ودعت مصر والعالم العربي صباح اليوم واحدة من أعظم أيقونات الفن والمسرح، الفنانة القديرة سميحة أيوب، التي رحلت عن عالمنا عن عمر ناهز 93 عامًا، بعد مسيرة فنية استثنائية أثرت خلالها الحياة الثقافية والفنية بعشرات الأعمال الخالدة، والمواقف الإنسانية التي جعلت منها رمزًا للتفرد والإبداع.
رحيل سميحة أيوب.. وزير الثقافة ينعي "سيدة المسرح العربي" ويؤكد: تركت إرثًا خالدًا في وجدان الأمة
وقد نعَى الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، الراحلة بكلمات مؤثرة عبّرت عن عمق الحزن، وقيمة الفقد الكبير الذي أصاب الوسط الفني والثقافي برحيلها.
"أعطت للفن حياتها".. وزير الثقافة يرثي المبدعة
قال الوزير في بيانه الرسمي:"الراحلة كانت نموذجًا للفنانة الوطنية المخلصة والمبدعة، التي أعطت للفن حياتها، ووهبت جمهورها مشوارًا استثنائيًا من الإبداع والتفرّد، وستظل أعمالها منارات تضيء طريق الأجيال القادمة، وستبقى ذكراها خالدة في قلوب محبيها."
وأكد الدكتور أحمد فؤاد هنو أن وفاة سميحة أيوب تمثل خسارة فادحة للفن المصري والعربي، نظرًا لما كانت تمثله من قيمة فنية وإنسانية نادرة، ومسيرة متفردة كانت عنوانًا للالتزام والعمق والإخلاص في الأداء، مشيرًا إلى أن أعمالها ستبقى محفورة في الذاكرة الجمعية للوجدان العربي.
كما تقدم وزير الثقافة بخالص العزاء لأسرة الفقيدة وجمهورها ومحبيها، داعيًا الله أن يتغمّدها بواسع رحمته، مؤكدًا أن مصر فقدت قامة فنية استثنائية لن تتكرر.
أكثر من سبعة عقود من العطاء
رحلت سميحة أيوب بعد رحلة فنية امتدت لأكثر من 70 عامًا، بدأت منذ تخرجها في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1953، حيث تتلمذت على يد رائد المسرح المصري زكي طليمات، وانطلقت لتقدم عشرات العروض المسرحية المهمة، على رأسها: رابعة العدوية، سكة السلامة، أغا ممنون، دائرة الطباشير القوقازية، دماء على أستار الكعبة.
وقد استحقت عن جدارة لقب "سيدة المسرح العربي"، الذي لم يكن مجرد تكريم إعلامي، بل تعبير حقيقي عن دورها الريادي في تطوير المسرح، وقيادة أجيال من الفنانين والفنانات بروح الأستاذة والملهمة.
حضور لافت في السينما والتلفزيون
رغم أن المسرح كان عشقها الأكبر، إلا أن سميحة أيوب لم تغب عن السينما والدراما التلفزيونية، فشاركت في أفلام بارزة مثل أرض النفاق، فجر الإسلام، بين الأطلال، وقدّمت أدوارًا قوية في مسلسلات مثل الضوء الشارد، أوان الورد، المصراوية، أميرة في عابدين، وغيرها من الأعمال التي رسّخت صورتها كرمز فني شامل.
تكريمات وجوائز رئاسية
خلال مسيرتها الطويلة، حصلت الراحلة على تكريمات رفيعة من الدولة المصرية وعدة جهات عربية ودولية، تقديرًا لإسهاماتها الكبيرة في الفن والثقافة، كما تقلدت مناصب مهمة في العمل المسرحي، وكانت دائمًا نموذجًا للمثقف المنتمي لوطنه وقضايا مجتمعه.