تشهد الأسواق المحلية في مصر حالة من الاستقرار في أسعار السكر، وهي السلعة الغذائية الأساسية في كل بيت مصري. يأتي هذا الاستقرار في ظل إجراءات حكومية مشددة تهدف إلى تأمين الاحتياطي الاستراتيجي من السكر، والحفاظ على توافره بأسعار مناسبة للمواطنين، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية العالمية وتذبذب أسعار السلع الأساسية.
يبلغ سعر السكر المعبأ في الأسواق حوالي 36.22 جنيهًا للكيلو، بينما يستقر سعر السكر التمويني عند 12.6 جنيهًا للكيلو ضمن منظومة الدعم الحكومي. وتتفاوت أسعار السكر الأبيض في السوبر ماركت، حيث تتراوح بين 32.95 جنيهًا و 42.00 جنيهًا للكيلو الواحد، مما يعكس تنوع العلامات التجارية والعروض المتاحة للمستهلكين.
يبلغ الاحتياطي الاستراتيجي من السكر في مصر حوالي 1.4 مليون طن. وفقًا لتقديرات وزارة التموين والتجارة الداخلية، يكفي هذا الاحتياطي لتغطية استهلاك البلاد لمدة تزيد عن 6 أشهر، بناءً على معدل استهلاك سنوي يبلغ حوالي 3.5 مليون طن. تنتج مصر سنويًا حوالي 2.8 مليون طن من السكر، بالإضافة إلى 250 ألف طن من المحليات المستخلصة من الذرة، إلا أنها تعتمد على استيراد حوالي 700 ألف طن سنويًا لسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، خاصة لتلبية احتياجات حاملي بطاقات التموين.
أكد الدكتور علاء عز، أمين عام الغرف التجارية، أن قرار حظر تصدير السكر في مصر لا يزال ساريًا، وذلك في إطار التحوط لتوفير احتياطي كافٍ من السكر للمستهلك.
"السكر التمويني متوفر بشكل كافٍ في السوق المحلي، وأن الاحتياطي يكفي لمدة تصل إلى 12 شهرًا. القطاع الخاص لا يعاني من أزمة في السكر، حيث يوجد احتياطي يكفي لأشهر مقبلة."
وأضاف أن مصر تستورد جزءًا من احتياجاتها من السكر الخام من البرازيل لتكريره محليًا، وهو ما يعوض النقص في الإنتاج المحلي.
جدير بالذكر أن الحكومة المصرية أصدرت قرارًا بتمديد حظر تصدير السكر بجميع أنواعه لمدة 6 أشهر، وذلك لتأمين احتياجات السوق المحلية وسط مخاوف من أزمة عالمية محتملة في إمدادات السلع الاستراتيجية. يهدف هذا القرار إلى حماية الاحتياطي الاستراتيجي من السكر، وتجنب تكرار أزمة السكر التي شهدتها البلاد في أواخر 2023، عندما ارتفعت الأسعار بنسبة كبيرة بسبب نقص المعروض وتصدير كميات كبيرة للاستفادة من الأسعار العالمية المرتفعة. وتراقب الحكومة عن كثب الأسواق العالمية والداخلية لضمان استقرار الأسعار وتوافر السلعة، مؤكدة أنه لا يوجد نقص حالي في السكر، بل على العكس، تم ضخ كميات كبيرة في السوق المحلي.