وقت يشهد فيه سوق الذهب العالمي تقلبات ملحوظة، مدفوعة بعوامل جيوسياسية واقتصادية متعددة.

 

ونصح ساويرس المستثمرين بالاحتفاظ بنسبة تتراوح بين 25 إلى 30% من محافظهم النقدية في الذهب، بهدف اقتناص الفرص عند تراجع الأسواق. وأوضح أن الذهب يمثل وسيلة تحوط فعالة ضد التضخم وتقلبات العملة، كما أنه يحافظ على قيمته في أوقات الأزمات الاقتصادية. وأضاف أن تخصيص جزء من المحفظة الاستثمارية للذهب يساهم في تحقيق التوازن وتقليل المخاطر الإجمالية. وشدد على أهمية التنويع في الاستثمارات، معتبراً أن الذهب يمثل عنصراً أساسياً في هذا التنويع.

 

وشهدت أسعار الذهب في البورصة العالمية انتعاشاً ملحوظاً اليوم الثلاثاء، حيث ارتفع سعر الأوقية في المعاملات الفورية بنسبة 0.4% ليصل إلى 3396.67 دولار. ويعزى هذا الارتفاع إلى تنامي الضبابية الجيوسياسية الناجمة عن التوترات المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط، خاصةً مع القتال بين إسرائيل وإيران والدعوات الصادرة عن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لإخلاء طهران. وقد دفع هذا الوضع المستثمرين إلى الإقبال على أصول الملاذ الآمن، وعلى رأسها الذهب، مما ساهم في زيادة الطلب وارتفاع الأسعار. هذا الارتفاع يعكس المخاوف المتزايدة بشأن الاستقرار العالمي وتأثيرها على الاقتصاد.

 

وفي سياق متصل، ارتفعت أسعار المعادن النفيسة الأخرى، حيث سجلت الفضة في المعاملات الفورية ارتفاعاً بنسبة 0.3% لتصل إلى 36.41 دولار للأوقية، بينما تقدم البلاتين بنسبة 0.6% ليصل إلى 1251.20 دولار. كما زاد سعر البلاديوم بنسبة 0.2% ليصل إلى 1031.68 دولار. وتعكس هذه الارتفاعات في أسعار المعادن النفيسة الأخرى حالة التفاؤل الحذر في الأسواق، حيث يسعى المستثمرون إلى تنويع استثماراتهم في ظل حالة عدم اليقين السائدة. وتعتبر المعادن النفيسة ملاذاً آمناً نسبياً في أوقات الأزمات الاقتصادية والجيوسياسية.

 

 

ملخص: بناءً على تصريحات نجيب ساويرس وتحركات الأسواق الحالية، يمكن الاستنتاج بأن الذهب سيظل خياراً استثمارياً جذاباً على المدى القريب، خاصةً مع استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي. وينصح الخبراء المستثمرين بمراجعة محافظهم الاستثمارية وتخصيص جزء منها للذهب، مع الأخذ في الاعتبار المخاطر المحتملة وتنويع الاستثمارات بشكل عام. ويبقى الذهب وسيلة مهمة للحفاظ على قيمة الأصول في ظل الظروف الاقتصادية المتقلبة. ويجب على المستثمرين توخي الحذر وإجراء أبحاثهم الخاصة قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية.