تشهد منطقة حميثرة بمرسى علم بالبحر الأحمر مساء اليوم الخميس احتفالية كبيرة بمناسبة الليلة الختامية لمولد القطب الصوفي أبو الحسن الشاذلي، حيث يشارك آلاف المريدين والزوار من مختلف المحافظات في هذه المناسبة الروحية التي تمتد جذورها إلى أكثر من سبعة قرون، ويحرص المشاركون على إحياء العادات والتقاليد التي اعتاد عليها أسلافهم رغم تعديل موعد الاحتفالات من قبل الطرق الصوفية الرسمية، لتعكس هذه الاحتفالات مدى تمسك الناس بتراثهم الصوفي وحبهم لإمام الصوفية الذي ترك أثراً عميقاً في تاريخ التصوف الإسلامي.

الاحتفال بمولد القطب الصوفي أبو الحسن الشاذلي

يتميز الاحتفال الليلة الختامية في حميثرة بحضور الآلاف من المريدين الذين يأتون بسيارات وشاحنات مغطاة، ويبدأ الاحتفال بالأناشيد الدينية والابتهالات التي تملأ الأجواء من مكبرات الصوت، ثم تنطلق حلقات الذكر والصلاة، ويتجه البعض إلى صعود جبل حميثرة في مشهد يعكس روحانية الحدث، ولا تمنع الجهات الأمنية والمسؤولون عن الأوقاف الزوار من حضور المناسبة، مع متابعة الاحتفالات لتجنب أي تجاوزات، إذ تظل المنطقة مفتوحة طوال العام للزيارة دون التقيد بموعد معين.

أهمية موقع حميثرة ومسجد الشيخ أبو الحسن الشاذلي

يقع مقام ومسجد القطب الصوفي أبو الحسن الشاذلي في وادي حميثرة الصحراوي، ويعتبر هذا المكان من أهم الوجهات الروحية للمتصوفين في مصر والعالم، حيث تحول الوادي إلى منطقة عامرة بالمريدين بعد إعادة بناء المسجد الذي يعكس الطراز المعماري المتناغم مع البيئة الصحراوية، ويتميز المسجد بمآذنه الأربعة التي تشع نوراً في صحراء البحر الأحمر، ما يجعل المكان نقطة التقاء روحية لأتباع الطريقة الشاذلية التي تمثل إرث الإمام الشاذلي وأفكاره الصوفية.

إرث الإمام أبو الحسن الشاذلي ودوره في التصوف

يُعتبر الإمام أبو الحسن الشاذلي أحد أعظم أقطاب الصوفية في مصر والعالم العربي، وينتمي إلى نسب شريف يمتد إلى الإمام الحسين رضي الله عنه، ويُعرف عنه تأسيس الطريقة الشاذلية التي تتميز بشعارها الأصفر الذي يرمز إلى علوم الأسماء الإلهية، وقد بدأ حياته في المغرب ثم انتقل إلى تونس ومصر حيث انتشر له مريدون كثيرون، وعرف بحكمته وزهده، ويُعد قبره في حميثرة مزاراً روحياً هاماً يصل إليه الآلاف سنوياً، ليجدوا في سيرته العطرة ملاذاً روحياً ومصدر إلهام في التصوف.

أبرز فعاليات الاحتفال في حميثرة

  • إقامة حلقات الذكر الصوفي والابتهالات الدينية

  • زيارة مقام ومسجد الشيخ أبو الحسن الشاذلي والصلاة فيه

  • صعود جبل حميثرة في يوم وقفة عيد الأضحى

  • ذبح الأضاحي التي يحرص الزوار على إحضارها معهم أو شراؤها من الأهالي

  • مشاركة الزائرين في الساحات المجاورة مثل ساحة الحاجة زكية وساحة الأحمدية وغيرها

  • الاستماع إلى الأناشيد الصوفية والتواشيح التي تعبر عن روحانية المناسبة

تظل الاحتفالات بمولد القطب الصوفي أبو الحسن الشاذلي في حميثرة علامة بارزة في التراث الصوفي المصري، تعكس تمسك الأجيال بتراثهم الروحي رغم التغيرات والتعديلات الرسمية، ويستمر الزوار والمريدون في إحياء هذه الذكرى العطرة لتجديد الصلة بالإمام العارف بالله وإحياء معاني التصوف التي تجمع بين الحب والذكر والروحانية، مما يجعل من هذا الحدث مناسبة روحية واجتماعية غنية يعبر فيها الناس عن إيمانهم وارتباطهم بجذورهم الصوفية العميقة.