في مشهد يتكرر كل عام، شهدت الدول الإسلامية تباينًا في تحديد بداية شهر ذي الحجة لعام 1446 هـ، ما أدى إلى اختلاف موعد عيد الأضحى بين عدد من البلدان.

 

يعود هذا التباين إلى اعتماد الدول على طرق مختلفة في تحري الهلال، بين الرؤية الشرعية المحلية من جهة، والحسابات الفلكية أو التبعية لإعلان المملكة العربية السعودية من جهة أخرى.

 

أعلنت المملكة العربية السعودية مساء يوم الثلاثاء 27 مايو 2025، ثبوت رؤية هلال شهر ذي الحجة، ليكون يوم الأربعاء 28 مايو هو غرة الشهر المبارك.

 

وبناءً على هذا الإعلان، حُددت وقفة عرفات ليوم الخميس 5 يونيو، ويحل عيد الأضحى في السعودية ومعظم الدول العربية والإسلامية يوم الجمعة 6 يونيو 2025.

 

في المقابل، أعلنت سبع دول إسلامية تعذر رؤية الهلال مساء الثلاثاء، وبالتالي اعتبرت أن يوم الأربعاء هو المتمم لشهر ذي القعدة، وأن غرة ذي الحجة توافق يوم الخميس 29 مايو.

 

ووفقًا لهذا التقدير، ستكون وقفة عرفات يوم الجمعة 6 يونيو، ويوافق عيد الأضحى يوم السبت 7 يونيو 2025، أي بعد يوم من الاحتفال به في السعودية.

 

الدول التي اختارت هذا التوقيت هي: المغرب، موريتانيا، الهند، باكستان، بنجلاديش، بروناي، وماليزيا.

 

وتعتمد هذه الدول على الرؤية المحلية للهلال داخل حدودها الجغرافية، وترى أن لكل دولة حقها في تحري بداية الشهر الهجري بما يتماشى مع رؤيتها الشرعية أو الفلكية، دون الالتزام الكامل بتوقيت السعودية، حتى في مواسم الحج.

 

هذا التفاوت في تحديد بداية الشهور القمرية ليس بجديد، بل هو ظاهرة متكررة في العالم الإسلامي، خاصة في المناسبات الدينية الكبرى مثل رمضان وعيد الأضحى.

 

ويعود ذلك إلى اختلاف المعايير المستخدمة بين الدول؛ فبعضها يتمسك بالرؤية الشرعية بالعين المجردة أو باستخدام التلسكوبات، بينما تعتمد أخرى على الحسابات الفلكية الدقيقة، أو تتبع إعلان السعودية، باعتبارها بلد الحرمين الشريفين ومكان أداء مناسك الحج.

 

ورغم هذا التباين في التواريخ، فإن جوهر المناسبة لا يتغير، إذ يظل عيد الأضحى عيدًا عالميًا يجمع المسلمين على قيم الإيمان والتضحية والتراحم.

 

سواء احتُفل به يوم الجمعة أو السبت، فإن روح العيد تبقى واحدة، والمظاهر الدينية والاجتماعية تتشابه في مختلف الدول، من أداء صلاة العيد إلى ذبح الأضاحي وتوزيع لحومها، مرورًا بالزيارات العائلية وتبادل التهاني.

 

يشار إلى أن هذا الاختلاف لا يثير خلافًا دينيًا واسعًا، بل أصبح من الأمور الطبيعية التي يتقبلها المسلمون حول العالم، مع فهم أن وحدة الشعور بالعيد أهم من وحدة اليوم ذاته، وأن الاختلاف في الرؤية لا يمس وحدة الدين أو مقاصده.