مع اقتراب عيد الأضحى 2025، تبدأ الأسر في تجهيز طقوس الاحتفال التي لا تكتمل دون الموائد العامرة بلحوم الأضاحي، وعلى رأسها طقس الشواء الذي يمثل أحد أبرز مظاهر الفرح بهذه المناسبة.
ورغم بساطة الفكرة، إلا أن الشواء الناجح يتطلب خطوات دقيقة تضمن الطعم اللذيذ، والملمس الطري، والتحضير الصحي الذي يحافظ على سلامة أفراد الأسرة من أي أضرار ناتجة عن الطهي الخاطئ.
الشيف مي صيام، واحدة من الأسماء البارزة في تقديم النصائح المطبخية العملية، قدمت دليلاً مبسطًا يضمن شواء مثاليًا يجمع بين المذاق الرائع والقيمة الغذائية، دون الحاجة إلى تقنيات معقدة أو تجهيزات مرهقة.
أول خطوة تبدأ باختيار القطعة المناسبة من اللحم. توصي الشيف باختيار الأجزاء الطرية مثل الضلوع، الرقبة، أو الفخذ، إذ تتميز بسرعة النضج وقوامها الناعم بعد الطهي.
ويُفضل تقطيع اللحم إلى مكعبات متوسطة الحجم ومتساوية لضمان استواء موحد على الفحم.
التتبيلة تأتي في المرتبة الثانية، فهي الأساس في منح اللحم النكهة المميزة.
ينصح بتتبيل اللحم قبل 12 ساعة على الأقل من الشواء باستخدام خليط من الزبادي، والبصل المبشور، والخل، والبهارات المختلفة مع لمسة من الزيت.
كما يمكن إضافة نكهات شرقية مثل السماق أو الكزبرة الناشفة لإضفاء لمسة خاصة.
ومن الأمور المهمة التي قد يغفل عنها الكثيرون، هو ترك اللحم في درجة حرارة الغرفة قبل الشواء بنحو نصف ساعة.
هذه الخطوة تساعد على نضج اللحم بشكل متساوٍ من الداخل والخارج، بدلًا من أن يظل قلبه نيئًا في حين يحترق سطحه الخارجي.
تحضير الفحم يشكل عنصرًا أساسيًا في نجاح الشواء، حيث يجب إشعاله قبل بدء الطهي بـ15 دقيقة على الأقل، إلى أن يتحول إلى جمر هادئ دون لهب ظاهر.
الشواء على اللهب قد يعطي مظهرًا مشويًا لكنه يترك الداخل غير ناضج، لذا يُفضل استخدام حرارة متوسطة ثابتة.
خلال عملية الشواء، توصي الشيف بعدم الإكثار من تقليب قطع اللحم أو الضغط عليها باستخدام الملقط أو الملعقة، لأن ذلك يؤدي إلى فقدان السوائل الطبيعية التي تمنح اللحم طراوته.
يكفي تقليبها مرة أو مرتين لكل جانب للحفاظ على نضارتها.
ومن الحيل الذكية التي تضيف طعمًا مميزًا ولمعانًا جذابًا، استخدام خليط من الزبدة أو السمن المضاف إليه بهارات خفيفة، ودهن اللحم به باستخدام فرشاة أثناء الشواء، ما يضيف نكهة غنية ويمنع جفاف السطح.
أخيرًا، لا يفضل تقديم اللحم فور رفعه عن النار.
ينصح بتركه ليهدأ لمدة 5 دقائق، وهي خطوة مهمة تساعد على إعادة توزيع العصائر داخله، ما يجعل القوام أكثر نعومة والطعم أكثر توازنًا.
بهذه الخطوات البسيطة، يصبح شواء عيد الأضحى تجربة ممتعة وناجحة، تمنح أفراد الأسرة وضيوفهم مذاقًا لا يُنسى في أجواء احتفالية مبهجة.