أعلنت وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية، بشكل رسمي، عن بدء اختبارات منتصف الفصل الدراسي الثالث للعام الدراسي 1446 هـ (الموافق 2025 م). يأتي هذا الإعلان في سياق تطبيق التقويم الدراسي المحدّث، الذي يستند إلى نظام الفصول الدراسية الثلاثة، وهو النظام الذي تم اعتماده وتطبيقه في المنظومة التعليمية السعودية منذ العام 2021 م. وقد شددت الوزارة على أن كافة الاستعدادات والتجهيزات المتعلقة بهذه الاختبارات تجري وفقًا للخطط الموضوعة مسبقًا، مع إصدار توجيهات واضحة وشاملة لكافة المدارس والإدارات التعليمية في مختلف مناطق المملكة. تهدف هذه التوجيهات إلى ضمان أعلى مستويات الانضباط في سير الامتحانات، والحفاظ على جودتها، وتوفير البيئة الملائمة للطلاب لأداء اختباراتهم بكفاءة ويسر، مما يعكس حرص الوزارة على استمرارية العملية التعليمية وتقييمها بفعالية.

بدء اختبارات منتصف الفصل الدراسي الثالث 2025 بالسعودية

وفقًا للبيان الرسمي الصادر عن وزارة التعليم، فقد انطلقت فعاليات اختبارات منتصف الفصل الدراسي الثالث خلال شهر مايو المنصرم من العام الدراسي الجاري 2025 م. وقد امتدت فترة إجراء هذه الاختبارات لعدة أيام متتالية، وذلك تبعًا للجداول الزمنية المحددة والمعدة خصيصًا لكل مرحلة تعليمية ولكل صف دراسي على حدة، بما يراعي كثافة المواد الدراسية والفروقات العمرية بين الطلاب. تشمل هذه الاختبارات التقييمية جميع المراحل الدراسية دون استثناء، بدءًا من الصفوف الأولية في المرحلة الابتدائية، مرورًا بالمرحلة المتوسطة، وصولًا إلى الصفوف النهائية في المرحلة الثانوية. وتُعقد جميع هذه الاختبارات حضوريًا داخل البيئة المدرسية، تحت إشراف مباشر ومتابعة دقيقة من قبل إدارات التعليم المنتشرة في مختلف المناطق والمحافظات السعودية، لضمان توحيد المعايير وتحقيق العدالة والشفافية في عملية التقييم.

الأهداف الاستراتيجية لاختبارات منتصف الفصل الدراسي الثالث وأهميتها

تُعتبر اختبارات منتصف الفصل الدراسي الثالث محطة تقييمية محورية وفرصة بالغة الأهمية لقياس المستوى التحصيلي والمعرفي للطلاب والطالبات، وذلك قبل انخراطهم في الفترة الدراسية الأخيرة من العام الدراسي. وتُستخدم نتائج هذه الاختبارات كأداة فعالة لتقديم تغذية راجعة بناءة وشاملة للطلاب أنفسهم، وللمعلمين، وكذلك لأولياء الأمور، مما يساعد في تكوين صورة واضحة عن مسار التقدم الأكاديمي. علاوة على ذلك، تسهم هذه الاختبارات بشكل جوهري في تحقيق عدة أهداف تربوية وتعليمية، من أبرزها: رصد وتقييم مستوى التحصيل العلمي للطلاب بشكل دقيق وموضوعي، وتحديد نقاط القوة والضعف في أدائهم الأكاديمي بشكل فردي، مما يتيح للمعلمين تصميم خطط علاجية وإثرائية مناسبة. كما تهدف إلى تعزيز مهارات الاستعداد والتأهب للاختبارات النهائية، وتدريب الطلاب على إدارة الوقت والتعامل مع ضغوط الامتحانات، وفي المحصلة، تحسين الأداء الأكاديمي العام للطلاب قبل نهاية العام الدراسي، مما يرفع من فرص نجاحهم وتميزهم.

استعدادات المدارس والمعلمين ودورهم في إنجاح فترة الاختبارات

في إطار حرصها على تهيئة الأجواء المثالية لإجراء الاختبارات، وجهت وزارة التعليم كافة إدارات المدارس والمعلمين بضرورة الالتزام التام بجميع المعايير التنظيمية والتربوية المعمول بها خلال فترة تنفيذ اختبارات منتصف الفصل. وتشمل هذه التوجيهات جوانب متعددة لضمان سير العملية بسلاسة وفعالية، من بينها: العمل على إعداد جداول اختبارات متوازنة ومناسبة تراعي الفروق الفردية بين الصفوف الدراسية المختلفة وتوزيع المواد بشكل يمنع الإرهاق الذهني للطلاب. كما أكدت الوزارة على أهمية ضمان توفير بيئة امتحانية هادئة وآمنة ومحفزة داخل قاعات الامتحانات، خالية من المشتتات، ومُهيأة بكافة الوسائل التي تضمن راحة الطالب الجسدية والنفسية. ولم تغفل التوجيهات الجانب النفسي، حيث شددت على ضرورة تقديم الدعم النفسي والمعنوي للطلاب، وتجنب ممارسة أي ضغوط زائدة قد تؤثر سلبًا على أدائهم، بل وتشجيعهم وبث الثقة في نفوسهم. وأخيرًا، تم التأكيد على أهمية عدم تعطيل الأنشطة التعليمية والتربوية الأخرى المصاحبة أو المخطط لها خلال فترة الاختبارات قدر الإمكان، للحفاظ على استمرارية التجربة التعليمية الشاملة.

دور الأسرة المحوري ومساهمتها في دعم الطلاب خلال فترة الاختبارات

 

تُشكّل اختبارات منتصف الفصل الدراسي الثالث لعام 2025 خطوة أساسية ومفصلية نحو إنهاء العام الدراسي بنجاح وتميز للطلاب. كما أنها تعكس بوضوح الجهود الحثيثة والمتواصلة التي تبذلها وزارة التعليم السعودية بهدف الارتقاء بجودة المخرجات التعليمية وتحسين مستوى الأداء العام للمنظومة التعليمية. وفي هذا السياق، يُعد دعم الأسر وتعاونها مع المدرسة عنصرًا حيويًا لا غنى عنه. فمع تضافر جهود الأسر واستعداد الطلاب الجيد، تتجه المملكة العربية السعودية بخطى واثقة وثابتة نحو تحقيق المستهدفات الطموحة لـرؤية 2030، لا سيما في قطاع التعليم النوعي والمتميز. وعليه، أهابت وزارة التعليم بجميع الطلاب وأولياء أمورهم الكرام ضرورة الالتزام بمجموعة من التعليمات الهامة التي من شأنها مساندة أبنائهم خلال هذه الفترة، وتشمل: تنظيم وقت الطالب بشكل فعال بين المذاكرة الجادة وفترات الراحة الضرورية لتجديد النشاط الذهني والبدني، وتهيئة بيئة منزلية مناسبة ومحفزة للمراجعة والاستذكار، تتسم بالهدوء وتوفر الإمكانيات اللازمة، بالإضافة إلى أهمية التواصل المستمر والفعال مع المدرسة في حال مواجهة الطالب لأي صعوبات أو تحديات أكاديمية أو نفسية، وذلك لتقديم الدعم المناسب في الوقت الملائم.