الأضحية تعد من السنن المؤكدة في الإسلام على من كان قادرًا عليها من المسلمين، وهذا هو الرأي الراجح عند جمهور العلماء والفقهاء.

 

وقد استدلوا على ذلك بحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم حين قال: «إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا» [رواه مسلم].

 

في هذا الحديث دلالة واضحة على أن الأضحية سنة وليست فرضًا، إذ ذكر النبي صلى الله عليه وسلم "وأراد أحدكم" ولم يرد وجوبها، مما يدل على استحبابها وفضلها لمن أراد القيام بها.

 

وتُعتبر الأضحية فرصة عظيمة للمسلمين للتقرب إلى الله عز وجل عبر التضحية وتقديم الصدقة للفقراء والمحتاجين، كما أنها من الشعائر التي تربط المسلم بسنن نبيه الكريم وتذكره بقصة سيدنا إبراهيم عليه السلام وإيمانه وطاعته لأمر الله.

 

ومن خلال الأضحية، يتجسد معنى الإيثار والتكافل الاجتماعي بين المسلمين.

 

أما عن الوقت الشرعي لذبح الأضحية، فقد أوضحت دار الإفتاء المصرية أن بداية وقت الذبح يبدأ بعد طلوع شمس يوم العاشر من ذي الحجة، ويكون ذلك بعد دخول وقت صلاة الضحى.

 

وينبغي أن يكون هناك وقت كافٍ لأداء ركعتي الضحى وخطبتين خفيفتين، بحيث يكون الذبح من بعد ذلك مباشرة.

 

وهذا يعكس حرص الإسلام على تنظيم الشعائر والعبادات بما يتوافق مع الحكمة الشرعية ويحقق النفع الروحي والجسدي للمسلمين.

 

وينتهي وقت ذبح الأضحية بغروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق، وهو اليوم الرابع من أيام عيد الأضحى المبارك.

 

هذا التوقيت يتيح للمسلمين فرصة لتأدية الأضحية على مدار عدة أيام، مما ييسر عليهم أداء هذه العبادة في الوقت المناسب الذي يستطيعون فيه الذبح وتوزيع اللحوم على الفقراء والمحتاجين.

 

كما أن أفضل وقت للذبح هو اليوم الأول من العيد، بعد الانتهاء من صلاة العيد مباشرة.

 

وهذا لما فيه من سرعة في القيام بهذا العمل الخيري، والمسارعة إلى الخير، وهو أمر يحث عليه الإسلام في كثير من المواضع.

 

إذ أن التعجيل بالصدقة وبذل المعروف من صفات المؤمنين الصادقين.

 

تجدر الإشارة إلى أن الأضحية ليست مجرد ذبح وحسب، بل هي تعبير عن طاعة الله وامتثال لأمره، وتذكير بفضائل الصبر والتضحية، حيث تحمل رسالة واضحة عن استعداد المسلم للتخلي عن ما يحب في سبيل مرضاة الله ورضاه.

 

والأضحية كذلك وسيلة لتوطيد الروابط الاجتماعية عبر مشاركة اللحوم مع الفقراء والمساكين، مما يعزز روح التكافل والتعاون في المجتمع الإسلامي.

 

وبهذا تكون الأضحية سنة مؤكدة عظيمة، تؤدى ضمن أجواء فرحة العيد، مترافقة مع التكبير والتهليل والاحتفال بقدوم موسم من العبادة والتقرب إلى الله.

 

لذلك يحرص المسلمون على استثمار هذا الوقت المبارك لأداء هذه السنة، مع الالتزام بالتوقيت الشرعي الذي حددته الشريعة، لضمان قبول العمل وصحة الشعيرة.

 

في النهاية، تبقى الأضحية علامة من علامات العيد المميزة، وحصنًا من حصون الإيمان التي تحث على العطاء والبذل، وتذكيرًا دائمًا بأن الحياة لا تقتصر على الذات فقط، بل هي أيضًا عن المشاركة والعطاء والمحبة في الله.