أثار تأجيل مباريات منتخب مصر الودية إلى نوفمبر المقبل جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية المصرية، وتصدر هاشتاج "منتخب مصر" قائمة الأكثر تداولاً على مواقع التواصل الاجتماعي.
يعود سبب هذا الجدل إلى تزامن قرار التأجيل مع بدء العديد من المنتخبات الأخرى حول العالم خوض مباريات ودية استعداداً للاستحقاقات القادمة، الأمر الذي أثار استياء شريحة واسعة من الجماهير المصرية، وتسبب في خلافات حادة بين مشجعي قطبي الكرة المصرية، الأهلي والزمالك.
يكمن جوهر الخلاف في وجهات النظر المتباينة حول أهمية مشاركة الأهلي في كأس العالم للأندية، حيث يرى بعض مشجعي الزمالك أن غالبية قوام المنتخب الوطني يعتمد على لاعبي الأهلي، وهو ما يؤثر على استعداد الفريق للمشاركة في البطولة العالمية.
في المقابل، يرى مشجعو الأهلي أن المشاركة في كأس العالم للأندية تمثل أولوية قصوى وتفوق أهمية خوض مباراة ودية للمنتخب في الوقت الحالي.
هذا التباين في وجهات النظر أدى إلى تبادل الاتهامات والانتقادات بين الطرفين، مما زاد من حدة التوتر في الشارع الرياضي المصري.
الناقد الرياضي فتحي سند علق على الأمر قائلاً:
"الناس اللي عاوزين يعملوا كورة "لعبوا" ودي في توقف يونيو.. السنغال في انجلترا والجزائر في السويد.. وتونس في المغرب.. وكلهم باللاعبين الدوليين ولم يلعب منتخب مصر! (حصل أيام حسام البدري..!!)..
ملحوظة: ميسي.. قاد الأرجنتين في بيونس آيرس أمام كولومبيا في تصفيات كأس العالم.. ويعود اليوم لانتر ميامي قبل ثلاثة أيام من افتتاح بطولة أندية العالم!!".
في المقابل، رد البلوجر كارلوس قائلاً:
"المنتخبات دي ٩٠ في الميه من لاعبينها في فرق مختلفة إنما منتخب مصر ٨٠ في الميه أهلي بخلاف المحترفين اللي كلهم بقوا في الأهلي حتى زيزو بقى في الأهلى، يعنى حرفيًا ده منتخب الأهلى عاوز فرقه كامله تروح تلعب ماتش ودى وترجع تلعب كأس عالم اتقوا الله بقى يا عالم".
هذه التعليقات تعكس عمق الانقسام في وجهات النظر حول هذه القضية.
يرى البعض أن تأجيل المباريات الودية يمثل تفريطاً في فرصة ثمينة لإعداد المنتخب الوطني بشكل جيد، حيث كان من الممكن استغلال هذه المباريات في تجربة لاعبين جدد والوقوف على نقاط القوة والضعف في الفريق.
كما أن خوض مباريات ودية مع منتخبات أوروبية قوية كان سيساهم في رفع تصنيف المنتخب المصري على المستوى الدولي، وهو ما يصب في مصلحة الكرة المصرية بشكل عام.
بينما يرى آخرون أن مصلحة الأهلي في كأس العالم للأندية تستدعي هذا التأجيل، وأن مشاركة الفريق في هذه البطولة العالمية تمثل إضافة كبيرة للكرة المصرية.
في خضم هذا الجدل، يظل السؤال المطروح هو: هل تم اتخاذ القرار الأفضل لمصلحة الكرة المصرية؟ وهل كان من الممكن إيجاد حل يرضي جميع الأطراف؟ الإجابة على هذه الأسئلة تظل معلقة، في انتظار ما ستسفر عنه الأيام القادمة.
الأمر المؤكد هو أن هذا الخلاف قد كشف عن وجود انقسامات عميقة في الشارع الرياضي المصري، وأن التوفيق بين مصلحة الأندية والمنتخب الوطني يمثل تحدياً كبيراً يواجه المسؤولين عن الكرة المصرية.
حسام حسن، المدير الفني للمنتخب، يصر على خوض مباراتين وديتين في معسكر نوفمبر المقبل، في محاولة لتعويض التأجيل الحالي.
يبقى أن نرى ما إذا كان هذا سيساهم في تهدئة الأجواء وتحقيق التوازن المطلوب.