في خطوة جديدة تعكس التوجه الإنساني الحديث لوزارة الداخلية، تقرر منح جميع نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل في مصر زيارة استثنائية واحدة بمناسبة الاحتفال بعيد الأضحى المبارك يأتي هذا القرار في إطار استراتيجية الوزارة الرامية إلى تعزيز أوجه الدعم والرعاية الاجتماعية والإنسانية للنزلاء، وحرصها المستمر على إتاحة الفرصة لهم للقاء ذويهم، خاصة في المناسبات الدينية والاجتماعية الكبرى، التي تمثل أهمية خاصة في المجتمع المصري والعربي.

 

زيارة استثنائية بمناسبة عيد الأضحى لنزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل

 حددت وزارة الداخلية أن تُمنح الزيارة الاستثنائية خلال الفترة من الخميس 5 يونيو 2025 حتى الجمعة 6 يونيو 2025، على أن تُستأنف الزيارات العادية مرة أخرى اعتبارًا من يوم الثلاثاء 10 يونيو 2025 وحتى الخميس 11 يوليو 2025.

 

وتأتي هذه الزيارات وفقًا للقواعد المنظمة داخل كل مركز إصلاح وتأهيل، بما يضمن الحفاظ على الأمن والنظام داخل المؤسسة، وفي الوقت نفسه يراعي الجوانب الإنسانية والاجتماعية للنزلاء وأسرهم.

 

الزيارة الاستثنائية ليست فقط إجراء تنظيمي، بل تحمل بين طياتها أبعادًا اجتماعية ونفسية مهمة، من شأنها التأثير الإيجابي على النزلاء وتحسين سلوكهم داخل المؤسسة الإصلاحية.

 

كما أن مثل هذه الزيارات تعزز من الروابط الأسرية، وتمنح النزيل شعورًا بأنه ما زال جزءًا من مجتمعه وأسَرته، مما يساعد في إعادة تأهيله بشكل فعّال.

 

أبعاد إنسانية وسياسية حديثة

ان منح زيارة استثنائية بمناسبة دينية كبرى مثل عيد الأضحى يأتي في إطار سياسة عقابية جديدة تتبناها الدولة، ترتكز على البعد الإنساني قبل العقابي فالسجون اليوم لم تعد مجرد أماكن لحجز الأفراد، بل أصبحت مراكز إصلاح وتأهيل حقيقية تهدف إلى إعادة بناء الفرد اجتماعيًا ونفسيًا، ليعود إلى المجتمع بعد انقضاء مدة محكوميته بشكل سليم ومنتج.

 

وزارة الداخلية تؤكد بهذا القرار على احترامها لحقوق الإنسان وتوجهها الواضح نحو تطوير المنظومة العقابية، بما يتماشى مع المعايير الدولية لحقوق السجناء. ويأتي ذلك في وقت تتزايد فيه الأصوات المنادية بإصلاح السياسات العقابية لتكون أكثر عدالة وإنسانية.

 

أثر هذه الزيارة على النزلاء والأسر

الزيارات الأسرية داخل مراكز الإصلاح والتأهيل لا تقتصر فقط على منح النزيل فرصة لرؤية أحبائه، بل تلعب دورًا مهمًا في استقراره النفسي والسلوكي فتلك الزيارة تُعيد للنزيل شيئًا من حياته الطبيعية، وتمنحه أملًا في مستقبل أفضل، وتحفّزه على الالتزام بقواعد المؤسسة، والعمل على إصلاح ذاته.

 

ومن ناحية أخرى، فإن الأسر المستفيدة من هذه الزيارة تجد فيها فرصة للاطمئنان على ذويها، وتجديد الروابط الأسرية والعاطفية التي قد تتعرض للضعف نتيجة الفُرقة وقد أثبتت دراسات اجتماعية أن وجود تواصل مستمر بين النزلاء وأسرهم يخفف من التوتر والقلق لدى الطرفين، ويعزز من فرص اندماج النزيل في المجتمع بعد الإفراج عنه.

نقلة نوعية في مفهوم السجون

 

التحول في مفهوم "السجن" من مكان للعقاب إلى مؤسسة للإصلاح والتأهيل يمثل نقلة نوعية في الفكر الأمني والاجتماعي هذا المفهوم الجديد لا يهدف فقط إلى معاقبة الفرد، بل إلى معالجة أسباب الانحراف وتقديم حلول تساعد النزيل على عدم العودة للجريمة مجددًا.