مع إشراقة العام الجديد، استبشر آلاف المتقاعدين في جمهورية العراق بقرارات طال انتظارها، تجسد اهتمام الدولة بتحسين الظروف المعيشية لمن أفنوا زهرة شبابهم في خدمة الوطن، وبذلوا الغالي والنفيس في مختلف المجالات. تعكس هذه القرارات التقدير العميق من الدولة العراقية لتضحياتهم وعطائهم المستمر على مر السنين.
تحسينات ملموسة على الرواتب
أعلنت الجهات الرسمية عن إجراء تعديلات إيجابية جوهرية على رواتب المتقاعدين، تدخل حيز التنفيذ ابتداءً من منتصف العام الحالي. تهدف هذه التعديلات إلى تحقيق عدالة أكبر في توزيع المستحقات الشهرية، من خلال آلية جديدة تعتمد على عدة معايير أساسية تشمل: عدد سنوات الخدمة التي قضاها الموظف في خدمة الدولة، المستوى العلمي الذي وصل إليه قبل التقاعد، الراتب الأساسي الذي كان يتقاضاه قبل إنهاء الخدمة، والظروف الخاصة بكل حالة، سواء كانت صحية أو اجتماعية. ومن المتوقع أن تسهم هذه المعايير مجتمعة في تحقيق زيادات ملموسة في الرواتب، قد تصل في بعض الحالات إلى نسبة عشرين بالمئة (20%)، مما يعد نقلة نوعية مقارنة بالسنوات السابقة.
شمول واسع للفئات المستحقة
لم تقتصر هذه القرارات على فئة محددة من المتقاعدين، بل شملت جميع المتقاعدين دون استثناء، تأكيداً على عدالة التوزيع والنظرة الشاملة التي تتبناها السياسة الجديدة. وتشمل هذه الفئات: الموظفين المدنيين الذين خدموا في مختلف مؤسسات الدولة، الأفراد العسكريين من قوات الجيش والشرطة، ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعانون من إعاقات دائمة، أسر الشهداء الذين فقدوا معيلهم في سبيل الوطن، والمتقاعدين من كبار السن الذين تجاوزوا سن السبعين عاماً. كما تم تخصيص دعم إضافي للفئات ذات الأوضاع الإنسانية الحرجة، خاصة أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة أو إعاقات شديدة، لتوفير سبل العيش الكريم لهم.
تسهيل إجراءات صرف الرواتب
لم يقتصر التحسين على الجانب المالي فحسب، بل امتد ليشمل الجانب التقني، حيث تم تبسيط عملية استلام الرواتب من خلال استخدام البطاقات الذكية. تتيح هذه البطاقات للمتقاعدين سحب مستحقاتهم المالية بسهولة ويسر من خلال أجهزة الصراف الآلي المنتشرة في مختلف المناطق، أو عبر وكلاء معتمدين، دون الحاجة إلى زيارة المراكز الرسمية، مما يوفر عليهم الوقت والجهد.
رسالة تقدير وعرفان
تمثل هذه الخطوة تعبيراً صادقاً عن امتنان الدولة العراقية للجهود المضنية التي بذلها المتقاعدون في مختلف القطاعات الحيوية. فمن المدارس إلى المستشفيات، ومن الإدارات الحكومية إلى ساحات الأمن، كانت مساهماتهم جوهرية ولا تقدر بثمن. واليوم، حان الوقت لتنال هذه الشريحة العزيزة من المجتمع بعضاً من حقوقها المستحقة، تكريماً لسنوات العطاء والإخلاص.