مع اقتراب ذروة موسم الحج لعام 2025، تصاعدت التوقعات الجوية التي أصدرها المركز الوطني للأرصاد في المملكة العربية السعودية، والتي حملت مؤشرات واضحة على تقلبات جوية ملحوظة قد تؤثر على حركة الحجاج وتنقلاتهم بين المشاعر المقدسة.
طقس موسم الحج 2025: أمطار رعدية ورياح نشطة في عدة مناطق سعودية
وفي تقريره الصادر اليوم الخميس 5 يونيو 2025، أشار المركز إلى هطول أمطار رعدية ورياح نشطة مثيرة للأتربة والغبار على عدد من المناطق، إلى جانب اضطراب في حالة البحر على سواحل البحر الأحمر والخليج العربي.
أمطار رعدية على مناطق عدة
توقع المركز هطول أمطار رعدية مصحوبة برياح نشطة على مناطق جازان، عسير، الباحة، ومكة المكرمة، وهي مناطق تشهد خلال موسم الحج كثافة سكانية مؤقتة نظرًا لوجود الحجاج، خاصة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة مثل منى، عرفات، والمزدلفة.
وتُعد هذه الأمطار محتملة التأثير على حركة الحجاج، خاصة في حال ازدادت شدتها في ساعات الذروة أو أثناء تنقلات الحجيج ما بين المشاعر.
ومن المعروف أن تضاريس المناطق الجبلية في جنوب وغرب المملكة تزيد من احتمالية جريان السيول بشكل مفاجئ، ما يستدعي استعدادات ميدانية من الجهات المسؤولة لضمان سلامة الحجاج، إلى جانب دور مهم لوسائل الإعلام والجهات المعنية في نشر التوعية والتحديثات الجوية أولًا بأول.
رياح مثيرة للأتربة والغبار
أشار التقرير كذلك إلى استمرار نشاط الرياح المثيرة للأتربة والغبار، والتي تؤثر بشكل مباشر على الرؤية الأفقية، خصوصًا في مناطق المدينة المنورة، مكة المكرمة، الرياض، المنطقة الشرقية، والحدود الشمالية.
وتُشكل هذه الرياح تحديًا صحيًا كبيرًا خاصة لمرضى الجهاز التنفسي، كما أنها تؤثر على راحة الحجاج وأدائهم للمناسك، خصوصًا في المناطق المكشوفة مثل عرفات.
إضافةً إلى ذلك، فإن هذه الرياح قد تتسبب في تعليق الرحلات الجوية أو البرية مؤقتًا إذا اشتدت حدتها، وهو أمر اعتادت عليه بعض المطارات والمرافق خلال الفصول الانتقالية أو مواسم التقلب الجوي.
حالة البحر: اضطراب على سواحل البحر الأحمر والخليج العربي
وتطرق التقرير أيضًا إلى حالة البحر الأحمر والخليج العربي، حيث:
- بلغت سرعة الرياح السطحية على البحر الأحمر ما بين 15 إلى 35 كم/ساعة، وقد تصل إلى 45 كم/ساعة باتجاه خليج العقبة.
- أما ارتفاع الموج فيتراوح ما بين نصف متر إلى متر ونصف، ويصل إلى مترين ونصف في خليج العقبة.
ووصف التقرير حالة البحر بـ"خفيف إلى متوسط الموج"، لكنها قد تميل إلى الاضطراب في بعض الفترات، خاصة مع تغيرات الرياح.
وفي الخليج العربي، فإن الرياح السطحية بلغت ما بين 20 إلى 40 كم/ساعة، مع ارتفاع موج يتراوح من متر إلى مترين، ما يجعل البحر متوسط الموج وقد يشكل خطرًا محدودًا على القوارب الصغيرة وسفن الصيد.
تداعيات الطقس على موسم الحج
نظرًا لأن موسم الحج يشهد سنويًا تجمعًا بشريًا كبيرًا يتجاوز المليون حاج، فإن الأحوال الجوية تلعب دورًا كبيرًا في تنظيم وإدارة الحركة، سواء في المشاعر أو في الطرق المؤدية إليها.
الأمطار قد تؤدي إلى تزاحم أو تأخر في تنقل الحجيج، خاصة في الأماكن المكشوفة، وتستدعي تدخلًا سريعًا من الدفاع المدني والهلال الأحمر السعودي لتأمين المسارات البديلة وضمان سلامة الحشود.
كذلك، الرياح المحملة بالغبار تُصعّب التنفس وتزيد من حالات الاختناق أو تهيج الجيوب الأنفية، ما يفرض ضرورة ارتداء الكمامات الواقية، ليس فقط للحماية من الغبار بل أيضًا كإجراء وقائي في ظل الأوبئة الموسمية التي قد تظهر خلال التجمعات.